14‏/08‏/2018

مقطع من يوميات منقبة!



مقطع من يوميات منقبة!
مَرّتْ عِدَة أعوام منذ أنْ قررت، أو قـُرّر لي، التنقب، والتحرك كشبح أسود يخيف الأطفالَ ولا تظهر مني غير عينين مُكحَلتين تدوران في محجريهما.
الإنسان من صلصال، والجان من نار، والرجل المسلم من شهوة جنسية إذا رأى وجه امرأة ولو كانت ابنة عمه أو زوجة ابنه أو جارته أو زميلته في العمل تتدفق الدماءُ في كل شرايينه، فينتصب موضعُ العفة منه ولو كان يصلي ويصوم ويعتكف ولا ينتهي من ختم القرآن الكريم حتى يبدأ فاتحته من جديد!
هكذا علـّمني فقهاءُ عصري، وحشروا كل مصطلحات العفة والحشمة والوقار في لغة لا تـُبقي ولا تذر، لوّاحة للبشر، فهي جريمة مُكتملة الأركان، وما أسهل أن تستعين بكتب عليها غبرة، وبرجال بيننا وبينهم مئات الأعوام.
صباح أمس توقفتُ ملياً أمام المرآة فلم أشاهد نفسي، فأنا كائن نصفه موت، وموءودة لا تجرؤ أن تسأل نفسها بأي ذنب قُتلت، وأنا عار على الرجل رغم أن أنثى أنجبته، وأنثى أرضعته، وأنثى خلـّدت اسمه في رجال من صلبه، فأنا أمه وأخته وزوجته وابنته ثم يكذب مفتريا على نبي الإسلام، صلوات الله وسلامه عليه، فيدّعي أنه قال بأن أكثر أهل النار من النساء!
خلقني ربي لأتعرف على البشر، وجمع معجزته الكبرى في وجهي فوضع فيه مشاعري، وأنفاً أتنفس منه، وفماً يبتسم، وشفتين مع لسان يصنعون لغة التواصل، وبـَشرة تحّمَرّ خجلا، وتصفـَرّ مرضا، وتسّوَدّ حزنا، وتزرقّ تعباً، وتنضح صحة أو تذبل سقماً.
كل معجزات العلي القدير تحتاج إلى شرح الهدف منها ليتدبر أولو الألباب، فالنجوم مُسَخـّرات، والشمس تجري لمستقر لها، والقمر قدره منازل، والجبال أوتادٌ، والبحر نأكل منه لحماً طرياً، إلا الوجه فهو أم المعجزات، ومن تخفيه ليست فقط كمن تحَرّم ما أحل الله، ولكن كمن ترفض التوجيه الالهي بأن العزيز الوهاب خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف.
دخلت في خيمتي المتحركة وأنا أشعر بدونية لا مثيل لها، فالرجل المسلم لا يهينني فقط، لكنه يهين نفسه، ويُظهر ضعفه، ويحتقر شهوته التي تحركه فلا ينتبه لحديث امرأة أو تعبيرات وجهها الذي يفيض غضبا، أو محبة، أو طيبة، أو احتقاراً، أو بغضاً، أو مسكنة، أو إمتناناً، أو شكراً، أو ورعاً، أو رفضا، أو قبولا، أو تأكيدً لمنطق، أو إضعافا لجدال، أو شهادة أمام سلطة قضائية أو تبرئة أمام سلطة أمنية أو ...
لسان حال المسلم الأحمق يقول لي: اصنعي ما شاء لك ضميرك، ولكن بعيدا عني، فهو حارس الفضيلة ظاهرياً، اما الخفاء فأمره لي.
هذا الأحمق يمنحني كل الفرص غير المتاحة للسافرات، فأنا أستطيع أن أفعل كل الموبقات، وأمارس الرذيلة، والخيانة الزوجية، ويدخل شاب إلى مخدعي أمام ذكور عائلتي، ولا يستطيع أي منهم أن يتحقق من شخصيته فالصوت عورة.

