20‏/04‏/2014

مهينو لغتنا .. لماذا يكرهونها؟


لو كنت مكان صاحب الأمر والنهي في مصر لأمرت بمرور أي مسؤول سيُلقي بيانا أو يصدر حُكما تاريخيا أو يفتتح مهرجانا فنيا على لجنة من المتخصصين في الإدارة واللغة والأسلوب وذلك لمعرفة قدرات الرجل قبل أن يؤذي آذاننا وأعيننا!

كان المستشار أحمد رفعت صاحب الحُكم التاريخي بتبرئة علاء وجمال مبارك صاحب اللغة الأكثر انحدارا وانحطاطا وضعفا واعوجاجا وتخلفا حتى حسبته لم يمسك كتابا بعد ...
الثانية الابتدائية.
كان رئيس وزراء مرسي الدكتور هشام قنديل صاحب اللغة الهشة والفكر الهزلي واللسان الأعجمي.

كان الرجلان اللذان افتتحا مهرجان الاسكندرية السنوي (2013)للسينما كأنهما لم يمرا على مُدرس لغة عربية منذ الروضة ثم هربا من المدرسة الابتدائية و.. لم يعودا إليها قط.
وأخيرا جاء من يقرأ بيان لجنة تقصّي الحقائق عن فضّ اعتصام رابعة. فوضىَ في الحديث، وبهرجة في الأسلوب، وضوضاء من أحاديث جانبية، وأخطاء لغوية مخجلة، وتاه الرجل في البيان فلم يستطع الخروج منه.

لماذا لا تأمر الدولة بوقف هذا الزحف الفوضوي من لغة المقاهي، وأسلوب الغــُــرز، ومفردات الأزقة، وأحاديث الشوارع، وبيانات الحواري؟
عاتب الجنرال ديجول وزير ماليته، آنئذ، جيسكار ديستان لأنه لم يتحدث الفرنسية مع المستشار الألماني، وقال له: من لا يفتخر بلغته، لا يعتز بوطنه.
وقف الرئيس حافظ الأسد ( رغم اختلافي الشديد معه) ليصحح لمصطفى طلاس وزير الدفاع والشاعر قصيدة ألقاها، فأحرجه الرئيس أمام الجميع.

كنت في ضيافة الأستاذ علي الشاعر وزير الإعلام السعودي الأسبق في بيته الأنيق بالعاصمة الرياض. وكان يتألم معي لانحدار لغتنا وحكى لي أنه كان يجلس مستمعا لمسؤول سعودي كبير أخطأ في نطق كل كلمة تقريباً، فأمسك جاره في المقعد المجاور بيده وقال له مازحا: أخشى عليك مما تسمعه. وعلي الشاعر مثقف وشاعر وابن شاعر وكاتب وأديب وإعلامي ووزير ومستشار سابق للملك.

في مؤتمر لوزراء التعليم العالي في الدول الإسلامية المنعقد بالكويت، استمعت إلى ممثل مصر .. رئيس جامعة حلوان، وكدت أختبيء تحت المقعد، ثم جريت إلى الزميل الإعلامي الكبير رفعت فياض ووزير الصناعة المصري السابق ابراهيم فوزي أسألهما أن يشدا من عزمي، فالفضيحة اللغوية كبيرة. ثم توجهت إلى سفير السنغال وعميد السلك الدبلوماسي في الكويت عبد الأحد إمباكي، وهو صاحب لسان عربي مبين رغم أن لغتــه الأم هي الفرنسية، وصديق عزيز لي. قلت له: سعادة السفير، أعتذر لك باسم كل مصري، فأنت الأفريقي أقرب إليّ من أي مصري يهين لغتنا.

في مؤتمر الإعلام الأفريقي/ العربي بمدينة أصيلة المغربية في 16 يوليو 2011، قلت لوزير الخارجية المغربي السابق محمد بن عيسى: معالي الوزير، لقد جلست استمع إليك وأبحث عن خطأ لغوي واحد ففشلت! ردّ قائلا: كنت أنظر إليك وأعرف أنك تبحث عن خطأ لغوي في لساني، فأخذت حذري.

لغتنا الجميلة، هل تقبلينني عاشقا لكِ؟

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
 أوسلو النرويج

الإرهاب و .. الأشباح!

