10‏/06‏/2019

السودانيون والمصريون و.. تماسيح النيل!

السودانيون والمصريون و.. تماسيح النيل!

العسكر السُمر لم يخيفوا الشعب السوداني العظيم كما فعل العسكر الفراعنة مع المصريين، رغم أن الجميع شربوا من ماء النيل.

القسوة هنا كالقسوة هناك، وبيت الأشباح في السودان كسجن مزرعة طُرة في مصر، وعصا عبد الفتاح البرهان كسبّابة عبد الفتاح السيسي، لكن السودانيين يلبــَّون جميعا الدعوة للعصيان المدني متكاتفين من أجل وطنهم، أما المصريون فيمدّون في حُكم الفاشل حتى تتهيأ الفرصة لابنه محمود أن يتولى السلطة في العُمر الافتراضي للجيل المطيع لأوامر الاتحادية.

السودانيون يدافعون عن كرامتهم، والمصريون يستميتون في الدفاع عن كرامة الرئيس.

السودانيون يقولون بأن المجلس العسكري خادم لدىَ الشعب وعليه تسليم السلطة إلى مدنيين فهم أوفىَ للوطن من أحذية العسكر، والمصريون يعتبرون أنفسهم خدما لدى رئيسهم الذي فوّضوه فأفقرهم.

الإعلاميون السودانيون مع العصيان من أجل أهلهم، والإعلاميون المصريون مع الطاغية ضد أهلهم.
السودانيون يطالبون بمحاكمة المجرمين الذين قتلوا الأبرياء من أبناء الشعب، والمصريون يتعجبون من الذي يقول بأنه يعرف أكثر من الرئيس.

السودانيون أخلوا شوارع الوطن في عزة نفس وإباء وشهامة وشجاعة، والمصريون لا يستطيعون الخروج في تجمعات صامتة لا تثير فزع عصافير أو بطّة تتهادىَ في الطريق.

السودانيون لم يستعينوا بالدين لُيخدّروا روح الثورة في صدورهم، والمصريون يطيعون من يحتل قصر الاتحادية حتى لو كان ميـّـتـًــا ضحك عليهم بأن لو كان بإمكانه أن يبيع نفسه من أجلهم لما تردد.

السودانيون في طيبتهم يختزنون صلابة تماسيح النيل؛ والمصريون في طاعتهم يعبدون إلــَـهيــّـن: واحدا في السماء و.. واحدا في القصر.
مرفق صورة لشوارع خالية تؤكد عظمة جيراننا الذين لوّحتْ شمسٌ أفريقية بشرتهم الجميلة التي تشبه جمال كنداكة تستلقي تحت شجرة مانجو  تتننفس منذ مئات الأعوام.

السودانيون يحتضنون ثورتهم تحت ثوب الوطن، والمصريون قاموا بتسليم ثورتهم لمجرم كان مساعدا لمجرم آخر، لطنطاوي بعد مبارك فاقترضها مرسي ليخبئها تحت المصحف حتى يأتي السيسي ويقتطفها ويعتقل شبابها.

أيها السودانيون،
دعوني أفرح مرة واحدة لأكثر من ثمانية عشر يوما؛ فهل أثق بصلابتكم؟

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 10 يونيو 2019

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...