وأنا أستطيع أن أتخفى من رجال الأمن، وأمنع معرفة بصمتي بقفاز سميك، رغم أن الله تعالى عندما قال في سورة القيامة ( بلى قادرين على أن نسوي بنانه)) كان يوجه، سبحانه، بتوأمة الوجه والأنامل ليتعرف الإنسان على أخيه الإنسان.
خرجت في الصباح وقد أوحي لي نقابي أن كل الذين مررت عليهم ذئاب شرسة، تنتظر رؤية وجهي فتبدأ فكرة اغتصابي ولو كنت محاطة بآلاف مؤلفة من البشر، وحتى الذين أعرفهم، وأعمل معهم، ويجلسون على مقاعد الدراسة بالقرب مني، وأستاذي الأكاديمي الذي يُعلمني، والرجل المسن الذي يقارب عمره عمر جدي وهو جالس أمام دكانه لا يتحرك إلا متكئاً على عصاه، كلهم يحرك روموت كونترول وجهي الشهوة في أجسادهم، فيتصارعون عمن يبدأ بالقفز فوقي، واغتصابي قبل الآخرين.
توقفت قليلا، وتأملت المشهد من جديد، وزاد احتقاري لنفسي، وتضاعفت كراهيتي للذين قتلوني دون نزع الروح مني، وأوهموني أن رب العرش العظيم سيكون في استقبالي يوم الحشر ليسألني عن زنا الوجه، وعن كل الرجال الذين شاهدوني سافرة، أضحك، وأبكي، وأغضب، وأصيح، وأناقش، وابتسم، وأمكر، وأتفاعل مع كل ما يمر بي من حوادث.
قابلت صديقة لي كانت بصحبة سبع فتيات منقبات فلم أعرفها في باديء الأمر، فكلهن متشابهات في اللون، متشحات بنفس السواد كأنهن على موعد مع جنازة أو في الطريق للقاء ملك الموت، أو في نزهة بين المقابر يلقين التحية على الثعبان الأقرع.

وقفنا نتحدث قليلا، ومرت بجوارنا سيدة تجر عربة يجلس داخلها طفل صغير، فنظر إلينا وعلامات الرعب ترتسم على وجهه البريء وكأنه يشاهد فيلما مخيفاً تتراقص فيه الأشباح السوداء قبل أن تفترس ضحيتها.
اشتقت كثيرا إلى أشعة شمس تتسلل إلى وجهي فتدفئه، ثم تحيل لونه إلى إحمرار صحي تبتهج به ابتسامتي، وتستريح نفسي، وتنفتح مسامات كانت عصية ومغلقة بسبب قطعة القماش السوداء الكثيفة.
الرجل الذكر الذي اخترع فكرة ربط العفة بتغطية الوجه سادي بكل المقاييس، فهو لم يخفيني فقط، لكنه اختار اللون الأسود الذي يمتص أشعة الشمس فيجعل حبات العرق تختلط مع خيوط القماش اللزجة لتنطلق رائحة كريهة على جانبي الأنف فتكاد تعمى منها العينان!

المصيبة أن المدافعين عن نقابي يقطعون كل يقين بشك يضحك منه أكثر الأطفال سذاجة، وأكثرهم بارعون في الشتائم، ويملكون إكليشيات يتناقلونها بينهم ويحسبونها نتاج العقل، وصلب الإيمان، وعصارة تجارب العلماء، فإذا هي تهافت التهافت، وإعوجاج جمجمة حشتها كتبٌ صفراء انقطعت عن العصرعصراً، وابتعدت عن زمننا زمناً!
كم أنا مشتاقة لأن أكون النصف الآخر السوي للرجل، فإذا به يراني الضلع الأعوج حاملة خطاياه، ومحرضته على أكل التفاحة، فعثر على الحل النهائي .. أن أقبع في الدار لا أغادره إلا إلى القبر أو بيت الزوجية الذي قد يتحول إلى قبر آخر إن كان حظي في الزواج تعيساً!
مساء أول أمس اتصلت بي ابنة عمتي المقيمة في مدينة تولوز الفرنسية، وكانت تبكي بحُرقة لأن القانون الفرنسي الجديد سيجعل وجهها مكشوفا أمام رجال ليسوا محارمها، فطلبتُ منها أن تغادر فرنسا العلمانية وتعود إلى بلدها.
لكنها قالت بأنها لا تستطيع أن تترك الامتيازات التي تتمتع بها، فهناك حرية، وقدر كبير من المعيشة الكريمة، واحترام لآدمية الإنسان، وقوانين تتعامل مع الجميع على قدم المساواة، ورجل شرطة يوقفني بلطف شديد ليسألني بأدب جَمّ عن هويتي، وحقوق لي في التعليم والصحة والكتاب والمعاش عندما يأتي أوانه.

