12‏/07‏/2014

دافعوا عن اليهود لنربح قضايانا!


أتذكر أنني قرأت بعض المنشورات الإسرائيلية مترجمة إلى الانجليزية منذ سنوات طويلة..
كانت خطيرة وذكية في حشد الرأي العام الدولي ضد العرب والمصريين، والمقتبسات فيها تجعل العالم يتعاطف مع الاحتلال، ويؤيد المعتدي، ففيها أوصاف بعضنا عن ( اليهودي القذر) و( اليهودي الخنزير ) و( لماذا لم يُــنـه هتلر وجودهم ) و( أعداؤنا إلى يوم القيامة ) و .. عشرات غيرها من كتب المدارس والصحف والمجلات والخطب الدينية.

ولغبائنا في الإعلام، ولتخلفنا في الدفاع عن قضايانا، فقد انقلبت الآية، وبدا أننا نحن الذين اضطهدنا اليهود ونصبنا لهم المحارق ومنعناهم من حقوقهم.
في كل حواراتي خلال وجودي في أوروبا لأكثر من أربعين عاما، ورغم أنني مقاطع صُلب لأي بضائع إسرائيلية، واشتركت في كل المظاهرات ضد إسرائيل ، في أوسلو، منذ عام 1977 إلى 1990، وقمت بمفردي بالحصول على ترخيص من الشرطة النرويجية لأكثر من مئتي متظاهر، لكنني لم أستخدم كلمة يهودي في الوصف المسيء أو التهكم وأتحدث بايجابية عن دورهم الفني والأدبي والموسيقي، فحربنا لم تكن ولن تكون ضد أصحاب دين، إنما ضد الاحتلال والغزو والاعتداء وغيرها.

لا أدخل تحت أي ظرف مكدونالدز أو ماركس آند سبنسر ولا يخرج من جيبي قرش واحد لأي بضائع إسرائيلية، لكنني أتحدى من يبحث في كتاباتي وسلوكياتي عن أي كلمة تسيء لليهود.

مواطنونا في الداخل لا يستوعبون خطورة استخدام تلك التعبيرات، أما نحن في أوروبا، في الدول التي اضطهدت اليهود فنعرف أن مواطنينا في الداخل ينتقصون من قدرتنا على الحوار.
توقفوا عن استخدام أي كلمة تسيء لليهودي فالتهم ضدنا جاهزة، ولا تنصتوا لغباء الذين يقفون على المنبر ويلعنون اليهود فهم يورطوننا من حيث لا يعلمون.
قولوا: صهيوني، إسرائيلي ، محتل فلن ينتقص هذا من قدرتكم على الجدال وشرح أبعاد الاحتلال، ولكن لا تنبسوا ببنت شفة تسيء، بل قولوا دائما: ونحن أيضا ساميون استضفناهم في مصر والمغرب وتونس وفلسطين عندما كنت تطاردونهم.
ابكوا من أجلهم، ودافعوا عن حقوقهم، وانتجوا أفلاما ضد النازية وعن المحرقة، وامنحوا جوائز للمبدعين منهم واكتبوا عن كرايسكي وودي آلان وتشومسكي ...
لا تخلطوا بين الاسرائيلي الصهيوني وبين اليهودي الذي يرفض الهجرة إلى فلسطين المحتلة.

كل كلمة في غير موضعها سندفع ثمنها غاليا، ويستطيع أي ويكيليكسي صغير العثور عليها في النت والفيسبوك والكتب التعليمية وخطب القيادات الدينية.
قضيتنا لم تكن اليهود في الماضي والحاضر، ولن تكون في المستقبل، لكنها الاحتلال ونزع فلسطين من أهلها واعتبار المحتل قاعدة عسكرية غربية في قلب وطننا العربي الكبير.
لا تجعلوا الجاهل متحدثا باسم قضايانا، فكفانا فشلا في كل أزماتنا مع العقل الغربي المتفوق إعلاميا.
لا تنصتوا للحمقى الذين يخلطون بين الصهيوني و .. اليهودي!
لا تجعلوها قضية دينية، فزاعمو التحدث باسم السماء هم الأجهل على الأرض.
اغضبوا من أجل حقوق اليهود وكرامتهم في كل مكان في العالم، حينئذ تسحبون أهم بساط من تحت أقدام دولة الاحتلال الإسرائيلية.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو  النرويج

حوار بين الضمير الديني و .. الضمير الاجتماعي!

