13‏/06‏/2017

احتلال الجزيرتين!


حتى لو نزلت ملائكةٌ من السماء وأثبتت أنَّ الجزيرتين سعوديتان، فمنطقُ التاريخ والجغرافيا وصراعات الأغراب علىَ أرضنا وأطماع إسرائيل والمشروعات الممزِقة للمنطقة في المستقبل تستدعي أهمية ( احتلالهما مصريــًــا )، ومن الأفضل باتفاق مع الأشقاء في السعودية.

 إنْ تركَ الجزيرتين بين أيدي ( الأشقاء !) في السعودية يمنح الفرصة لتكالب مخيف عليهما، إسرائيل وتركيا والأردن وبريطانيا وأمريكا وإيران والسعودية ومصر، والنتيجة ستكون لغير صالح تراب الأرض الوطني المصري.

إن استدعاءَ الأوراق والاتفاقيات والتاريخ والجغرافيا من الأدراج في هذا الوقت بالذات الذي تسترخي فيه الأيدي المصرية على كل حدودها، وظهور طامعين في أرض الكنانة خطيرٌ جدًا.

 إن الرئيس عبد الفتاح السيسي جاهل في التاريخ والجغرافيا والآداب والعلوم والسياسة واللغة والتآخي الديني وحقوق الإنسان وقضايا العدل، وبالتالي فإن تصرفاته وأفكاره ووعوده وقداسة اتفاقياته الظالمة ستؤدي إلى نهاية العصر المصري على يديه، لا قدر الله.

لا تحدثوني عن مصرية وسعودية الجزيرتين الآن، فالرئيس المصري لا يسمع إلا صوت نفسه، ولا يعترف بالشعب المصري، ولا نعرف ما تحدثه به نفسه.

 إن الرئيس السيسي غيرُ أمين على مصر وحدودها ومياهها وأنهارها وبترولها وغازها وسدودها وأموالها وفقرائها، وأنا مؤمن بأن خراب مصر، لا قدر الله، سيأتي على يديه.
 إن الذين اختاروا السيسي رئيسا، وأخص بالذكر المجلس العسكري الطنطاوي وحسني مبارك والقضاء والبرلمان الأحمق وإعلام القردة، يعلمون جيدًا أنه سيعيد اختيار الحمقى والجهلة واللصوص والفلول والسلفيين والطائفيين لاعادة صناعة نفس المتصارعين على السلطة و.. المتعاونين فيما بينهم ضد الشعب.
 المصري الذي لا يرتعد، وتصطك أسنانه، وتتصادم ركبتاه، ويرتفع كوليستروله من هول خشيته على وطنه في يدي السيسي ينبغي أن يتوب إلى الله وإلى ضميره.

مصريةٌ أو سعوديةٌ، لكن الأقدام الطاهرة لجنود مصر يجب أن لا تترك الجزيرتين حتى لو وقفت الدنيا كلها ضد مصر.

 إن فتح جبهة جديدة، داعشية أو اسرائيلية أو حتى صديقة، على الجزيرتين سيجعل مصر تنكمش في حدودها وتتراجع وتفقد السيطرة البحرية.
 إن الرجل الذي لم يكن صادقا يوما واحدا في قضايا الجزيرتين، والعريش، ومذابح المتطرفين ضد أقباطنا، وعلاقته بالسلفية الإرهابية، وجبل الحلال، وتفريغ جيوب فقراء مصر، وتعويم الجنيه، وطلبات القروض ليسددها أحفادنا بدلا من استرداد منهوبات الشعب التي يحتفظ بها المخلوع اللعين ورجاله، ومليارات تفريعة قناة السويس ومستقبلها، والمليون ونصف المليون فدان زراعي التي وعد الشعب بها، والاتفاق مع إثيوبيا بخصوص الصمت على سد النهضة، والتواطؤ مع القضاء لتبرئة مبارك، وصناعة الكراهية ضد ثورة 25 يناير، وفتح المجال لأسوأ وأقذر وأعفن قوىَ إعلامية لتفجر قنبلة جرثومية في عقول وعواطف المصريين البسطاء .. كل هذا يجعلنا، أو يجعلني، متشائما من طول الصمت الشعبي.

إن المواطن المصري الذي لا يشاهد أو يشعر أو يتنبأ بسقوط وطن من أعرق وأجمل وأعظم أمم الأرض يتحمل المسؤولية كرئيسه أو أكثر.

 إن الهوس الديني الرمضاني المفتعل ممنهج من أجل تغييب وتخدير المواطن المصري، فلا يوجد أكثر من برنامجين أو ثلاثة لبث الوعي، والباقي للتخدير وجعل الدين في خدمة الطائفية والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
 إن رئيسا ذكيا ومخلصا وأمينا على مصر يستطيع أن يتفاوض مع السعودية من أجل صالح البلدين وذلك ببقاء القوات المصرية والسيطرة لمدة 99 عاما في الجزيرتين، ولكن من أي يأتي السيسي بالذكاء والأمانة والشفافية والصراحة؟
 الاخوان المسلمون فكريا وعمليا إرهابيون بكل المقاييس، لكنَّ جعلهم العدوَ الأول والأخير للمصريين فتح المجال لقوى أخرى متشددة ومتعصبة وإرهابية تتحرك في الساحة بفضل غباء قيادتنا وتركيزها على الاخوان فقط.

إن صناعة التصادم بين أبناء الشعب في قضية كانت نائمة ليس مصادفة، فالرجل يسعى لمدّ فترة حُكمه ما بقي له من عُمر، وسياسة فرّق تَسُدْ أورث الاستعمار حكامنا إياها، نحن مسلمون وأقباط، سيساويون واخوان، ثوار وفلول، شرفاء ولصوص، متسامحون ودواعش.. وفي النهاية يجلس الرجل في قصره وكأن الروموت كونترول للتفرقة بين أبناء الشعب لا يتركه من يده.

 الرئيس السيسي هو أكذب حاكم لمصر منذ عهد رمسيس الثاني، لكن أكثر المصريين لا يعلمون، ولا يريدون أن يعرفوا ويفضلون بقاء الأمر كما هو: القفا والكفّ.

محمد عبد المجيد

طائر الشمال
أوسلو في 13 يونيو 2017

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...