سألتها إن كان الرجل الفرنسي يبحث في وجوه كل النساء، في الشارع، وفي المترو، وفي المظاهرات، وفي المحلات، عمن يشتهيها دون الأخذ في الاعتبار أي علاقات أخرى بين الإنسان وأخيه الإنسان؟
انخفض صوتها قليلا، ثم قالت بصراحة: الحقيقة أن الهوس الجنسي في عالمنا فقط، وأن السلطة المُعادية للشعب تجدها في العالم الثالث، العربي والأفريقي والإسلامي، الذي أنا جزء منه.

وأنهت حديثها قائلة: في الواقع فأنا أصيح، وأرغي، وأصرخ، وأبكي حتى أُرضي ذكور قومي، لكن مشاعري، وقلبي، وعقلي مع قرار منع النقاب، فمن أرادت أن تصبح مبنية للمجهول في عالم يتعارف الناس فيه ويحترمون بعضهم، فلها أن تختار بين علاقة صحية يكون فيها الوجه واجهة الإحترام والتقدير، أو العودة إلى الوطن السجن حيث ينشغل ذكور القوم برضاع الكبير، وعدم تهنئة الكفار بأعيادهم، ورفض تجاور كنيسة ومسجد، والشفاء ببول البعير، واعتبار النقاش حول كتاب ألف ليلة وليلة أهم من المطالبة بالافراج عن المعتقلين الأبرياء الذين مكثوا سنوات طويلة خلف القضبان دون محاكمة.
صديقة لأختي الكبيرة تناولت طعامَ الغداء معنا، واضطر والدي وشقيقي الأصغر إلى الانتقال لغرفة أخرى فتغطية الوجه هنا ستكون غير عملية بالمرة، خاصة وأن الإسباجتي هو الطبق المفضل لضيفتنا.
بعد الغداء جلسنا ومعنا والدتنا نتحدث عن هموم العانسات من أبناء قومي، وأدهشني أن اسمع إحصائية عن عددهن!
إنها جريمة مفزعة يشترك فيها الجميع، فالفتاة التي تقبع في دارها لا تغادره إلا إلى القبر، أو يتحدث عنها أحد لدى شخص لا يعرفها، فيصفها كما يصف البائع بطيخة غير مبقورة، وتظل السلعة موجودة في المخزن، أعني في البيت، وقد يأتي ابن الحلال أو لا يأتي أبدا، فذكور قومنا على استعداد للبحث في أقوال العلماء والفقهاء الذين مروا على الدنيا في الألف والأربعمئة عام الأخيرة، وقادرون على استدعاء شهادة الزور من الأرفف أو من افواه رجال دين يعيشون بيننا، وعقولهم وقلوبهم ونفوسهم لم تغادر القرن الثالث الهجري، وأزعم أن أهل الكهف أكثر استنارة من بعض علمائنا في عالم نظنه قد أصبح قرية صغيرة.

تذكرت وعيناي تفيضان دمعاً حاراً كل الفتيات العانسات اللائي تعرفت إليهن في السنوات الماضية، وحكاية كل واحدة مع العنوسة والحرمان والعزلة تجعل القلب الحجر ينفطر حزناً، وينشق كمداً، فتغطية وجه المرأة حال دون العثور على الزوج، والحمقى من المدافعين عن قطعة القماش التي تحجب الوجه يردون سؤالا بسؤال، فيقولون: أليس بين السافرات عانسات؟ هل من تبحث عن الخطيئة تحتاج لتغطية الوجه؟ هل الرجل الذي يتحرش بالأنثى يحتاج إلى النقاب لينحشر بينهن؟
وهكذا دواليك، إكليشيهات متحركة في قلوب ميتة وعقول خاصمت العصر كأنها اختبأت مئات الأعوام في كهف لا يعرف له أحد سبيلا!
أشعر برغبة شديدة في أن أعلن على الملأ أنني أحترم إنسانيتي وآدميتي، وأنني لست بضاعة مزجاة يخفيها صاحبها عن الأعين.

أريد أن أشهر شخصيتي، ويعرفني الجميع، وأفرض احترامي على كل من يحدثني.
أريد أن أعطي الحق لمحدثي أن يرى وجهي كما أنا أرى وجهه، فهي ليست حرية شخصية لي أنا فقط، رغم أنني أخفي وجهي بأوامر من أدعياء حراسة الفضيلة، فكل شخص يملك الحق المطلق أن يرى تعبيرات وجه الأخر، فهي مكملة للحوار، ومرشدة لما بين الكلمات، ومعبرة عما لا تستطيع اللغة إيصاله.

