26‏/06‏/2019

من المسؤول عن تصفية خير أجناد الأرض؟

من المسؤول عن تصفية خير أجناد الأرض؟

رحم اللهُ شهداء مصر من رجال الجيش والشرطة الذين يسقطون تباعا في نفس المكان، وبنفس الطريقة بواسطة حفنة صغيرة من الإرهابيين الأوغاد في مساحة صغيرة.
أربعة من الإرهابيين مقابل سبعة من الشهداء الشباب في عمليات قذرة طوال خمس سنوات، ووعود منكوثة بأنه سيقضي عليهم خلال ثلاثة أشهر.
لا حماية ولا كاميرات تراقب كل حبة تراب في سيناء، فالملايين التي كان سينفقها لمراقبة سيناء أرضا وبحرا وجوا اختار أن يبني بها أبراجا وطُرقا ومساجد وكنائس وقصورا؛ أما أرواح المصريين فأهميتها تأتي في ذيل فِكْره الاستخباراتي الاستراتيجي العبقري.

خمس سنوات عجاف من محاربة فئة صغيرة ضالة، والرجل لا يعترف بفشله، ولا يعرف مَنْ يحارب؛ الاخوان أم تيارات دينية أخرى أم مرتزقة.
كل استخبارات العالم تستطيع بعد مرة أو اثنتين عن طريق الكاميرات والستالايت والحمض النووي للأوغاد القتلة من الإرهابيين أن تأتيك بتاريخ كل منهم واتصالاته وجنسيته وأهله، لكن الرجل الأمين على جيشه وشرطته مشغول بنفسه فمن ينصت للمديح الذي يُخدّره لن يُصدّق أنه يمكن أن يخطيء.
المثقفون والإعلاميون والصفوة والنخبة ورجال الجيش والشرطة والمحللون الأمنيون والاستراتيجيون لا يستطيعون مصارحة الرجل بفشله رغم أن الشهداء القادمين هم اخوة لهم ، وأيضا في نفس المكان ونفس الطريقة.

على مبعدة كيلومترات معدودة من ثكنات عسكرية اسرائيلية لم يمسسها ضُرٌّ أو تُطـــَـلق عليها رصاصة يتيمة يتم اختيار أبنائنا عشر مرات، وعشرين، وخمسين مرة في خمس سنوات، وتقوم قوىَ الإرهاب بتصفيتهم كمينــًــا وراء كمين حتى يأتي الوقت الذي نلطم وجوهنا من غبائنا، فنحن مشغولون بحماية الرجل ومهاجمة الاخوان ودعم مشروعات الزعيم البطل.
كيف يقنع الرئيسُ أمهات وآباء وأشقاء وشقيقات الشهداء بأن السفاحين على قلة عددهم أذكياء، وأنهم سيعودون مرات عديدة لذبح أو قتل أو تصفية جيش وشرطة مصر.
أشعر برعشة مفزعة في كل مسامات جسدي، وأريد أن أصرخ في وجهه، أو أدعو لعصيان مدني أو أقنع أهل بلدي أن الشهداء السابقين والقادمين هم فلذات أكبادهم.
لكنني لن أحرك شعرة واحدة من جسد مصري واحد لأنه متخشب وينتظر تصفية ابنه أو أخيه، ولن يُحمّل الرئيسَ المسؤولية.

وعندما تنتهي ولايته الممدّدة في عام 2034 نبحث عن خير أجناد الأرض فلا نعثر إلا على قبورهم الطاهرة.
الكارثة هي قائد أحمق لجنود أبطال وأوفياء ووطنيين، وصفوة حقيرة ونخبة قذرة تنعي المغدور بهم، وترفع أيديها بـ( تحيا مصر) لتبريء المهمل والفاشل من دم أبنائنا.
العملية القادمة، لا قدر الله، ستكون في نفس المكان وبنفس الطريقة وبحفنة صغيرة وهي تعتمد على قائد خصم يخطيء في كل مرة فشعبه يسامحه، وإعلاميوه يبررون، والشهداء يلعنون تسليمنا أرواح أبنائنا له ولرجاله( ثلاثة أشهر يا ريّس ونقضي عليهم)!
رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته مع الصدّيقين والشهداء، وحما زملاءَهم من حماقة القيادة التي تقودهم لحتفهم.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 26 يونيو 2019

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...