31‏/03‏/2021

الدجّال الذي أتعاطف معه!

 الدجّال الذي أتعاطف معه!


الشيخ محمود المصري ذو الابتسامة الدائمة والبلهاء أحد أقطاب الدجل، ويستضيفه التلفزيون المصري كثيرًا، وهو في علوم الحياة جاهل؛ لكنه عالم وخبير بالحياة الجنسية للأنبياء!
يحكي عن رسولنا الكريم، عليه الصلاة والسلام، الذي أدَّبَه ربُّه فأحسن تأديبَه أنه كان يملك قوة جِماع جنسية تعادل ما لدى أربعة آلاف رجل فحل، ويمر على زوجاته كلهن في ليلة واحدة، وبغسْل واحد، هذا فضلا عن المشهيات، أي ما ملكت يمينه.
ثم يبتسم.. ثم يضحك وينظر إلى المستمعين البلهاء مستمتعا بصناعته للمسلم الأحمق.
الشيخ محمود المصري يحفظ عن ظهر قلب علامات الساعة، الصغرى والكبرى، فهو يظن أن الله يتعامل مع خلقه كما يتعامل الحاوي بالقبعة والثعبان(معاذ الله)، ويحدّثك عن المسيخ الدجال الذي له عين واحدة في جبهته مكتوب عليها(كفر)، ثم عن نزول عيسى بن مريم ليكسر الصليب ويقتل الخنزير، رغم أن أي طفل رضيع يمكنه أن يكسر الصليب في غرفة الألعاب في بيته، أما الخنزير فهناك مليارات منها فلماذا لا يقتل فرس البحر أو سمك القرش بدلا من الخنزير الطيب الذي لا يهاجم أحدا، ولا يفترس بريئا مثلما يفعل الإنسان.
الشيخ محمود المصري يُذكّرني بفيلم جاك نيكلسون: "أحدهم طار فوق عش الوقواق"، الذي تجري أحداثه في مستشفى للأمراض العقلية.
إذا شاهدتَ هذا الداعية عشر مرات متتالية فأنا أعدك أن تكون ليلتُك الحادية عشر في الخانكة!
الشيخ محمود المصري مصنوع في دولة سلفية تهدف إلى إبعاد الناس عن التمرد والاحتجاج والتعرف على الديكتاتور واللصوص والفاسدين والسجّانين، وهنا يأتي دور التحشيش المقدس مع وضع آيات قرآنية سامية داخل المخدرات الدينية.
ليس شريرًا كأكثر الدعاة، لكنه عبيط ومتخلف ومهرج ومبتسم وغير شتّام مثل وجدي غنيم أو المرحوم عبد الحميد كشك!
مصر سقطت في بئر السلفية المليئة بمياه خضراء آسنة، تشرب منها كل صنوف الرجعية والداعشية والطالبانية والجنسية.
الغريب أن هؤلاء الحمقى، منهم الطيبون ومنهم دون ذلك، يؤثــّـرون في أكاديميين ومثقفين ومتعلمين وضباط جيش وشرطة، بل في رئيس الدولة نفسه.

إن الذين اختاروا مصر لصبّ الصرف الصحي المقدس في أدمغة أبنائها كانوا يعرفون أن المصري يولد ويظل طوال عمره مُقيــّـدا للسير خلف طاغية عسكري أو درويش ديني.
عقلية الشيخ محمود المصري تعادل ما في ذهن طفل في الثانية الابتدائية، لكنها يقود أمّة من بُناة مستقبل أعرق حضارات الدنيا.
إنه الشيخ الداعية الأهبل الوحيد الذي أتعاطف معه؛ فهو ليس مسؤولا عن مُخاط مُخِّه السائل فوق لسانه.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج

آخر المحتالين المحترمين!


آخر المحتالين المحترمين!

أفشل داعية ممثل؛ ربما لهذا تراصت أصفارُه في حسابه البنكي عن يمين آحاده!

كلما لخبط، وخربط، وبهرج مع مسكنة ظاهرة جذب إليه ملايين من الشباب الموعود بفرص عمل لا تحتاج لخبرة؛ إنما لأدعية بالقرب من الحرم الشريف.
صاحب أسوأ لغة عربية في الدعاة الممثلين والمهرجين، فقد دخل مجال الدعوة الإسلامية قبل أن يضع قدمه على ألف باء ضادنا، لذا كان التفسير عصيــّا عليه، فزاد إقبال الشباب على حكاياته.

عمرو خالد يأتي إلى الدرس وقد حفظ عن ظهر قلب حكايات انتقلت إليه عبر مئات الأعوام، ولما وصلت، تكون قد أُهلكت، وبهتت، وتغيرت عشرات المرات؛ لكن المسلمين مستعدون لتصديق أي متحاوريّن مرّا بالقرب من خيمة في يثرب منذ أربعة عشر قرنا!

عمرو خالد تمكن من اقناع الشباب بالحجاب والنقاب والفصل بين الجنسين وانتظار تدخل العناية الإلهية لكي تتغير أوضاعهم المادية!

وفُتحت له أبواب في كل مكان، فهو القادر على تخدير الوعي الشبابي حتى أنهم صدّقوه عندما طلب جهرا من الله، عز وجل، أن يغفر للمشتركين على صفحته، وتعمّد أن لا يدعو للآخرين، تماما كبائع الفجل الذي يعدك بالجنة إذا اشتريت منه، وبالحور العين إذا اشتريت أيضا الفلفل الحار.