وقف الضمير الديني على ناصية أحد الشوارع الخالية تقريبا من المارة والسيارات. أخرج بوستر عليه علامة الهلال، ثم أعاده وأخرج واحداً جديداً منقوشا عليه صليب، ثم أزاحه جانبا ورفع واحداً جديداً تزينة نجمة داود، وهكذا ظل يرفع شعارات كل أديان وعقائد الدنيا، والضمير الاجتماعي ينظر إليه فاغراً فاه من الدهشة التي اعترته.
اقترب منه وباغته بسؤال لم يتوقعه: أراك حصرت البشر في الدين، وألغيت الدوافع التي صنعتها الظروف والبيئة والوطن والثقافة والعادات والتقاليد، وأهلت الترابَ على الحضارات غير القائمة على الدين!
أنت ضعيف، وتتراجع بسهولة، ولك قدرة على تبرير كل الأخطاء والخطايا والذنوب، فإذا عجزتَ، رفعت يديك إلى السماء طالبا العون والمغفرة أو الهداية.
أنت تـُـغمض عينيك عن الهوى، وتنحاز لمصلحتك ومزاجك، وقد فشلت في صنع السلام بين البشر منذ آدم، عليه السلام، إلى الآن.
لديك كنز لا يفنى من الحِكم والأمثال والمقدسات وتعاليم الأنبياء والرسل، ومع ذلك فلا يخلو نزاع من تبريراتك، ولا يستطيع سيف أنْ يقطع رقبة خصم إلا ممهورة بتوقيعك، ولا يعتدي إنسانٌ على حرية آخر إلا وقد استأنك فأذِنت له فوراً.
أنت كراهية معجونة بالمقدس، وقسوة تزعم أنها تعاليم سامية.
جاءت الأديان لتحذر أتباعها من الشيطان، فإذا به يعمل بفضلك أوفرتايم ويوسوس للجميع بنفس القــَـدْر أمام المسجد الحرام وكنيسة القيامة وحائط المبكى وتمثال بوذا وتعاليم كونفيشيوس وكل آلهة الهند ونيبال!
الضمير الديني: من أنت حتى ترسم طريق الصلاح للبشر، ونهج الهداية دون موافقتي؟
أنا صناعة الأنبياء، وأنا صوت السماء على الأرض، وأنا خلاصة روحانيات النبيّين والصدّيقين والرُسل.
أكثر الحروب قسوة وغدرا وخيانة كانت في غيابي، وأكثر الطغاة غلظة ووحشية لا يقومون بزيارة المعابد، ولا يعفرون جباههم سجودا للخالق في أي دين من الأديان.
أنا الشاهد الوحيد على العقد بين الإنسان وربه، وأحافظ له عليه، وأجند له رجالا مخلصين وفقهاء وعلماء ليفسروا للمؤمن ما غاب عنه من أسرار الطبيعة وتعاليم الخالق المعبود.
أنت الانحلال والفوضى والبوهيمية والتفكك الأسري وزنا المحارم والاعتداء على الأطفال وشرارة كل حرب ولو لم أكن موجوداً لانهارت الدنيا، وانقلبت كل الموازين القسط عاليها سافلها.
أنت الانقلابات العسكرية وغطرسة الجنرالات وصفقات الأسلحة والهزائم في الحروب، فالجيوش التي لا تحميها عقيدة تنهزم عند أول ضربة، وفرنسا العلمانية انهارت في أسبوعين أمام النازية، والحضارة الإسلامية في الأندلس خضعت بعدما هزمتـَـها أنت في الداخل.
