05‏/12‏/2020

حديث عن الذئاب المتدينة!

 حديث عن الذئاب المتدينة!


بعد نشري مقال( لهذا أكره النقاب) في مواقع كثيرة، وحظري أكثر من 300 فيسبوكي من أصحاب الألسن القذرة، والعفنة، والقبيحة الذين أزعجتهم تعريتي لأغراضهم الدنيئة في الاعتداء على الجنود والكمائن، والخيانة الزوجية، وانتهاك أعراض الأطفال الأبرياء خلف نقاب، والتهرب من الشرطة وأكثرهم مطلوبون في جرائم مُخلـّة بالآداب، وتهريب المخدرات، واخفاء الأسلحة والمتفجرات، والسرقات ثم الاختفاء عن الأنظار، واختطاف الأطفال والتسوّل بهم أو اغتصابهم ثم ذبحهم، ومخالفة توجيهات الله عز وجل بأن نتعارف كلنا منعا لأي فرصة يستغلها رجل أو امرأة، واحتراما لمعجزة رب العزة في الاحتفاظ بذكرياتنا في المدرسة والجامعة والعمل والصداقة والتعارف العائلي كابنة عمك وابنة خالك وجارتك.

وفي كشف الوجه تستقيم الحياة بين البشر، ولا تصبح المرأة قطعة من الجنس مملوكة لرجل، وتشاهد الآخرين من نافذتين صغيرتين أعلى الوجه، وفيه أيضا تتراكم الخبرة عن المشاعر من حب وكراهية وبغضاء واحتقار وطيبة وإيمان وراحة وثقة.

وفي كشف الوجه تتخلص المرأة من شبهة الاستغماية الخاصة بالمجرمين والمجرمات، وتعود الحياة الطبيعية بدون العبودية الذكورية التي تتلذذ بها المرأة تحت زعم أنها تُرضي الله، والحقيقة أنها تُغضب رب العرش العظيم.

وفي كشف الوجه تتخلص المرأة من سيطرة وسطوة شيوخ الجنس وأباطرة الفتوى الذين يُخفونها ويحلمون بتفريغ شحناتهم الجنسية في سبعين من الحور العين في الجنة أعدّها لهم مالك المُلك الرحمن الرحيم.

وفي كشف الوجه يتعلم المسلمون أن الله أكبر ولم يخلق البشر ليضع الشهوة في وجه المرأة مع مشاعر الإيمان والصداقة والمحبة والزمالة.

والوجه لتستقيم الأحاديث والنظرات والأذان وتعبيرات لم يضعها الله في الظهر أو البطن أو الأرداف أو الأرجل، ولكن في أجمل وأعظم وأسمى شيء خلقه العليم القدير.. الوجه.

وفي كشف الوجه تقوم المرأة بحماية نفسها، وبزجر أي متحرش بالعينين، وباقناع تلاميذها وطلابها بدروسها، وبالصباح الجميل الدافيء على زملائها في العمل، وبصبغ أيام مرضاها في المستشفى بوجه ملائكي طيب حتى لو لم تكن فيها مِسحة جمال.

وبكشف الوجه يعرف الجيران ورجال الحي والمتلصصون على المقاهي المرأة وزوجها وأباها وأخاها وأنها منهم وليست زائرة غريبة لا يدري أحد ماذا تفعل في هذا المكان.

وبكشف الوجه تستقبل باحترام أصدقاء ابنها، وتقدم لهم الطعام، ويتعاملون معها كأنها أم لكل منهم وليست جسدا معبأ في شوال يختفي في الغرفة لئلا تفترسها العيون الوقحة.

وبكشف الوجه تتساوى المرأة بالرجل، وتعيد ذكور الأمة إلى مواقعهم في الشراكة بالعمل والحياة والبيع والشراء والأحاديث والاحترام.

وبكشف الوجه يتعلم الرجل المهووس جنسيا أنها جارته أو أخته أو أم صديقه أو خطيبة زميله أو حتى امرأة آخر لا يعرفه لكنها تستحق الاحترام وليس التأمل الشهواني.

وبكشف الوجه يهجر الناس فكرًا بورنوجرافيا متخلفا يحلم بالجنس في الجنة بدلا من رؤية وجهه ذي الجلال والإكرام، وفي الدنيا يعتبر المرأة جارية مملوكة له بين جدران أربعة.

وبكشف الوجه يتعلم الحمقى أن كشف الوجه لا يعني العري، ولا الإغراء، ولا البكيني، ولا الخيانة أو عرض البضاعة لكل من هب ودب، لكنه قمة الاحترام الذي مارسته جدادتنا لمئات السنين فلما جاء الحوينيون والحسّانيون واليعقوبيون ومرضى محمود المصري وعمر عبد الكافي وعبد الله رشدي وأبي إسلام ومصطفى حسني وغيرهم من المتزوجين وممتلكي العشرات من الأجساد الأنثوية ، زوجات أو ما ملكت أيمانهم وأعضاؤهم الجنسية، حوّلوا المرأة إلى عار وفضيحة إذا رآها أحدهم.

