25‏/06‏/2020

عيد ميلاد سمو الشيخ نواف الأحمد!

عيد ميلاد سمو الشيخ نواف الأحمد!

اليوم 25 يونيو عيد ميلاد سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ولي عهد الكويت!
نادرا ما تجتمع السلطة والتواضع؛ لكنها تتوْأَمتْ معه!
ونادرا في عصرنا ما يكون وزيرُ الدفاع فارسا قبل جنوده، لكن الفروسية شهدت لحظات نادرة في تاريخ الكويت عندما رفض الشيخ نواف الأحمد أن يغادر مقرَه بعدما اقترحت جحافل الغزو العراقي فأصبحت قاب قوسين أو أدنىَ، فرفض أن ينتقل قبل أن يطمئن على جنوده.
ونادرا ما تكون مساحةُ الغضب من الأصدقاء صغيرة فيتركها للزمن حتى تذيبها الأيام، وهكذا كان طوال عُمره، أطاله الله.
ونادرا ما يُجْمع كل أعضاء مجلس الأمة على رجل واحد، وليــًا للعهد، فإذا بكل صوت تحت قبة البرلمان يصوّت له كأنه صيادُ قلوب قبل أن يصبح الرجلَ الثاني في الديرة.
ونادرا ما يشعر الوافدون والمقيمون والزائرون بمساواتهم مع مضيفيهم في رؤية رجل دولة؛ فكان سمو الشيخ نواف الأحمد في كل مناصبه قبل ولاية العهد حالة حب تساوي بين المواطن وبين ضيفه الوافد.
رأيت الوجه المشرق لسمو الشيخ نواف الأحمد عشرات المرات، التي حكيت عنها من قبل، وما خذلني أبدًا.
أول تعارف كان عام 1985 وأول استقبال سموه لي في وزارة الدفاع كان عام 1988 حيث شعرت بأنني التقيت بالكويت كلها للمرة الثانية؛ أما الأولى فكانت في وزارة الإعلام  عندما استقبلني سمو الشيخ ناصر محمد الأحمد الجابر الصباح في حضور الشاعر والإعلامي رضا الفيلي، رحمه الله، فدخلتُ الكويت من أوسع أبوابها، أعني دخلتْ هي ..  واحتلتْ مكانها في قلبي!
تعرفت على أحلام الشيخ نواف الأحمد وزير الدفاع لتكوين جيش قوي، سويسري النهج، لبلد صغير، ولكن جاء الثاني من أغسطس.. يوم الغدر الصدامي فجعل الحُلمَ كابوسا.
وتعرفت على الجانب الإنساني منه عندما كان وزيرًا للشؤون الاجتماعية والعمل فكانت رقته ورحمته وتفهمه لهموم الناس كأنه يرعي كل فرد بمفرده.
وتعرفت على تواضعه الجَمِّ وهو النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية عندما استقبلني فصارحته بأسفي على بيروقراطية المطار وتململ الركاب البريطانيين الذين أوقعهم حظهم مع موظفة كسولة صباح أمس. لم يقل لي بأن هذا ليس شأني؛ لكنه ابتسم بحزن وقال: في العام القادم عندما تقوم بزيارتنا؛ ستجد مطار الكويت في حالة مختلفة ومتقدمة وسريعة تسبقها خدمات مدهشة.
وتعرفت على عبقريته في الحرس الوطني وكان ساعده الأيمن الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح أحد أوفىَ المسؤولين الكويتيين له، بل هو تلميذه الأنجب.
وزاد قربي من سموه عندما أصبح وليا للعهد، وجاءتني مكالمة تليفونية من الكويت بصوته الهاديء والوديع والحاسم قائلا: كنت أعرف أنك ستكون أول الفرحين بثقة صاحب السمو بي.
في كل مرة كان يسمح لي أن أطرح أي سؤال يفيدني كصحفي، وأنا بدوري أحترم الخصوصية ولا تخرج كلمة واحدة من المجلس إلى أقرب الناس.
وتعرفت على حزمه وحسمه وإصراره على العودة إلى الكويت والمساهمة في تحريرها، وأكد لي سموه في رسائل فاكس من الطائف في السعودية على العلاقة الأخوية الجميلة، واللقاء في الكويت المحررة بإذن الله.
مرة واحدة في 34 عاما غضب مني عندما قمت بتوزيع كتابين من مؤلفاتي على 91 إعلاميا حضروا الملتقى في فندق شيراتون الكويت، وثارت الدنيا واهتز الحضور، وغضب كثيرون، أغلبهم أطيح برؤسائهم لاحقا، لكنني أحرجت بتصرفي هذا مضيفي سمو ولي العهد الأمين( 8 ابريل 2008).
وامتدت مساحة غضب سموه لعامين كاملين هي الحد الأقصى لغضبه مني، وعدت ضيفا عزيزا مكرما، وأكد لي سموه بقلبه المعادل لمساحة الوطن أنه سيظل الأخ القريبَ لي، وكان هذا أجمل لقاء رغم أن كثيرين من الإعلاميين الوشاة ظنوا أن القلبيـّـن انكسرا مع الكتابين!
34 عاما هي عُمر علاقة رجل دولة بصحفي، وأشهد اللهَ أنني كنت صريحا مع سموه وجازفت بالغضب مرات كثيرة حتى عندما كان وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية وقبل أن يتحدث قلت لسموه: كيف أتكلم وأئمة المساجد من الوافدين لا يستطيعون إحضار زوجاتهم وأولادهم إلى الكويت وهذا لا يستقيم مع العدالة الكويتية.  لم يعاتبني للتدخل في شؤون محلية؛ لكنه وعد بأن يصدر قرارا بإلحاق زوجات الأئمة والخطباء الوافدين بأزواجهم، وكبر الشيخ نواف الأحمد حينئذ في نظري كما لم يحدث قبلها.
34 عاما لم تتغير مشاعري قيد شعرة، فما زلت أحمل لسموه كل المحبة والمودة والاحترام والتقدير، وأيضا الشكر الخالص على سنوات الصراحة، فكان يقول لي: أنت الصحفي الوحيد الذي تحدث علانية في قلب بغداد بحقوق الكويتيين في حدودهم الآمنة، وحملتَ راية الأسرى والمختطفين، وظل موقفك من هموم الكويت ثابتا لا يتغير، في السراء والضراء.
اليوم أحتفل بعيد ميلاد سمو ولي العهد الأمين، داعيا المولى أن يطيل عُمره، وأن يهبه الصحة والشفاء والسعادة .
اليوم أبعث لسمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح رسالة تهنئة من القلب، مؤكدا لسموه شكري العميق على كل لحظة دافئة وصريحة ومفيدة وفرها لي لأكثر من ثلاثة عقود.
عيد ميلاد سعيد صاحب القلب الكبير.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...