26‏/09‏/2018

إما أن تصافح زميلاتك أو .. تترك العمل!


إما أن تصافح زميلاتك أو .. تترك العمل!

التقطت نشرات الأخبار التلفزيونية والصحف النرويجية حكاية المسلم(40 عاما) الذي استغنت عنه مدرسة إيكيبرج في أوسلو لأنه يرفض مدّ يديه لمصافحة النساء ويقول بأنه يلبي توجيهات النبي، عليه الصلاة والسلام!
وكانت هناك مشكلة معه في المدرسة الإعدادية لأنه يرفض نقل أي طعام به لحم الخنزير!
بهذا المنطق يمكنه أن يرفض المبيت في فندق لأن هناك احتمال وجود علاقات جنسية في الغرفة المجاورة لغرفته أو التي فوقها!
وبهذا المنطق لا يحق له العمل لأنه سيرى وجوه النساء في النرويج، ويسمع أصواتهن وهي عورة، وتلتقط أذناه الموسيقى في المدرسة!
وبهذا المنطق تصبح كل حياته حراما في حرامِ؛ فلماذا يُصرّ صاحبنا أن يقيم في النرويج بدلا من بلد إسلامي يسمع فيه مكبرات الصوت ليلا ونهارًا؟
لماذا يزايد المسلم في كل لحظة بدينه وكأنه ضيف مضطر لدىَ أناس سيعذبهم الله مهما فعلوا من حسنات وخير؟
عني أنا شخصيا فأقيم في أوروبا منذ 45 عاما ولم أرتشف رشفة خمر واحدة، ولا آكل لحم الخنزير، وأقاطع إسرائيل، ولم يسبب هذا أدنىَ مشكلة لي حتى مع العنصريين.
أما مصافحة المرأة فهو جزء أساسي من العلاقات الاجتماعية والدفء الإنساني والتودد للآخر في كل مكان في العالم إلا في المناطق التي يصيب الرجلَ فيه الشبق إذا رأىَ خصلة شعر امرأة، ولا ينام الليل من ضغط الشهوة الجنسية إذا مر خيال أنثى بذهنه.
ليست المشكلة في التطرف والتعصب والتزمت والتشدد؛ لكنها في الاستعداد لصناعة أجيال قادمة تصطادها دواعش الوطن، وتستوردها بلحاها ونقابها وزبيبة الصلاة المصطنعة لتفجر أولادنا، وتعجّل في تدمير أوطاننا.
في النرويج والدول الاسكندنافية تسير الحياة طبيعية؛ فإذا جاء متطرف مسلم شمَّ رائحة الجنس على مبعدة ألف ميل، ومع ذلك فهو يرتكب عشرات المحرمات من الكذب على الدولة، واختلاق حكايات مرض الظهر ليحصل على إعانة( الكسل )، ويزعم أنه وزوجته منفصلان فيأتيه مرتبه وتحصل زوجته على مرتب آخر.
تسعة أعشار المسلمين يشربون الخمر في أوروبا، وعشرة أعشارهم لا يقتربون من لحم الخنزير، فيؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعضه.
أكثر المسلمين في أوروبا لا يقاطعون البضائع الإسرائيلية؛ لكنهم يلعنون الاحتلال كالذي يحدثك عن تأديته الصلاة طوال الوقت، فإذا استمع إلى خطبة طاغية يذبح أهله، رفع يديه بالتصفيق حتى تدمىَ!
كل هؤلاء من الذين يتحدثون عن عدم المصافحة وأهمية تغطية وجه المرأة والدفاع عن ختانها، وزلزلة الأرض إذا ظهرت خصلة شعر أنثى، والانضمام لتيارات الدين والتمذهب، يقومون بتربية المسلم المفخخ الذي رأيناه في سوريا والعراق وليبيا وسيناء والجزائر والمغرب ومالي ونيجيريا وبيشاور و ....
المسلم المُستغنىَ عنه في مدرسة إكيبرج في أوسلو يجلس في بيته متمارضا، ويرفض أن يكسب مالا من عرق جبينه رزقا لأطفاله لئلا يخالف الإسلام ويصافح المرأة!
في السنوات العشر المنصرمة وصل غباء التطرف إلى جعل عقل المسلم المتشدد كالأميبيا حتى أن هناك دعوة في التلفزيون المصري في برنامج حواري بعلم الدولة ورضاها أن لا يتم دفن المرأة بجانب الرجل ( طبعا خشية ملامسة جسدها عندما يصبح ترابا مع بقايا ما لفظه دود الأرض من جسد ذكر ميت!).
لو كان لي حق الإفتاء لأفتيت بجواز اعتقال الأغبياء في سجون معزولة مدىَ الحياة، خاصة إذا كان الغباء ملتصقا بتعاليم دينية ليس لها أصل إلا في أمخاخ مخاطية صنعها الإعلام والبيت والدعاة!
أيها المسلمون، صافحوا النساء تصحّوا، فالله خلقنا لنتعارف ونتبادل الودّ، وننظم حياتنا الاجتماعية في إطار إنساني جميل.
لا تخافوا؛ فالله لا يعاقب المتصافحين والمتصافحات؛ إنما غضبه، عز وجل، على الكاذبين واللصوص والمنافقين والمتطرفين وكارهي من يختلفون معهم في الدين والعقيدة والمذهب حيث لم يقم أحد باختيار بطن أمه ليسقط منه!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو   النرويج

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...