وبكشف الوجه تستطيع المرأة الاستغناء عن حراس الفضيلة؛ فالفضيلة في وجهها، وقوتها، وخبراتها، ولسانها، ونظراتها، وعلاقاتها الاجتماعية التي بدونها تصبح أضعف من بيت العنكبوت.

والمتخلفون عقليا المزايدون في دينهم المصنوع بأيدي أباطرة الفتاوى كلما قرأوا عن كشف الوجه ردّوا: هل تريدها كاسية عارية ليسهل صيدها؟

العقل والإيمان والثقة بالنفس هي من تتولى حماية المرأة، وليس الرجل الشهواني الذي تتوسط وجهه لحية كثة، وحُفرة في جبهة الرأس.

وبكشف الوجه نقطع الطريق على أكثر الخطايا والذنوب والتحرش والخيانة والاستغماية الجنسية والشبهة في التهريب والأهم حماية أطفالنا من رجال منتقبين ومرضى ومجرمين يرتكبون جرائمهم في دقائق معدودة ثم يختفون وسط المجتمع الأحمق.

لهذا قمت فورا بحظر كل من طال لسانه، وقلّ أدبه، ودافع عن الحرام الخفي، وشتم وسبّ ولعن لأنني عريت غرضه المُشين.

لكن للحقيقة فإنه رغم هؤلاء الأوغاد المجرمين الطلقاء المدافعين عن النقاب فقد رأيت، وقرأت لعدد كبير من الرجال والنساء الذين عرفوا الحق والله والإنسانية في غضبي على دُعاة تغطية وجه المرأة.

كل الذين حظرتهم إثر شتائمهم القبيحة والإباحية والقذرة والنتنة هم من تلك الفئة المجرمة التي تخاف من كشف وجه المرأة لئلا تنكشف وجوههم عن أغراض دنيئة.

الموضوع لا علاقة له بالدين، ولكن باستغفال واستحمار واستنعاج المرأة المسلمة لتنفتح أبواب الجنس غير المرئي والارهاب والتهريب واختطاف الأطفال وانتهاك برائتهم.

أنا لا أصدق واحدا أو أقل من واحد يدافع عن التغطية العبودية والمُذلة والمهينة لوجه الأم والأخت والزميلة والابنة.

إنهم ذئاب يلهجون بذكر الفضيلة ويتلبسهم الشيطان.

صدقوهم أنتم، وبرروا جرائمهم وعفنهم ونتانتهم بحجة أن المرأة حرة ومن حقها أن تلعب الاستغماية مع المجتمع.

صدّقوهم أنتم وهم يضحكون عليكم، ويمارسون كل أنواع الإفك والحرام والارهاب.

صدّقوهم أنتم وسيدفع بعضكم الثمن في ابنه البريء الذي كان يلعب في الحارة واعتدى عليه منتقب.

صدقوهم أنتم وسيبحث منكم عن ابنته الصغيرة وقد اختطفتها امرأة منتقبة لتتسول بها في مدينة أخرى، وينتهك عرض الطفلة الزوج بعد عودة الاثنتين من يوم تسول طويل.

صدّقوهم أنتم عندما تتسلمون جثة ابنكم الشهيد وهو عائد من الجبهة بعد أن فجر منتقب جسده النحيل في عملية دنيئة.

صدّقوهم أنتم، وانزعوا المخ من جماجمكم، واستمعوا لخطبة جاهلة من فوق المنبر أو من رجل مزواج لديه جاريات يحدثكم عن السلعة الغالية التي تمتلكونها.

صدقوهم أنتم وقولوا بأنها دعوة علماني أو كافر أو منسلخ، ولكن الحقيقة أن في قلبي إيمانا أكبر مما في قلوب هؤلاء الأوغاد الأنذال الشتامين.

ولأنكم لا تقرؤون، ولن تصلوا لهذا السطر، وستدافعون فورا بغباء وبلاهة بحجة أنها دعوة لارتداء البكيني بدلا من النقاب، ولأن أباطرة الفتوى تغوطوا بأحاديثهم في جماجم أكثر المسلمين بموافقة ورضا السلطات الثلاث، التنفيذية والقضائية والتشريعية فضلا عن كل المؤسسات الدينية والتيارات والجماعات، فالطريق يحتاج لمئات الأعوام لنبدأ من نقطة الصفر.

أنا بالمناسبة أقوم فورا بحظر أي وضيع وعفن ونتن وقذر يعترض بالشتيمة والسباب.

ترىَ من يهتز لهذه الكلمات ويفكر دقيقة واحدة في أحبابه واهله ودينه ووطنه ويبتعد عن الأنجاس من دُعاة الخطيئة الخفية التي تبدو كانها فضيلة ظاهرة

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...