أنت تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير فتأتينا بفنون ورسومات وموسيقى وغناء ورقص وعروض أزياء وعمليات تجميل بدلا من قيم ومباديء ونصائح وتوجيهات وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر.
أنت صدام حسين والقذافي وزين العابدين بن علي وجنرالات الجزائر وفرانكو وهتلر وموسوليني وسوموزا وأنور خوجة وغيرهم الذين هزمتهم شعوبهم لأنهم لم يلجأوا لي ليتعرفوا على طريق الحق والرشاد.
الضمير الاجتماعي : أراك فقدت ذاكرتك في التاريخ والجغرافيا ولا تعرف من الحروب إلا إذا غمست السيف في الكتب السماوية، وأنا إذا كنت قد صنعت أنور خوجة سفاح ألبانيا، فأنت أرسلت الأم تيريزا لتباركه وزوجته وتمتدح الدولة السجن.
وأنت خلخالي الذي كان يحكم بالاعدام على مخالفيه في ثلاث دقائق، وأنت الدعاة الإسلاميون الذين عبـَّـدوا الأرض ليمر فوقها الطغاة والقتلة، فاستعان بكم صدام حسين ليحتل الكويت، وشارون وضع القلنسوة فوق رأسه قبل أن يذبح الجنود المصريين في سيناء أو يعطي الضوء لكتائب لبنانية تحمل الصليب وتتبرك بنجمة داود وتذبح أطفال صبرا وشاتيلا.
في المجتمعات الإسلامية المكبوتة بفعلك تـُـغمض عينيك عن الاعتداء على الأطفال من شيوخ يقرأون القرآن الكريم كل يوم، وفي الكنائس الكاثوليكية فضائح الاعتداء على الأطفال هزَّت العذراء وابنها، وباركت يهوذا الاسخريوطي في قبره.
وعندما أشهر عيدي أمين إسلامه تحوّل إلىَ وحش، وعندما بارك بابا الفاتيكان الامبراطور المجنون جان بيدل بوكاسا، أكل الأخير لحوم تلاميذ المدارس المحتجين على جبروته في أفريقيا الوسطىَ، وعندما بحث العقل الغربي المذنب بعد محارق اليهود عن تكفير وجدوه لديك في الكتاب المقدس كتبريرات لاحتلال فلسطين.
أنا أعثر على ورقة ملقاة في الشارع فأزيحها جانبا لأن هذا بلدي، وأنت تراها فتزيح وجهك للناحية الأخرى وتقسم أن النظافة من الإيمان.
أنت صانع النفاق والتقية والتبريرات والهوس الجنسي وكراهية المرأة والتغزل في المستبدين.
أنت الفتنة الطائفية والحروب المستعرة بين الأديان والطوائف والمذاهب، وكل واحد يجزّ رقبة أخيه وينظر إلى أعلى ليشكر السماء.
أنت دخلت سوريا بمجاهدي الجماع .. فتيات صغيرات تستبق بهن حورَ عين ينتظرنك في الجنة، ومعارضو الأسد يشعرون بالحنين لمعتقلاته المفزعة فهي أرحم من من ذئبية الجهاديين الذين يقطعون الرقبة أمام الكاميرا، ويكبــّـرون الله.
في العراق كنت أنا ضمير صدام حسين فصنع أبو غريب، وجاء الأمريكيون بأبوغريبهم فصمتت الكنيسة، ثم هبط على الوطن المسكين سُنة وشيعة وإيرانيون وكلهم يخشعون لدى قراءة القرآن الكريم ثم يتلذذون برؤية دماء أهل بلدهم.
