17‏/06‏/2017

النبي الجديد يفتتح سوق السلاح في بلادنا!


يبيع السلطانُ قطعةً من الوطن ولا يحتاج لمزاد أو فرْش الأرض علىَ الأرض لجذب أصحاب المال، فيمنحهم مكانا للسياحة والغوص ليجعلوه لاحقا أحلام البروتوكـُـلات من النيل إلى الفرات.

 السلطان مُقَدَّسٌ فهو يملك القصرَ والسجن والسجّان والمسجد والكنيسة، لذا فنبوَّتُه الأرضية نـَـبـُـوتـُـه وكل ما يفعله أن يستبدل بالكتب المقدسة معاهدات لم يسمع بها أو عنها أصحاب الأرض.



إذا أردتَ أنَ تبيع ملابسَ الجماهير أو أهلهم أو قطعة الأثاث القديمة والأخيرة في دولاب مهجور، فما عليك إلا أن تسنّ قوانين تمنع التظاهر بالتظاهر، وتضع سلاسل من حرير في معصم كل منهم، وتُخفي السلاسل المشدودة أصلا حول العُنق.
 اضرب الناسَ بالناسِ يخاف الناسُ، واطلب من الدعاة إقناعَهم أن كتبهم المقدسة ممهورة بتوقيع سيد القصر حتى لو نزلت من السماء قبل أن يولد بعدة آلاف من السنين.

إذا استطاع السلطان نقل الهيبة من المعبد إلى القصر فقد أحكم العُقدة التي لا حل لها إلا حلها، لكن الجماهير يختلط عليها الأمر كثيرًا بين الهيبة والرهبة، وأيُّ دبابة أقوىَ من الكتاب المقدس كما قال موسوليني مُقللا من شأن بابا الفاتيكان.
 النبي الجديد في واشنطون لا يقرأ المزامير ولا يعرف نشيد الإنشاد، لكنه يعتمد في رسالته على وول ستريت وربطة عنق حمراء وامرأتين تعصران خمرًا وأناقة ولا تسقيان حتى يُصدر الرعاء، فيهاجم المسلمين في داره، ثم يقوم بزيارتهم؛ فيمنحونه ما لم يحلم به إذا امتدحهم وهو في البيت غير الناصع بياضــًـا.
 النبي الجديد يتهم دولة بأنها داعمة للإرهاب، لذا فعليها أن تشتري أسلحة منه بمليارات فهو رجل أعمال يجلس في المكتب البيضاوي حتى حين.
بعضُ الأوطان يتم تجزيئها، وتقطيعها كتورتة عيد الميلاد، ومن يشتري فعليه أنْ لا يعلن السعر الذي اتفق عليه مع ولي أمر الجماهير، ثم تصبح التورتة جُزُرًا وأنهارًا وجسورًا، وعلى الذين اشتروا أن لا يأكلوا منها قبل موافقة الكنيست لدىَ جيرانهم.
 الجماهيرُ ستصفق فسيد القصر إذا مدّ ذراعه الأيمن صافح سكان أديس أبابا بيد مبللة من النهر الخالد، وإذا مدّ الأيسرَ دخل في جيب عباية مليئة بالذهب والمال و.. نسخة من المصحف الشريف.

الجماهير لا تعرف أنها تموت لأن عزرائيل يقوم بزيارة يومية فيأخذ ما غلا ثمنه وخف حمله، ليعود مرة أخرى في اليوم التالي فتقتنع الجماهير بانها لم تمت بعد، وأن سيدها لدىَ الباب يؤكد لها أنه بالمرصاد لمن أراد بأهله سوءً!
 الجماهير لا تعترف باثنين: البؤس والكتاب، وتلك هي أحلام سيد القصر، ويتولى ترويجها، وتلميعها، وعرضها حيواناتٌ أليفةٌ مخالبها في ألسنتها، وتطل على الناس من قفص إذا رأيته حسبته شاشة ملونة.


 الجماهير تموت، وأمّيوها يصرخون بأن روح الحياة عادت إليهم حتى لو لم يعرض سيدها بيع نفسه للمستثمرين في سد النهضة أو في الحرم الشريف.
مواقع التواصل الاجتماعي تتسابق لتضع رؤوسها تحت قدميّ خادمها الذي لم يستطع أن يبيع نفسه فباعها لنفسه!
 ملك الموت غاضب لأن مهمته أكثر سهولة من ذي قبل، وأحيانا يحزن لأنه يقبض أرواح موتىَ لا يعرفون أنهم ليسوا أحياءَ.
هل الأسهل هو بيع الأرض أم العرْضَ أم الشعب؟
 سؤال في فن السبي، لكن العبيد لا ينظرون في عيون الأسياد فهم مشغولون في البحث بين سطور المصحف الشريف عن آيات الطاعة لولي الأمر.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 17 يونيو  2017

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...