أشعر بخنوع شديد، فكل من هب ودب يحشر أنفه في خصوصياتي، ويتقدم الدفاع الساذخ والسخيف جهلاء وأميون وشباب محرومون من الجنس، وبعض الذين انتفخت أدمغتهم ورماً فظنوه ثقافة دينية.
الرجل يتلقى على قفاه سبعين صفعة في اليوم، ويركع للسلطة، ويغمض عينيه عن كوارث بلده، وينافق الكبار، ويرتعش أمام رئيسه، ويلتصق لسانه بسقف حلقه رعباً من سوط السلطة، ويغمض عينيه عن مئات من الأخطاء والتجاوزات وصور الفساد، ويمشي بجوار الحائط لئلا يراه رجل أمن.
والرجل هو الباحث عن الخطيئة، وهو الذي يشتري الجنس في بيوت البغاء، ويفكر كذئب قبيل اغتصاب امرأة فيظن عندئذ أن كل أصدقائه وأقاربه وزملائه ورجال قومه ذئابٌ تبحث عن حريمه.
معركة النقاب التي يخوضها الرجل نيابة عني هي نفاق مصطنع، فهي معركته هو ليخفيني، ويرتكب فواحشه كلها دون أن يتعرف أحد على من تسير معه، أو من تقوم بزيارته.
النقابُ حالة من الكراهية للأخلاق، ودعوة للرذيلة، واحتيال باسم الدين، ووسيلة صنعها الرجل ليخفي جرائمه، ويصطحب معه أمام الجميع عشيقته دون أن يرفع أحد عينيه أمامه.
أبحث عن الفضيلة في سفوري، وعن الاستقامة في وجهي، وعن الحرية في كرامتي كامرأة وأنثى، وعن دوري في مجتمع يعرفني الجميع فيه.

يزداد احتقاري لنفسي كلما زاد المزايدون في الدفاع عن حجب وجهي، خاصة أن أكثرهم هم الأبعد عن الفكر والثقافة والتحضر والتمدن واستخدام العقل واحترام.
وجهي، أيها السادة الذكور، ليس أردافي، ومؤخرتي، وخاصرتي، وحقين علاهما ند، وفخذين فوقهما كفل(!)، لكنه معجزة المعجزات التي وضعها العلي القدير فوق كتفين علاهما رأس!
وجهي، ايها السادة، هو هويتي، وبطاقتي الشخصية، والنقاط التي أضعها فوق حروف كلماتي، وهو صحتي وسقمي، ومحبتي وكراهيتي.

وجهي هو أنا، فإذا أخفيته فقد وأدت نفسي، وخنقت روحي، وأهنت كرامتي، وأصدرت أحكاماً جائرة على كل رجل بأنه ذئب يتربص بي.
معركتكم، أيها السادة الذكور، ليست من الدين، وليست من أجلي، فأنتم تخشون تعرية فضائحكم، وتبحثون عن التخفي كما يبحث زائر بيوت البغاء عمن لا تعرفه.
وجهي، أيها السادة، هو فضيلتي، وحُسن أخلاقي، ولغة مشاعري، وفخري أمام مرآتي، وحقيقتي في مواجهة محدثي.
استيقظت فجر اليوم، وصليت لله تعالى، واستخرته ليدلني على الطريق المستقيم، وشعرت براحة شديدة وأنا اكتشف نفسي لأول مرة، وعندما خرجت من الدار كان وجهي مشرقا، وتنفسَتْ مساماته وهي تتفتح أمام اشعة شمس أحالت لونه في دقائق معدودة إلى صحة ونضارة، وأفصحت عن شخصيتي، ورفعتُ رأسي عاليا فأنا معجزة خلقها الله لتلد الرجال والنساء، وتصنعهم وهم يكبرون أمامها، وتعَلـّمهم، وتربيهم، وتدفع بهم إلى الحياة أصحاء وشجعانا وعقلاء.
لأول مرة أشعر أن هويتي الشخصية ليست فقط قطعة ورق في جيب بلاستيكي، لكنها وجهي الذي أعتز به، ويحميني، ويؤكد لكل من يراني بأنني المسؤولة عن تربية كل رجال الأمة وقد خرجوا من بطني بعدما حملتهم تسعة أشهر.
اليوم تحررت، ونزعت نقابي، فأنا حامية الفضيلة، وصانعة الحب والإيمان، ومعبودة الله العلي القدير، ولست بحاجة لأنصاف أميين، وصبيان التشدد، وعشاق الكراهية للدفاع عني.
اليوم فقط أشعر أنني امرأة تستحق رضا الله، فقد التزمت بأمره، وأفصحت عن هويتي، وأعرف الناس ويعرفونني، وقد تخلصت من المحامين الصبيان المرضى بهوس الجنس.
اليوم تأكدت أن النقاب حرام .. حرام .. حرام!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو

