من أرشيفي
الوفود الشعبية
الكويتية .. خط الدفاع المجهول!
على الرغم من قصر الفترة التي
جاست قوات الاحتلال العراقي خلالها أرض الكويت، وعاثوا فيها فسادا، ودمروا الأرض
والبيئة، ونهبوا وسرقوا وخطفوا، إلا أن كثيرين من جنود المقاومة الكويتية الذين
يعود إليهم الفضل ـ بعد الله تعالى ـ في التحرير لا يزالون جنودا مجهولين حتى هذه
اللحظة، على الرغم من كل ما كتب وتم توثيقه ونشره عن الشهور السبعة الجحيمية منذ
فجر يوم الغدر الموافق الثاني من أغسطس 1990.
المقاومة الكويتية تقدمتها
الشرعية الممثلة بآل الصباح، والعهد الذي قطعه صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي
العهد رئيس مجلس الوزراء والأسرة الحاكمة، بأن يعيدوا الكويت محررة إلى أهلها
وشعبها، وأن ينفقوا من استثمارات الكويت في الخارج، العام منها والخاص، من أجل
التحرير حتى لو تم إنفاق كل أموال الكويت.
وتم الوفاء بالعهد، وعادت الشرعية إلى
وطن محرر، وشعب وضع ثقته بها، ولم يختلف كويتيان على الولاء للشرعية والشعب حتى في
أحلك الظروف. والمقاومة الكويتية كانت في الداخل ممثلة بشعب يرفض كل صور التعاون
مع الاحتلال، ويتعاون على البر والتقوى، ويستجيب أفراده للعصيان المدني، ويتعرض
الأهل والأطفال والنساء إلى قسوة وحشية من جنود فاشيين علمهم كبيرهم في بغداد
الكراهية والبغض، وأن يضربوا بعُرض الحائط كل القيم والمبادئ والمثل والأخلاق. ولو
أن الفلسطينيين والأردنيين من ضيوف الكويت بعددهم الذي زاد على نصف المليون، وقوتهم
وأموالهم، وتأثيرهم الداخلي والخارجي، قد استجابوا لنداء مضيفيهم الكويتيين
بالعصيان المدني ورفض التعاون مع جنود البغي والعدوان، لكانت الخريطة في الخليج
برمته وفي فلسطين وغيرها قد تغيرت كلية، ولكن عسى أن يكره الكويتيون شيئا وهو خير
لهم، وكان بالفعل خيرا لهم.
والمقاومة الكويتية كانت ممثلة
بالشعب الكويتي في الخارج، الذي كان معظم أفراده يقضون عطلة الصيف، وهو أمر طبيعي
في بلد صغير آمن، وليس له عداء مع الآخرين، فيدفع قيظ الصيف وحرارة الشمس الحارقة
نصف السكان أو أكثر إلى القاهرة ودمشق وبيروت ولندن وباريس.
وفجأة تحول الشعب الذي
ظن الكثيرون أن شبابه ورجاله من المدللين المنعمين إلى مقاومين للاحتلال في كل
مكان، ومتظاهرين في شوارع العواصم التي جاءوها للاستجمام، فأصبح موعد عودة كل منهم
إلى الوطن الصغير مؤجلا إلى أجل غير مسمى، أو كما قال لي شاب فلسطيني التقيت به في
حديقة الهايد بارك اللندنية في نهاية سبتمبر1990، أي بعد الغزو بشهرين: لقد انتهت
الكويت إلى الأبد ولن تعود كما كانت، وكان ينبغي أن يعاني الكويتيون التيه
والاحتلال والآلام والتشرد كما عانينا نحن أفراد الشعب الفلسطيني!
والمقاومة الكويتية كانت أيضا
ممثلة بأحد الجنود المجهولين المعروفين، وهو الشيخ نواف أحمد الجابر الصباح وزير
الدفاع آنئذ، لم يتوقف يوما واحدا عن العمل على تحقيق حلمه في جيش كويتي على نسق
ما قامت به سويسرا التي كونت جيشا من أقدر جيوش أوروبا قوة ومنعة وتدريبا على أحدث
الأسلحة، رغم صغر مساحة سويسرا الاتحادية وقلة عدد سكانها.
ولكن غدر الجار الشمالي لم
يمهله وقتا كافيا، وكذلك الوضع السياسي والجغرافي، وتغلغلت مخابرات صدام حسين في كل
شبر على أرض الكويت، وما كان يتجمع في مكتب حامد الملا بالسفارة العراقية من
معلومات تكفي لتعرية هذا البلد الصغير الآمن.