أنا صنعت التقدم وأنت جعلت أبناء الأديان يشعرون بحنين للاستعمار العلماني.
الضمير الديني: كل أحاديثك أكاذيب، فالله أرسل كتبه مـُـنزلة على رسله وأنبيائه ليخرجنا من الظلمات إلى النور.والجنرالات لا يحتاجون لمبشرين لاقناعهم أن السماء راضية على العبودية، ومع الكنيسة أو بدونها كنتم ستقتلون مليونا ونصف مليون جزائري في عدة أعوام.
الاستعمار العلماني هو الذي هيأ الأرض للهوتو والتوتسي لأكبر مذابح القرن حتى لو بدت طائفية، والضمير الديني غاب عن الكونغو وحلـّـت محله صراعات ماركسية فسقط البلد المسكين في حروب لا نهائية.
أنتم تصنعون الأخلاق الاقليمية التي يحترم فيها المرء القوانين في بلده وحقوق الإنسان ، فإذا خرج مستعمــِـرا بلدا آخر تحول إلى ضبع بأنياب ذئب ، ولنا في هاييتي وبنما ونيكاراجوا أمثلة مُخجلة كحال جنود موسوليني في ليبيا.
ستة ملايين قتلهم ستالين، وتسبب هتلر في قتل خمسين مليونا، وصنعتم العنصرية والعبودية وتجارة الرقيق.
الضمير الاجتماعي: أراك بدأت زهيمرة معلوماتك مبكراً، فأنا في ملايين الأماكن بدون رقابة دينية أو سماوية أرعى الأمانة وأحافظ على العهد، وأشرف على الأسرار، ولا أحتاج لطلب منك بتذكيري أن للانسان حقوقا، وأن رجل الدين لا يملك صكوكا من السماء.
أنا المستقبل وأنت الماضي العتيق المتخلف.
أنا المساواة بين البشر وبين المواطنين وبين الرجل والمرأة.
أنا أفعل هذا دون انتظار جزاءاً أو شكوراً أو مكافأة، وأنت تحسب حسناتك في كل مرة تمد يدك بصدقة، وبدأتَ مؤخرا تحسبها إلكترونيا، وأنت تكره من ليس منتميا لدينك أو مذهبك أو عقيدتك.
أنظر حولك ستجد كل الشعارات الدينية خلف معارك البشر، ومقارنة الأديان هي المقدمة للمذابح، وليس كل مسجد وكنيسة ومعبد يعبد فيها المؤمنون الله، فإبليس أيضا يدخلها ضيفا كريماً معززاً، بل أحيانا يُصلي مع المؤمنين قبل أن يوسوس لهم.
أنا المستقبل المشرق لو أرادت الإنسانية أن تتخلص من المزايدين والمتاجرين باسم الدين.
الضمير الديني مبتسما: وفي النهاية ستجد أنني الملاذ الوحيد للبشر، ويلجأون لي قبل أن يبدأ حفــَّـار القبور عمله تمهيداً لمقرهم تحت الأرض في ضيافة دودها.
وانتهى الحوار، وغادر الضمير الاجتماعي المكان ووجد حقيبة صغيرة ملقاة على الأرض فجرى إليه الضمير الديني طالبا منه أن يعطيه إياها فهو الأمين الذي سيبحث عن صاحبها، وانفجر الضمير الاجتماعي ضاحكاً: منذ متى كنت أنت صوت الحق في كل الأحوال.
وافترقا على غير موعد، لكنهما حتما سيلتقيان في ساحة الحرب، أو في قصر الحاكم يحرض كل واحد منهما سيد القصر عما يراه صحيحاً.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال

فلسطين ..محامون فاشلون عن قضايا عادلة!


تختلف مع الفلسطينيين أو تتفق معهم، ليست هي القضية، لكن أن تــُــبدي تعاطفا أو تفهماً للإسرائيليين فلا أظن أن هذا الموقف يبعد كثيرا عن موقف جابر في فيلم "بئر الخيانة" وهو يدخل السفارة الإسرائيلية في روما ويطلب العمل جاسوساً!يجرح الفلسطيني لإسرائيل بقرتــَــهم، فيرد جيش الإحتلال بقتل كل مواشيه في الحظيرة، فهذا العدل النتنياهي لا يخاطب إلا الدجال الأعور.الفلسطينيون أصحاب قضية عادلة وواضحة وضوح شمس القدس في رابعة النهار، لكنهم محامون فاشلون يستعينون بمحامين أكثر فشلاً يعرضون مــَــظلمتهم على قضاة يجلسون تحت شعار البنتاجون.تنطلق الطائرات من قواعدها بأوامر من قادة جيش الاحتلال، لكنها لا تدُكّ أماكن ولا تقتل أفراداً في الضفة الغربية وقطاع غزة في الوقت عينه، فالجنود الإسرائيليون لديهم تعليمات بأن لا يقتربوا من الفلسطينيين اللطفاء(!) الواقعين تحت حماية أبي مازن، إنما فلسطينيو غزة وأطفالها ونساؤها وبيوتها هم العدو!حكومة وفاق أو حكومة انتقالية أو رئيس وزراء مُقال، كلها مفردات تعبرعن الغم التمزقي لشعب واحد، والحقيقة أن الفلسطينيين ممزقون طالما لا تعتبرهم إسرائيل شعبا موحداً، وهم لا يعتبرون أنفسهم إلا كما يراهم زعماؤهم.كنت أتمنى قبل أن يطلب سكان غزة من الأصدقاء والأشقاء والجيران الوقوف معهم أن يخرج كل فلسطيني، طفل ورجل ومُسنّ وامرأة في الضفة، بدون استثناء، ليرى أن العالم كله أن العدوان على غزة كالعدوان على الضفة، وأن الفلسطيني الشهيد في غزة تقام الصلاة عليه في رام الله.الجيش المصري تحت إمرة قائد عسكري ورئيس الدولة، لذا ينبغي أن لا يرفع الفلسطينيون في غزة شعار رابعة وصور المعزول محمد مرسي فهذا شأن داخلي مصري خرج من أجل الاطاحة بحُكم المرشد عشرات الملايين، وعلى الفلسطينيين استرجاع مشاعر التعاطف والمودة والأخوّة التي عاشت في وجدان الشعب المصري فمزقتها وأضعفتها ملاسنة الانحياز، فإذا اعتبر الغزيون أنهم امتداد لجماعة الاخوان المسلمين فقد خسروا مصر وشعبها وجيشها، وإذا تنبهوا للواقع والتاريخ وعرفوا أن التحامهم بأهلهم في الضفة أقرب إليهم من البحث عن الجنة في مباديء وتعليمات الاخوان المسلمين فقد قطعوا نصف الطريق للعودة لأحضان فلسطين و .. مصر!الحرب ذكاء قبل أن تكون معارك على الأرض وفي السماء، وصاحب الحق الذي يبحث عن النصر في التخويف واطلاق مئات الصواريخ ليحتفل بدخول الإسرائيليين المخابيء حتى لو لم تصب صواريخه غير مدرسة وأرض خلاء وعابريــّـن يسيران على غير هدي لن ينتصر ولو بعد مئة عام رغم أن الحق الفلسطيني فوق الباطل الإسرائيلي بمئة طبقة!الفلسطينيون لا يعرفون أن الرأي العام العالمي يمكن أن ينقلب عليهم بين عشية وضحاها، وأن صانعي إسرائيل ليسوا على استعداد للوقوف أمام حائط مبكى عربي للاعتذار عما حدث خلال السبعين عاماً الماضية. والصورة التي تبثها وكالات أنباء فلسطينية عن طفل محروق أو بيت سوَّتْ به إسرائيل الأرض، ستقوم وسائل الإعلام الدولية بنشرعشرات الصور المضادة التي تثبت للقاريء الساذج أن الذئب الفلسطيني هو الذي يهاجم الحــَـمل الإسرائيلي.لا أطالب باطلاق الصواريخ من غزة أو بالتوقف عن إطلاقها، ففي الحالتين سيتم إطلاق الشتائم ضدي والتشكيك في قلمي الذي جف حبره وهو يدافع عن أصحاب أعدل قضايا العرب، إنما أطالب وأطلب من الفلسطينيين أن لا يصدّقوا زعماءهم في الضفة أو في غزة أو حتى في الشتات .الحماقة الفكرية التي تم زرعها في أدمغة الكثيرين بأن السيسي هو السبب في العدوان، ولو كان مرسي في الاتحادية لقام جيش الاحتلال الإسرائيلي باهداء كل فلسطيني وردة وعليه قــُــبْلة، هي من قبيل الهراء.في قلبي حزن وألم ووجع من المشهد الجحيمي في غزة، ولكن العدوان سيتوقف، وسيرفع القادة هنا وهناك راية النصر، وسيقول القاتل أنه لقن القتيل درساً، وسيؤكد أهل القتيل أنه شهيد في جنة الخلد. خيوط اللعبة في كل مكان، من الموصل إلى حلب، ومن طهران إلى صيدا، ومن واشنطون إلى لندن، ومن تل أبيب إلى الدوحة، وهكذا دواليك!تلك بعض الملاحظات على مشهد يتغير لاعبوه في كل دقيقة، ويشكك أصحاب القضية في كل مقال وتحليل ورأي ينتقدهم أو يمتدحهم.الساقية تدور، واصحاب مصانع الأسلحة يحتفلون بأرباحهم القادمة.
محمد عبد المجيدطائر الشمال
أوسلو في 11 يوليو 2014
                                     

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...