المشير طنطاوي لمبارك: نحن تلاميذك سيدي الشيطان!



المشير طنطاوي لمبارك: نحن تلاميذك سيدي الشيطان!
أوسلو في 7 فبراير 2012
الرجاء قراءة المقال في زمنه!

عامٌ مـَرَّ وأنت في ذهني لا تبرحه إلا قليلا، فقد قضيت بجوارك ردحاً طويلا من الزمن، تعلمتُ منكَ، وغضضتُ الطـرْفَ عن جرائمك في حق شعبنا، والتزمت الصمتَ حيال كل التجاوزات والسرقات والنهب وتحويلات أموالك وانتهاكات حقوق مواطنيك مَنْ عذبت منهم، ومـَنْ أحرقتَ، ومن ألقيت في أقبية سجون لا يعرفها الجن الأزرق.
أنقذتــُك من ملايين الغاضبين الذين لو تمكنوا منك في ميدان التحرير فإنهم كانوا سيمزقون كل أنسجة جسدك فلا تبقى فيه خلية واحدة سليمة.
ثم أكرمتك في منتجعك المفضل بشرم الشيخ، وضربت بعــُرض الحائط نداءات القصاص منك، وتركتك تحرك أموالك في الداخل والخارج، وتقنن الهبر، وتجعل لصوص الدنيا يحسدونك على عبقريتك، وفي النهاية عندما اضطررت تحت الضغوطات المليونية جعلتــُك تــُحاكــَم راقدا في محكمة هزلية، وعبثية لنعلن بعدها سرية المحاكمات، فالشعب الثائر لا يحق له أن يعرف ما يدور في محاكمة القرن و.. كل القرون.

سيدي الرئيس الشيطان،
نحن تلاميذك الأوفياء وقد أثبت عام مضى أننا أقرب إليك ممن يوسوس لك، بل من قرينك الذي لا يفارقك، وعبقريتك امتدت روحُها إلينا فجعلنا المصريين بعد عام كامل من الإطاحة بك يكرهون الثورة وشبابها ومحرري مصر من براثنك والغاضبين على نظام حكم أذاقهم الويلات، وعاملهم معاملة الحشرات، وحشرهم في دائرة الفقر المــُذل تحت أحذية رجال أمن لا يعرفون الله ولا يؤمنون بمشاعر الرحمة فهي ضعف وتنازل وجبن.
الأغبياء الحمقى يظنون أننا في المجلس العسكري الحاكم وفي كل أجهزة الأمن والجيش لا نستطيع أن نجمع الخارجين عن القانون وأصحاب السوابق واللصوص والبلطجية في يوم أو بعض يوم، ونجعل مصر أكثر أمنا من كل بلاد الدنيا، لكننا لن نفعل فتلميذك خط أحمر ، كما كنت أنت من قبل، يصنعه الجبناء والمنافقون والمتزلفون والوصوليون، وحتى مجلس الشعب الإسلامي الذي يُــلـَوّح أعضاؤه بقبضاتهم في الهواء لضرورة محاكمة رجالي لا يقتربون مني، فهم صناعتي التي استعنت بصناديق الاقتراع لإيصالهم للحرم الديمقراطي شريطة أن لا يقتربوا مني، ويعبدونني كما كان أعضاء مجلس الشعب السابق يعبدونك من دون الله، بل كانوا يخشونك أكثر من خشيتهم رب العالمين.