والقائد الذكي والمحنك هو الذي
لا ينتحر بجنوده، ويعلم أن الحرب إقبال وإدبار، ودفاع وانسحاب وعودة، فأنقذ الشيخ
نواف الأحمد الجابر جيشه الصغير من إبادة كاملة، ثم قضى معه شهورا عصيبة وقاسية في
صحراء السعودية الشقيقة، ليعود مع قوات الأصدقاء والتحالف والجنود المصريين والسوريين
وغيرهم، ويساهم مساهمة فعالة في تحرير بلده، ثم يسلم الأمانة لغيره.
هكذا فعل في كل تاريخه، خاصة
عندما كان حرسا للكويت كلها، ووزيرا للداخلية في أحلك لحظات تهديد الأمن الكويتي،
وكانت مهمته تنحصر في جعل الكويتيين والمقيمين على أرضها آمنين مطمئنين حتى لو كانوا
على مرمى حجر من فوهات مدافع جيرانهم، أو بين طابور خامس يسعى إلى لبننة الكويت،
ونجح الشيخ نواف الأحمد الجابر في كل مهامه، وتجنب في الوقت عينه التحدث أو
الإيحاء للصحافة بالإشارة إلى أي إنجاز يقوم به، ربما لأنه يؤمن أن التفاخر يتناقض
تماما مع مشاعر السعادة بخدمة الوطن في صمت وهدوء وتواضع.
والمقاومة الكويتية الباسلة
التي لا يعرف كثيرون أنها كانت أحد خطوط دفاع الجيش الأولى، تمثلت في الوفود
الشعبية الكويتية التي تمخضت عن مؤتمر جدة المثبـِّـت للشرعية الكويتية، وهو في الواقع
أول رسالة عملية إلى العالم كله بتكاتف الشعب الكويتي وإصراره على التحرير.
انطلقت الوفود الشعبية الكويتية
تجوب دول العالم، وتشرح قضايا الوطن الصغير، وتفضح أكاذيب وأباطيل آلة الإعلام
العراقية وتبريرات الاحتلال البغيض.
لقد فاق نجاح الوفود الشعبية
الكويتية كل ما قام به أصدقاء الكويت من دعم وتضامن وتأييد ومظاهرات ضد الاحتلال
العراقي، وشجب وتنديد في المؤتمرات والندوات وغيرها، فهؤلاء أبناء الكويت يعرفون
جيدا ما تجيش به الصدور، ويعبرون عن أوجاع وآلام وأحزان ذويهم وأهلهم وأبناء
وطنهم، يما يجعل المصداقية تتقدم على ما عداها من أسباب وشروحات ونقاش وتفنيد، وما
إلى ذلك.
واصطدمت بعضها بعقول تم غسلها
في وقت سابق، وبقلوب امتد الصدأ إلى كل أركانها، مثلما حدث مع كثيرين في المملكة
الأردنية الهاشمية وعلى رأسهم داعية إسلامي وخطيب مسجد يدعى أسعد بيوض التميمي،
كان يرى دماء الكويتيين حلالا دينيا، وطاغية بغداد سادس الخلفاء الراشدين.
وفي تونس الخضراء كادت الملائكة
تهجرها نهائيا عندما أرسل اتحاد الكتاب كلمة تهنئة إلى الرئيس العراقي بوحدة تراب
الوطن، وعودة الكويت إلى حزب البعث العربي الاشتراكي ـ فرع بغداد!
وعانى الدكتور منصف المرزوقي،
رئيس لجنة حقوق الإنسان التونسية، معاناة شديدة ورجمته القوى المثقفة التونسية بكلمات
من جمر لأنه قام بشجاعة يحسده عليها الجبناء بإدانة واضحة وشديدة للاحتلال العراقي
للكويت، وكان ذلك في مؤتمر " الكراهية" الذي انعقد في 25 أغسطس 1990
بالعاصمة النرويجية، وحضره فرانسوا ميتران وجيمي كارتر ونيلسون مانديلا وفاكلاف
هافل وعشرات غيرهم. وعندما علم المثقفون التونسيون بأن الدكتور منصف المرزوقي يدعم
الكويت في موقفها، وقفوا له بالمرصاد واتهموه كذبا وبهتانا بحضور مؤتمر صهيوني في
أوسلو.
كنت مهام الوفود الشعبية
الكويتية تنوء بها العصبة أولو القوة، فقد يكون عمل الجندي في الميدان محددا بعدو
يعرفه جيدا، ويصبح الأمر أكثر سهولة ويسرا من عمل فكري أو إعلامي يسعى صاحبه
لإقناع أناس ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم، لتعمى القلوب التي في الصدور.