أي مثقف وقاريء جيد ودارس للدين يكتشف منذ أول فقرة أن عمرو خالد ساذج ووصولي وغير مقتنع بما يقول، وجاهل إذا أخرجته مما قام بحفظه، وقف ببلاهة لا يفهم ما تقول!

ليس شريرا مثل وجدي غنيم وأبي إسلام وآيات عرابي ومحمد حسان؛ لكنه متخلف عقليا كمعظم الشيوخ الدعاة المحدثين، ومن قال بأن شبابنا وحكومته وبرلمانه وإعلامييه يريدون داعية فيه ذرة ذكاء أو جزيء معرفة أو رائحة عقل يعمل؟

ضحك على الساذجين بمشروع صُنّاع الحياة ووعد بعشرة ملايين وظيفة، وجمع أموالا طائلة تعادل ما جمعه زميله محمد حسان، وتبخرت الأموال كما فعل الريان في شركات نصب واحتيال وتوظيف باسم الدين.
نصبَ على السعودية في مشروع الدجاج الحلال فدخلت حساباته أموال حرام، واعتذر بعد ذلك!

ثم قفز على إعلان عطور عبد الصمد القرشي، واكتشفه المضحوك عليهم، ولم ينفعه الاعتذار مرة أخرى.

في عصرنا الحديث تستطيع أن تبيع كوكب الزهرة أو عطارد للمسلمين شريطة أن تستشهد بالقرآن الكريم، ككل المحتالين، وتحصل على الثمن مضاعفا!

كل أتباع الأديان مهيأون للضرب على القفا، أما المسلمون فيتدافعون للمحتالين والنصّابين والغشاشين بأقفيتهم، ما دام الداعية قد أخذ عهدا على الله أن يدخلهم رحمته، ويمنحهم الحور العين، ويجعل الجنة أخصب مكان لممارسة الجماع ليلا ونهارا!

يغضبني أكثر الشيوخ الدعاة لأنهم أشرار ومحتالون وكذابون وطائفيون؛ لكن عمرو خالد لا يغضبني كثيرا فهو بسيط، وساذج، وعبيط، وجاهل وقد تفتحت أمامه أبواب لا تُفــْـتــَح إلا للدراويش؛ أما غضبي وعتابي وانتقادي فهو موجه للشباب الذين استغنوا عن علوم الدنيا بحكايات الأقدمين، واعتبروا ما سرده عليهم عمرو خالد من شطحات وخرافات جزءًا من دينهم.. خاتمة الرسالات السماوية.

كل الدلائل تشير إلى أن عصر عمرو خالد قد انتهى فقد جاء دعاة وشيوخ محنــّكون في الاحتيال، ويلعبون بالبيضة والحجر، ويفسرون الإسلام تفسيرا دمويا، سيفيا، كأنهم سيفتحون الأندلس ويتقدمون بخيولهم إلى الدول الاسكندنافية.

لكن كيف يمكن رتق، وتصحيح، وتصليح، وتهذيب، وتمدُّن، وعقلنة الخربشات التي أحدثتها حكايات عمرو خالد البلهاء؟

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج

هل هو درويش أم داعية؟

هل هو درويش أم داعية؟

الشيخ عمر عبد الكافي داعية مهذب؛ وله وجه مُريح، لكنه للحق أبرع من (أبو لمعة) في استخراج حكايات لا يصدّقها الأطفال الرُضّع، فتجذب مئات الآلاف من المعجبين بالحبكة الدرامية التي يدغدغ بها مشاعر الساذجين من المسلمين، رغم أن كل المسلمين، تقريبا، ساذجون!


أشاهده بين ألفينة والأخرى لمدة خمس دقائق تكفيان لرفع ضغط الدم، فإذا بالمعجبين يتقاطرون على إشارة (لايك) كأنه اخترق حُجُبَ السماوات ومجراتها.

لا أظن أنه شرير مثل وجدي غنيم وآيات عرابي، أو عبيط مثل محمود المصري وأبي إسلام، أو معتوه مثل الحويني وحسين يعقوب؛ إنما خطيب وداعية تعلــّم كيفية تجسيد خرافات من كُتُب قضمها الزمان، وضحك عليها التاريخ، وتجاوزتها ألف ليلة وليلة!

التقيت بحضوره على مبعدة أمتار قليلة مني؛ في الأولى كان يتناول طعام الإفطار في مطعم فندق الشيراتون بالكويت، وفي الثانية جلس في المكان الذي يجاورني في كافتيريا مطار دُبي، وفي المرتين لم أستطع أن أجامل وأذهب للحديث معه لأنني أراه يحشو رؤوس المسلمين بتشوهات تاريخية لم تحدث، ولأن مجاملة مني ستنسف قناعاتي اليقينية بضرورة عزل المسلمين لشيوخ النَتْش والخرافات!

كثير من الدراويش نرفعهم نحن إلى مصاف العلماء فيخسر الإسلام ويتراجع المسلمون إلى كهوف مظلمة في التاريخ ويظنون أنهم الأعلى والأعلم!
لو قال الدكتور عمر عبد الكافي بأنه درويش يحكي عن التاريخ غير المعلوم للبسطاء، فربما كنت أتعاطف معه.
أما الزعم بأن ما يقوله هو من صُلب الدين الإسلامي؛ هنا تصبح الدروشة أكاذيب غير أخلاقية، وغسيل أدمغة تُعيد المسلمين إلى العصر الحجري.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...