08‏/05‏/2016

البقعة السوداء في قلبه!


في القلب أو في الصدر أو في العقل أو في اللاوعي تكمن أحيانا في سكون مطبق بقعة سوداء ، قد تبقى نائمة زمنا طويلا، ولكن فجأة تطفو على السطح في عملية مفاجئة لا يستطيع كل علماء النفس تفسيرها.

تختلف مع شخص في رأي أو حوار أو نقاش أو مقال، فجأة يتحول هذا الشخص إلى آخر مختلف تماما عن الذي تعرفه، بل قد يقطع علاقته بك، ويقسم لك أنك سقطت من عينه إلى الأبد، وأنك لم تعد صديقه، وأنه لن يسامحك ل
أنك مثلا أبديت رأيا في الدين أو السياسة أو أنك تسخر من الناس البسطاء أو أنك تعيش في عالمك الترفيهي ولا تشعر بمأساة الفقراء.

أين كانت تلك البقعة السوداء؟
من منــّــا لم يرها على وجه صديق أو حبيب أو قريب أو ربيب درب رحلة العمر والسفر والغربة؟
من منّــا لا يتوقع أن تأتيه من حيث لا يدري، ويكتشف أن صديقه لم يكن أبدا صديقه، وأن البقعة السوداء كانت أمام عينيك لكنك أزحتها جانباً؟
كثير من البشر يخسرون الآخرين بسبب المزايدة الوطنية والدينية والعاطفية.
إنني أبحث عن البقعة السوداء التي ستقفز في وجهي قريبا، لكنني لا أعرف من أين ستأتي!
أتابعك منذ سنوات، وتروق لي كل كتاباتك، لكنك اليوم، بعد المقال الذي نشرته، سقطت من عيني إلى الأبد! كتبها أحدهم لي.
نحن صديقان منذ أعوام طويلة، لكنك اليوم أظهرت وجهك القبيح لأنك رفضت مساعدتي، قال لي آخر منذ فترة.
كنت أحترمك وأنت تناضل ضد مبارك، ولكنك عندما بدأت تهاجم مرسي، اكتشفت كراهيتك للإسلام، قالها ثالث.
هل صحيح أن البقعة السوداء في داخل كل واحد منــّــا، وستخرج إنْ عاجلا أو آجلا في وجه من كنا نحبهم؟
الاختبار الوحيد حتى الآن أن تجعل صديقك يغضب مرة .. وثانية، ثم ثالثة، وحينئذ ستعرف إذا كانت البقعة السوداء لديه كبيرة فتؤلمك، أو صغيرة فهي من التي تمر مرّ الكرام.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 14 يناير 2014

معركة الغباء بين المسلم والمسيحي!


عندما يتشاتم مسلم ومسيحي، ويسعى كل واحد منهما لايجاد ثغرات في دين الآخر، ويستدعي كل واحد الغثاء والمجازر والتعديات من تاريخ أتباع الدين الآخر، فإن الشيطان يشرب نخب انتصاره.
مناطحة الأديان والمذاهب والطوائف أحمق عمل يمكن أن يصبغ الإنسان به حياته بدلا من الجمال والحب والتسامح.
أكرر دائما بأنني لا أعرف مسلما أو مسيحيا اختار بطن أمه ليسقط منه. لو كان تاريخ كل منا هو تاريخ الزعماء والمحاربين لوضعنا رؤوسنا في التراب خجلا. معركة خاسرة يقودها عميان يتصور كل واحد أنه ذكي لأن والدته أرضعته الإسلام أو المسيحية.
الإنسان الأقرب إلى الله هو المتسامح فقط، الذي يجد سبعين عذرا لأخطاء أتباع الدين الآخر.الاستعلاء مرض، ومن يظن أنه سيمحو دين الآخر، المسيحية أو الإسلام، لابد أن ينهزم في النهاية.
ما أسهل أن تكره الآخر، وتظن أن الله منحاز إليك، ويوم القيامة تكتشف أنك أهدرت حياتك في عالم الكراهية.
هنيئاً لإبليس معركة الغباء عندما يتصور المسلم أو المسيحي أنه سينهي بالضربة القاضية دين الآخر.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...