من كان يستطيع أن يقنع المناضل
السابق أحمد بن بيلا بأن دعمه لصدام حسين باطل، وأن تهديده بتجنيد مليون مسلم
جزائري هو ردّة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ظاهري وباطني؟ من كان يستطيع أن
يقنع الوفود الإسلامية التي حضرت مؤتمر بغداد لدعم الاستبداد والاحتلال والسرقة
والنهب أن الشعب الكويتي شعب مسلم، وأن مؤتمرهم هو أيضا ردة وكفر وباطل؟
كانت مهام الوفود الشعبية
الكويتية تثقل كاهل الجبال فالمنطق والعقل والأدلة والمستندات والإثباتات كلها كان
يمكن أن لا تساوي أي قيمة عندما تصطدم بقلوب متحجرة ونفوس عليها غبرة، ترهقها
قترة، وعقول متخلفة، وإلا فكيف تخرج مظاهرات من مراكز إسلامية مدعومة بأموال
الكويت، ويؤيد المتظاهرون احتلال الكويت وسفك دماء أبنائها وإلغائها من على
الخريطة، وبعد المظاهرة يتوجهون إلى المساجد والمراكز الإسلامية ويؤدون صلاة الشكر
لله عز وجل؟
قال لي صديقي الذي كان دائم
الحديث عن الثقافة والعدل والمحبة والتسامح: ماذا تساوي أرواح نصف مليون كويتي في
مقابل دولة عراقية كبرى تقترب من العشرين مليونا وتستعد لتحرير القدس وتلقين
إسرائيل درسا لن تنساه؟
كان العمل الذي وعدت الوفود
الشعبية الكويتية بتأديته على أكمل وجه إلى أن تتحرر الكويت يحتاج إلى معجزات،
تسير جنبا إلى جنب مع هؤلاء الرجال الذين كانوا يحطون الرحال إلى صنعاء والجزائر
والرباط وتونس وبيروت ولندن وباريس وداركار وإسلام أباد وطهران ونواكشوط ومقديشيو
وبرازيليا وعشرات من عواصم العالم.
عندما اتصل بي سفير دولة الكويت
في لندن، الأستاذ غازي الريس، وأبلغني أن الوفد الشعبي الكويتي سيصل النرويج قادما
من السويد بعد عدة أيام، أي في الخامس عشر من ديسمبر 1990، وأن مهمتي هي إعداد
برنامج كامل للوفد لعرض قضية تحرير الكويت، كانت سعادتي بالغة للثقة التي أولاني
إياها المسؤولون الكويتيون ولكن المشكلة الكبرى كانت في الوقت غير الملائم، أي
خلال أعياد الكريسماس.
كانت النرويج هي المحطة الأخيرة
للوفد الذي زار بريطانيا وايرلندا وهولندا وفنلندا والدانمرك والسويد، ويحمل كل
فرد من أفراده في العقل والقلب وطنه الصغير المحتل، ينام معه، ويستيقظ على ندائه،
وبين النوم واليقظة يحلم بزوال كابوس الاحتلال.
لقد كنت شاهدا على حالة من حب
أعضاء الوفد الجارف، والولاء الذي لا يعرف حدودا أو نهاية، والثقة التي تقترب من
اليقين وتكتسب قوتها من إيمان بأن الكويت ستتحرر بإذن الله، فأعضاء الوفد كانوا
كأنهم يلامسون أو يحتضنون أو يقبــّــلون تراب وطنهم الصغير حتى وهم على مبعدة آلاف
الأميال.
كان الوفد الشعبي الكويتي مؤلفا
من الشيخ سلمان دعيج الصباح، والأستاذ أنور النوري والدكتور عبد المحسن المدعج،
والأستاذ فيصل المطوع، والأستاذ علي البدر الرشيد، وكان التجانس والتناغم والتفاهم
بينهم ينعكس إيجابيا على أحاديثهم وخطبهم ومحاضراتهم ولقاءاتهم الصحفية.
لم يكن من الممكن معرفة رئيس
الوفد الشيخ سلمان دعيج الصباح من زملائه، فالهموم واحدة، والتواضع يجعل كلا منهم
يقدم الآخر قبل نفسه، والوجه المشرف للوفد، مظهرا ولغة وحوارا وطريقة شرح وإجابات
على السائلين والصحفيين، كل هذا يختصر أسباب نجاح الوفد في عرض قضية الاحتلال العراقي
الآثم.
لقد كنت شاهدا على أحد خطوط
الدفاع الكويتية الأولى، وأثلج صدري أعضاء الوفد في كل مكان يحملون إليه كويتهم،
في وزارة الخارجية النرويجية، وفي وزارة النفط، وفي مبنى البرلمان مع لجنة الشؤون
الخارجية، وفي جامعة أوسلو، في أحدى أكبر المدارس الثانوية، وأعضاء الوفد الخمسة
يتبادلون المنصة واحدا تلو الآخر، ويشرحون لمئات الطلاب الممسكين بخريطة الكويت(
والتي كنتُ قد طبعت منها عدة آلاف من النسخ قبل وصول الوفد) قضايا وهموم هذا البلد
الصغير، وقسوة ووحشية وظلم الاحتلال، وأكاذيب إعلامه.