كما اتفقت معك، سيدي المخلوع المريض العجوز، أن لا تقترب أي قوى من أموالك ولو شج كل المصريين رؤوسهم في الحائط، وفعلا وصل المصريون إلى الحدود الفاصلة بين الفاقة والمجاعة، ولم تبق غير خطوة واحدة فيفترس أكثرهم جوعاً أشدَّهم ضعفاً في ظل وضع كارثي لفقدان الأمن والأمان، وأصبح أمراً طبيعيا مقبولا أن يقف جنود الجيش والأمن كمتفرجين بلهاء أمام معارك بالسلاح الأبيض والناري حيث لا يعرف أحد من يقتل من في بورسعيد والسويس والقاهرة.
أنا أكثر تلاميذك ولاء ووفاء والتزاماً وحنيناً لعهدك، ولا تخش أن يحاسبني أعضاء مجلس الشعب من القوى الإسلامية فقد منحت لهم الفرصة الذهبية للحصانة البرلمانية وغزل السفيرة الأمريكية فكحــَّلوا عيونهم من الداخل لئلا ترى مشهدا واحدا من مشاهد حياتي معك أو بعدك، فالإسلاميون مستعدون لبيع مصاحفهم من أجل سلطة وحصانة ومال ونفوذ وسطوة على قلوب العباد.

أنت، سيدي المخلوع الراقد الحاكم الخفي، دائن لنا جميعا في المجلس العسكري، وما قمت به من تدمير مصر في ثلاثة عقود فعلت أنا ضــِعفه في عام واحد، وسيأتي الوقت الذي لا تزور غفوة نوم واحدة عيني مصري حتى يزوره ملك الموت، وقد نجحنا إلى حد بعيد، ويتمنى عودتك معظم الأغبياء والبسطاء والمغسولة أدمغتهم.
لقد قضيت ومجلسي العسكري على روح ميدان التحرير، وأصبحت المليونية ألفية، ولو قتلنا كل شباب مصر وخلعنا عيونهم بقناصتنا البارعين فإننا نضمن على الأقل وقوف الأغلبية الصامتة معنا ، وسيدعمنا الزاعمون أن الله معهم، وأن طاعة الدستور مرهونة بعدم التعارض مع شرع الله وهي الكلمة التي تحتمل كل التأويلات، ونقطع بها أعناق مخالفينا بدعوى أنها تعليمات العلي القدير.

إنني أعدك، سيدي الحاكم الأوحد في القصر أو المنتجع أو المستشفى أو السجن، أن أقوم بتعليم المصريين كيفية السير على أربع، وأن أحذية عسكرنا أشرف من شهدائهم الذين لم أحاكم حتى الآن قاتليهم أو معذبي زملائهم أو كاشفي مواضع العفة والعذرية لزميلاتهم، وسأجعل المصريين يحسدون الحشرة على حياتها وهنائها وقوت يومها الذي تضمنه ولو كانت في قفراء موحشة.
شيء واحد أخاف منه عليك وعلينا في مجلسنا العسكري وهو عودة الروح للثورة في تنظيم إلكتروني مليوني يفاجئنا من حيث لا نحتسب، فنكتشف أن كل شرفاء مصر، من شباب وشابات وأطفال وشيوخ وربات بيوت وقوى سلبية، إسلامية وقبطية، لم تعد تحتمل مهانة أكثر مما يحدث الآن يخرجون ملء مصر، ميادين وشوارع وأزقة وحواري، حتى لو ناهضهم وعارضهم وامتنع عن دعمهم العسكر ورجال الأمن وملايين من الذين أعطوا أصواتهم للإخوان المسلمين والسلفيين.
يحدثني أعضاء المجلس العسكري وهو يرتعشون عن خوفهم أن تعود روح ثورة 25 يناير فيتجمع ملايين الشباب في اعتصام كأنهم جند الله فينتهي نظامك وفلولك ورجالك وخليفتك المشير وتسقط شرعية مجلس الشعب ويبحث شباب الثورة في ثوبهم الجديد عن مزيد من حبال غليظة تلتف حول أعناقنا جميعا لتعود مصر إليهم.
وإلى أن تعود ويتكاتف المصريون فإننا لهم بالمرصاد، وستسمع في جناحك الفاخر كل يوم عن كوارث وفواجع وحرائق وقتل واصطياد وقنص واعتداء على البيوت والحرمات والنساء والأموال والممتلكات، فأنت سيدنا وإبليسنا وجحيم المصريين، واقفا أو راقداً.