الإرهاب و .. الأشباح!
 
في سوريا يتحارب ويتقاتل ويتذابح الشيطانان: النظام السوري والجهاد الدموي الجنسي، وكلما سقط قتلى سوريون وجَّه كل طرف إصبع الاتهام إلى الآخر، وزادت ولائم دود الأرض. لا بأس بمئة ألف سوري قتيل حتى يتخلص النظام من الأسلحة الكيماوية التي تزعج الإسرائيليين، ولا مانع أيضا من تزويد المقاومة بأسلحة متقدمة حتى لو وصلت إلى الجزء الارهابي منها، فالارهابيون يمتزجون، ويختلطون، ويذوبون في المقاومة الشريفة فتصبح الكتلة خليطا من العهر والفضيلة، من الكراهية والحب، من ممزقي الوطن ومحرريه.
في ليبيا تحلق روح القذافي فوق الوطن الذي عانى منه أكثر من أربعة عقود، وكالعادة يحمل المجرمون المصحف الشريف فوق السلاح، فالجنة تستقبل أهلها وفقا لكثافة الدماء في أيديهم شريطة أن يُشهد القتلة السماء على أن الحور العين في حالة انتظار على حمم جمرية لا تنطفيء قبل أن تنطفيء شهوة المجاهد.
في مصر نفس اللعبة السخيفة بين زاعمي بركة السماء وبين أسياد القصر، اليونيفورم والجلابية يتصارعان.
والخطأ في مصر أن الاتهامات موجَّهة للاخوان فقط، وهي جماعة ارهابية ضمّوها للعبة بعدما أخرجوها من صناديق مشمَّعة، لكن الحقيقة التي نغمض العين عنها أن تلاميذ الجماعة أكثر منها عدداً، واشــدّ شراسة، وأعنف دموية، وأشبح خفاءً، فالتيارات الدينية ليست متطرفة ومتوسطة ومتساهلة وعنيفة، إنما هي بمختلف صنوفها وأنواعها تخبيء الدين خلف أنيابها، وتخفي أنيابها خلف ابتسامتها.
إذا فحصت جمجمة أحد أعضاء أي تيار ديني وجدت كل الأشقاء جالسين أو مقرفصين أو نائمين، لكنهم جميعا جسد واحد إذا اشتكى منه حماس تألم الاخوان، وإذا مرضت النصرة اصفرَّ وجه جبهة الانقاذ، وإذا شرست الجماعة الإسلامية استراح السلفيون ولو أظهروا انزعاجهم.
كل الجماعات الارهابية لو أرادت السلطة أن تعرف عدد أسنان كل عضو فيها لما استغرق الأمر طويل وقت، ومع ذلك فهم أشباح في سيناء والعريش وبنغازي والسلوم ووهران والبصرة وبغداد والمنامة والمونستير والدار البيضاء وأم درمان وحضرموت وطابا وحلب ورفح وحمص وبيروت. ارهابيوهم وأكثر معتدليهم تجري فيهم روح بوكو حرام.
لماذا يتحرك الارهاب كالاشباح رغم أن أي مراقب لمشهد القتل والمتفجرات ولو كان أعمى البصر، وليس البصيرة، يستطيع أن يشير إليهم؟
ستة من الجنود المصريين صغار السن، غدرت بهم للمرة غير المعروفة، فقد أفقنا عن احصاء المرات، تماما كما لا نعرف عدد المرات التي حذّرنا فيها السلطات من ركوب اثنين فوق دراجة بخارية واحدة لأنه مشروع تفجير علني أمام أعيننا وابتساماتنا الحمقاء.
لو سألت صبياً على قدر بسيط من العلم عن أفضل الطرق لوقف الارهاب فستجد أمامك خطة عجزت عن مثلها كل وزارات الداخلية والدفاع، منفردين أو مجتمعين.
أي معارضة في عالمنا العربي تستطيع السلطة أن تنصت إلى أحلام أعضائها وهم في غرف النوم، لكنها لا ترى ارهابيين يعيثون فساداً في أجساد مواطنين أبرياء، ايّ لغز هذا؟
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 15 مارس 2014

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...