31‏/03‏/2021

هل هو درويش أم داعية؟

هل هو درويش أم داعية؟

الشيخ عمر عبد الكافي داعية مهذب؛ وله وجه مُريح، لكنه للحق أبرع من (أبو لمعة) في استخراج حكايات لا يصدّقها الأطفال الرُضّع، فتجذب مئات الآلاف من المعجبين بالحبكة الدرامية التي يدغدغ بها مشاعر الساذجين من المسلمين، رغم أن كل المسلمين، تقريبا، ساذجون!


أشاهده بين ألفينة والأخرى لمدة خمس دقائق تكفيان لرفع ضغط الدم، فإذا بالمعجبين يتقاطرون على إشارة (لايك) كأنه اخترق حُجُبَ السماوات ومجراتها.

لا أظن أنه شرير مثل وجدي غنيم وآيات عرابي، أو عبيط مثل محمود المصري وأبي إسلام، أو معتوه مثل الحويني وحسين يعقوب؛ إنما خطيب وداعية تعلــّم كيفية تجسيد خرافات من كُتُب قضمها الزمان، وضحك عليها التاريخ، وتجاوزتها ألف ليلة وليلة!

التقيت بحضوره على مبعدة أمتار قليلة مني؛ في الأولى كان يتناول طعام الإفطار في مطعم فندق الشيراتون بالكويت، وفي الثانية جلس في المكان الذي يجاورني في كافتيريا مطار دُبي، وفي المرتين لم أستطع أن أجامل وأذهب للحديث معه لأنني أراه يحشو رؤوس المسلمين بتشوهات تاريخية لم تحدث، ولأن مجاملة مني ستنسف قناعاتي اليقينية بضرورة عزل المسلمين لشيوخ النَتْش والخرافات!

كثير من الدراويش نرفعهم نحن إلى مصاف العلماء فيخسر الإسلام ويتراجع المسلمون إلى كهوف مظلمة في التاريخ ويظنون أنهم الأعلى والأعلم!
لو قال الدكتور عمر عبد الكافي بأنه درويش يحكي عن التاريخ غير المعلوم للبسطاء، فربما كنت أتعاطف معه.
أما الزعم بأن ما يقوله هو من صُلب الدين الإسلامي؛ هنا تصبح الدروشة أكاذيب غير أخلاقية، وغسيل أدمغة تُعيد المسلمين إلى العصر الحجري.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...