أعدك بأن أظل وفيا لك ما بقي لي من عمر، فإسلاميو مجلس الشعب غفروا لي، وأهالوا التراب على ذنوبي، وصفحوا عن مشاركتي إياك لسنوات طويلة، وخــُيــّروا بيني وبين الله، فاختاروني كما فعل مجلس الشعب السابق الذي انحاز إليك ضد الله .. جل جلاله.
سيدي الرئيس،
عاش إبليس، محررنا من رسالات الله السامية والسماوية، ومن القيم والمبادئ والأخلاق والمــُثل العليا وما قيل بأن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، لأننا مؤمنون بأن من قتل المصريين جميعاً فكأنما قتل مصرياً واحدا.. عن غير قصد!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
4 فبراير 2012

محمد مرسي لم يكن رئيسا شرعيا!

محمد مرسي ليس رئيساً شرعياً لمصر!

أوسلو في 19 ديسمبر 2012
(الرجاء قراءة المقال في زمنه!)

الأسباب العشرة .. 

* الحزب القائم على طائفية وعنصرية وتمييز وأفضلية قبلية ودينية ممنوع أن يتولى الحُكمَ بحُكم القانون والعادة والتقاليد ونهج السياسة وتجارب المصريين، والإخوان المسلمون جماعة دينية قائمة على الفوقية والاستعلاء والاستعانة بالسماء في اعطاء قدسية لآرائها السياسية.


* الدكتور محمد مرسي نجح في التصفية النهائية في انتخابات بين حسني مبارك ( تحت اسم أحمد شفيق) وبينه، لذا فانتخابه رئيساً باطل .. باطل .. باطل لأنه غــِـشّ وخداع للناخب المصري الذي كان على استعداد أن يعطــي صوته لإبليس لو ترشح أمام مبارك( تحت اسم أحمد شفيق) .
* الدكتور محمد مرسي غير مؤهل عقليا وثقافياً وإدارياً لمنصب رئيس الجمهورية، لكن الجماعة الفاشية هي التي ضغطت عليه وجعلته في صدارة المشهد السياسي المصري.
* الدكتور محمد مرسي أعطــى لنفسه مئة يوم لتبيان قدرته على الخروج بمصر من عنق الزجاجة، فزاد الفساد، وتضاعفت أزمات مصر، وتفشت المحسوبية، وظــهر وجه قبيح للاستبداد ممثلا باستغلال الدين، وانحاز للاستغلال حتى وهو يزعم أنه غير قادر على اعادة النظر في اتفاقية التنظيف الذي تحصل فيها شركتان على خمسمئة مليون جنيه مما يعني أن الكبار يحصلون على نسبة معينة.
* الدكتور محمد مرسي لا يتحدث في قضايا وهموم المواطن المصري لكنه يحكم الشعب بلغة هلامية دينية يدغدغ بها مشاعر البسطاء وهو نوع من الكذب والخداع وعدم الأمانة مما يستدعي اقالته على الفور.
*الدكتور مرسي عقد صفقة مع طنطاوي يبريء بمقتضاها جرائم الجنرالات ويتولى الحكم، على أن يقوموا بحمايته من أي انقلاب.
* الدكتور محمد مرسي زعيم جماعة يمنحها الأولوية قبل شعبه، ويغض الطرف عن جرائمها، ويحتقر المصريين حتى وهم يخرجون بالملايين يرفضون سطوته واستبداده واعلانه الدستوري، ويلامسون القصر، يرفض الخروج إليهم وتوجيه كلمة وتهدئة مخاوفهم، فهم من وجهة نظره ليسوا شعبه، إنما جماعته الفاشية هي شعبه الذي يحميه. فجاؤوا من كل صوب وحدب بأوامر من المرشد والشاطر ليحلوا محل الأمن والحرس الجمهوري والجيش كأنهم عصابات إجرامية وليسوا النصف الآخر من الشعب الذي يحكم رئيسهم، فكيف يخرجون لمطاردة منتقديه.
* الدكتور مرسي غليظ القلب، لا تتحرك مشاعره لقتلى وجرحى ودماء، وكان من الممكن أن يوجه كلمة إلى الشعب كله، ويدعو أنصاره إلى المكوث في بيوتهم ليتركوا منتقديه ويعرف حجمه الطبيعي، لكنه تعامل مع المصريين على أن مناهضيه مجرمون، ومريديه مدافعون عن الإسلام.
* الدكتور مرسي ارتكب أكبر جريمة لرئيس مصري وذلك عندما أهال التراب على عامين من حُكم طنطاوي، وعلى منهوبات مصر من أموال بواسطــة العائلة العفنة للمخلوع، وجعل هدف الثورة هو الدستور والاستفتاء، وترك مجرمي الفتاوى يسدون كل فتحة تهوية في مصر ليتنفس المصريون إبداعاً وفنا وأدبا وحضارة، ووضع لبنة إمارة إرهابية مكان مصر العظيمة، فجاءت قناة المنقبات وظــهرت خفافيش تهدد فئات المصريين الذين يرفضون استغلال الدين فجعلتهم جماعته كالكفار يحل قطــع أعناقهم.
لكل هذا وعشرات .. ومئات من جرائم مرسي وجماعته وحلفائه ومريديه في وقت قصير فهو منزوع الشرعية والصلاحية حتى لو أقسمت كل صناديق الاقتراع أنها شاهدة على نجاحه.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 19 ديسمبر 2012