ووافق التليفزيون النرويجي لأول
مرة على استضافة زائر، وهو الشيخ سلمان دعيج الصباح، في الخبر الأول لنشرة
الأخبار، وانتقل الوفد إلى الإذاعة، وقبلها أقامت وزارة الخارجية حفل استقبال، حيث
قالت وكيلة الوزارة في كلمة ترحيبها بالوفد إن النرويج تقف مع مطالب الكويت العادلة في التحرير
الكامل دون أي شرط من طاغية بغداد.
وغطى أعضاء الوفد في أحاديث
صحيفة من أهم الصحف المقروءة في النرويج، وبدت الأيام كأنها جبال شامخة تضغط بكل
قواها على هؤلاء الكويتيين الخمسة الذين يعتصرون من الداخل، ويقدمون للنرويجيين
ابتسامات مفعمة بالثقة، ومنطقا يدحض كل دعاوى وأباطيل نظام البغي والاستبداد في
بغداد، حتى أنني استمعت بنفسي إلى تعليقات عدة تبدي دهشتها من تعرف أصحابها للمرة
الأولى على الكويت، وتؤكد أن البلد الذي يدافع عنه مواطنوه بهذا الإيمان لا يمكن
أن يستمر احتلاله طويلا.
في خلال الشهور السبعة التي توهم التكريتيون أن الكويت
أصبحت محافظتهم التاسعة عشرة، وأن السجون والمعتقلات وأجهزة الأمن القاسية ووسائل
التعذيب لم تعد من نصيب الشعب العراقي فقط، ولكن ستمتد جمهورية الرعب إلى الكويت،
رأيت بأم عيني التحرير أربع مرات، وكادت أذناي تسمعان زغاريد الفرح وأنغام السعادة
وأناشيد الاستقلال والحرية:
المرة الأولى: عندما اصطحبت
ليلا ونهارا ولمدة أربعة أيام الوفد الشعبي الكويتي في أوسلو، وكنت شاهدا علي واحد
من أهم خطوط الدفاع الكويتية.
المرة الثانية :عندما تلقيت
رسالة من الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح من مدينة الطائف السعودية، وبدا لي
لحظتئذ أن التحرير قاب قوسين أو أدنى.
والمرة الثالثة: بعد نشوب حرب
التحرير بيوم واحد عندما كنت أستمع إلى الدكتور علي الشملان والسيد السفير غازي
الريس، اللذين حضرا إلى العاصمة النرويجية لتمثيل الكويت في جنازة الملك الراحل
أولاف الخامس، وكدت أقرأ في عيون الوزير والسفير موعد التحرير، وذلك من فرط ثقتهما
بأن الأمر لن يزيد على أسابيع معدودة.
والمرة الرابعة: إثر تسلمي
رسالة بالفاكس من الطائف، ومن سمو الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح يقول لي
فيها أن موعدنا قريبٌ جدا بإذن الله في الكويت المحررة.
الوفود الشعبية الكويتية لم تنل
حقها بعد من التعريف بدورها الرائع والبطولي في تمهيد الطريق لتحرير الكويت، بل
إنني أجزم أن كثيرين من أفراد الشعب الكويتي لا يعرفون تفاصيل الأوقات العصيبة
والقاسية والمرهـــَـقة التي مر بها أعضاء الوفود في زياراتهم للأصدقاء والأعداء، وفي
حواراتهم مع مؤيدي تحرير الكويت ليستمر تأييدهم حتى التحرير، أو مع المهووسين
بطبول الحرب ونداءات الظلم وصيحات الرعب من بغداد والتي وجدت لها عشرات الملايين
من الأنصار والمتخلفين والقساة الذين استعدوا لتقسيم أموال الكويت أو توطين
مواطنيهم إلى الأبد في الديرة.
الآن حان لوقت لتوثيق أحد جبهات
حرب تحرير لكويت، أي الوفود الشعبية الكويتية، وذلك بأن تقوم جهة كويتية إعلامية
أو ثقافية بإصدار موسوعة خاصة تشمل أعضاء الوفود، والدول التي قاموا بزيارتها،
والأفراد والمسؤولين والمثقفين والإعلاميين الذين قابلوهم، والأحاديث التي دارت،
وكل ما قامت به الوفود الشعبية الكويتية في الدول التي زارتها. إنه توثيق من حق
الأجيال القادمة في الكويت أن تطلع عليه، وأن تعرف أن أدوار هؤلاء الرجال لا تقل
بأي حال من الأحوال عن كل ما قام به الكويتيون على جبهات أخرى، في الداخل أو في
الخارج، وليس لكويتي على كويتي آخر فضل في تحرير الوطن إلا بالولاء
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجييين
أوسلو في سبتمبر 1994