28‏/08‏/2009

نعم، لقتل سيد القمني!



نعم، لقتل سيد القمني!ّ


لا أفهم أن يستجير بنا الدكتور سيد القمني للدفاع عنه، وحمايته، والتنديد بدعاة قتله، وشجب تكفيره! إنه رجل يفكر في زمن الجهل، فكيف يتركونه يلوث عقولهم بالثقافة والعقل والتدبر وحرية الاختلاف، ويدعو إلى قبول الآخر، ويملك قلما وورقا! الدكتور سيد القمني يطلب منا نحن الفئران أن نقوم بحمايته وأولاده وهو لا يعرف أن دماءه ودماء كل أفراد أسرته حلال في زمن النخاسة وثقافة الرقيق والارهاب الأعمى المتخلف العفن! إنني أطالب بتوسعة التكفير، وجعل اهدار الدماء كالطعام والشراب، وأن يشرب الاخوة من الدماء قبل صلاة الصبح، وبعد صلاة العشاء، وأن يبتهلوا إلى الله أن يزلزل مخالفيهم، ويجمد عروق مناهضيهم، وأن ييتم أولاد كل المفكرين والمثقفين والباحثين والمجتهدين والمفسرين الذين ينحازون إلى العقل في مواجهة النقل. أطالبهم أن يستخرجوا رفات العلماء والفقهاء، ويمثلوا بها، ثم يحرقونها أمام الجماهير الغبية والصامتة والبلهاء التي لا يعنيها ما يحدث حولها من كل صنوف الاعتداء على الكرامة وحرية الانسان. ينبغي محاكمة الموتى وعلى رأسهم الأستاذ الامام محمد عبده، ومحمد رشيد رضا، وعلي عبد الرازق، والعقاد، وطه حسين، وعبد الرحمن بدوي، وروجيه جارودي، ومالك بن نبي، الرافعي، والكواكبي، ورفاعة الطهطاوي، وعلي مبارك، وخالد محمد خالد، ويوسف إدريس، وآلاف من الذين فرشوا لنا طريق النهضة والفكر. لماذا يرفض الدكتور سيد القمني أحكاما أصدرتها محاكم التفتيش الجديدة حتى لو كان أكثر القائمين عليها أنصاف أميين؟ كلنا سواسية أمام القتلة، وأجسادنا حلال بين أنيابهم، ودماؤنا ستمهد لهم الطريق للارتماء في أحضان الحور العين. ألم يفرغوا رصاصهم في جسد الدكتور فرج فودة بعدما تحداهم أن يناقشوه من واقع الاسلام الحنيف وكلمات العزيز الوهاب، فلما اكتشفوا المأزق، وأنه يستخدم نعمة الله في العقل والتدبر والجدل بالتي هي أحسن، وأنه كان يقول للناس حسنى، أردوه شهيدا؟ لماذا يطلب منا الدكتور سيد القمني أن ندافع عنه في الوقت الذي يعرف أننا أجبن من أن نعترض على اغتصابنا، وأن أصغر ضابط شرطة يمكنه أن يعلق أكبرنا من قدميه في سقف حجرته، ويطلب من مخبر جلف أن ينتهك عفته، فلا تتحرك فينا نخوة أو شهامة أو نجدة الملهوف؟ نحن خراف تنتظر دورها في الذبح، وسيقوم الجزار بالاستشهاد بآيات قرآنية، وسيصمت صمت الحملان كل زملائنا في بلاط صاحبة الجلالة السلطة الرابعة، وسيخفي الأكاديميون والمثقفون، وقادة الفكر، وصانعو المستقبل، ومسؤولو التربية والتعليم، وحاملو أمانة القلم والنصيحة والاصلاح وقيم الخير وجوههم بأيديهم. نحن جبناء في زمن الفقر، والمجاعة، والأمية، والفساد، ونهب الوطن، واحتقار الرئيس لنا، واستعداد ابنه لركوبنا، وصمت أبطال العبور على عبث إسرائيل بهم، فكيف ندافع عن الدكتور سيد القمني؟ إننا أرباب أسر، ولدينا أولاد ينبغي أن نحميهم حتى لو بصقوا علينا بعد وفاتنا، فنحن لم نرفع سبابة مرة واحدة خلال ثلاثة عقود لنقول لجلادينا بأننا نحس، ونشعر، ونتألم، ونغضب، ونحزن، وربما نعترض لو زادت الاستهانة بنا عن حد معين، فإذا بنا أجبن من كل أرانب الدنيا مجتمعة أو متفرقة! الدكتور نصر حامد أبو زيد والدكتور أحمد صبحي منصور والدكتور سعد الدين ابراهيم والدكتورة نوال السعداوي وغيرهم العشرات يعيشون بين الكفار ، ويمارسون شعائر دينهم في هدوء، ويتوجهون للعلي القدير بصلوات جميلة، ومسالمة، وآمنة، فلماذا لا يتعجل سفاكو الدماء الجدد قطع رقبة كل من تسول له نفسه ويظن أن الله، تعالى، طلب منه الاجتهاد والتفكير والخطأ سبعين مرة حتى يصل إلى الصواب؟ لابد من تعرية ظهورنا جميعا، حتى إذا أفلت سوط السلطة عاجلنا سوط الجماعة بضربة كما يجلد مجرم السودان وقاتل الآلاف صحفية سودانية ارتدت البنطلون ولا تعرف أن (بيوت الأشباح) التي ورثها البشير عن النميري هي للضعاف وليست للأسياد! الدكتور سيد القمني إنسان مسكين، وطيب، وساذج، ولايزال يظن أن مواطني بلده سيهرعون لحمايته انطلاقا من قناعة بأننا جميعا أصحاب هذا الوطن، أسرة واحدة، نختلف أو نتفق، ثم يعود كل منا إلى بيته بعد أن يصافح أخاه، ويتمنى أن يراه لتكملة الحوار الأخوي الجميل. إننا جميعا قتلة، يتساوى في الأنياب الارهابيون مع الصامتين، والمسؤولون مع الخائفين، والضباع مع الفئران، والمتدينون مع الليبراليين. يظن الدكتور سيد القمني أن مظاهرة من القضاة والمحامين وجمعيات حقوق الانسان والأحرار والشرفاء والنبلاء والفرسان والشجعان والمؤمنين وعاشقي الوطن ستغطي كل شبر في الوطن السجن لتحمي مصر ومستقبلها ودورها الريادي وتاريخها وأديانها، لكن الحقيقة أننا متحالفون مع القتلة قبل أن يفرغوا في جسده رصاصات عمياء، وأن الذين سيبكونه منا هم كاذبون، ومنافقون، وأفاقون، ولا يختلف أي منهم عن يهوذا. أخطأ الدكتور سيد القمني فالذين سيرجمونه منا أكثر عددا من المتربصين به منهم، فذئب واحد من دعاة قتله يستطيع أن يخيف ثمانين مليونا من الخراف التي لا تستطيع أن تغضب لطعام لا تجده، ولأمن لا تعرفه، ولكرامة مسح بها سيد القصر الوطن من أسوانه إلى ثغره. معذرة، دكتور سيد القمني، فالله جل شأنه أعطاك رخصة التفكير والاجتهاد والخطأ والصواب، وترك لنفسه، سبحانه وتعالى، حساب الآخرة، لكن دعاة قتلك لا يؤمنون بالله ولو صلوا وصاموا وحجوا إلى البيت العتيق، وهم في الواقع لا يكرهونك، ولا يحملون لك أي بغض، إنما هم يكرهون الله تعالى، ولو أقسموا بأغلظ الإيمان أنهم مؤمنون. لقد أخطأت عندما استعنت بنا، فسكين الجزار لا تفرق بينك وبيننا!

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...