ماذا لو حكمَ مصرَ حمارٌ؟

مــاذا لـــو حـــكــــمَ مـــصـــرَ حـــمـــارٌ؟
هذا العنوان ليس مِزحة أو نكتة أو تهكماً أو سخرية لاذعة، لكنه حقيقة جدّية لم يدر بذهني أنها تعني شخصاً، إنما رصد لتجارب مئات السنين حكىَ لنا التاريخ شطراً منها، وبقي ما تحت جبل الجليد الجزء الأكبر.

لو تسلل الآن إلى القصر الجمهوري في مصر بعيداً عن أعين المتظاهرين، مع أو ضد السلطة، حمارٌ، وسرق كرسي العرش، وأصدر بيانه الأول، فإنني على يقين من أن ثلاثة ملايين على الأقل ...سيدعمونه بعد أسبوع من استيلائه على السلطة.
وبعد ستة أسابيع سينحاز إليه بعض كبار الكبار في الدائرة السياسية والدينية التي تهيمن على الدولة.
وبعد ثمانية أسابيع سيلقي خطيب أحد المساجد خطبة دينية رائعة يستشهد فيها بكل الأقوال المقدسة على أهمية طاعة الشعب لسيدنا الحمار.

سيثور ضده شباب أطهار، وسيدعون لمليونية، وسيسخرون منه في رسومهم وأشعارهم ورقصاتهم، لكن سيدنا الحمار يستطيع أن يُجيــّـش بعد شهرين من تسلـُـمه الحُكم مثقفين وعلماء ورجال دين وجنرالات وضباطا كبار وإعلاميين ومحرري صفحات مؤثرة في القراء

سيؤكدون أنه الأفضل لحُكم مصر، وأن أفكاره عبقرية، وأن الخير على يديه، وأن مستقبل مصر المــُـشْرِق بين يدي سيدنا الحمار .
سيبتسم القاريء العزيز ويظن أنني أسقط كلماتي على شخص أو زعيم، لكنني أراها حقيقة متكاملة ونزيهة وموضوعية.
ربما يعترض في اليوم الأول أغلبية الناس عندما يقف سيدنا الحمار أمام ميكروفونات كل القنوات المصرية والأجنبية، و
بعد وقت وجيز يبدأ أحدهم من نهاية القاعة بالتصفيق، فينظر إليه الحاضرون بازدراء، ثم ينضم إليه مُصفِّـق جديد، ولن تمر ساعة حتى تهلل نصف القاعة للقرارات الرشيدة لسيدنا الحمار.
هذه هي سيكولوجية الجماهير في كل زمان ومكان مادامت هناك أمية وجهل ونقص في الوعي السياسي وتلذذ بالعبودية الطوعية وأخطر الأخطرين هو التبرير القائم على قداسة الفرد.
لاتضحكوا، أرجوكم، فأنا لم أكن أكثر جدية وواقعية وعقلانية من قبل، ومن لا يُصدّق فليقم بمساعدة حمار على التسلل إلى القصر الجمهوري، ويتركه يكتب بنفسه خطابه إلى الجماهير.
ماذا لو زعم الحمار أنه مبعوث العناية الالهية، وأنه سيحكم بالمقدس، وأن من لا يؤمن بحديثه فلن يعرف الجنة في الآخرة؟
أكاد أقسم أن كثيرين سيرفعون رايات خفاقة عليها اسم حمارنا العزيز، وربما يصدر أول كتاب عن عبقريته بعد أربعة أيام من تولــّـيه السُلطة.
كل القادة الحمير الذين حكموا دولا في العالم الثالث لم يصدّق أحد في الساعات الأولى أن الحمار سيصمد يوما أو بعض يوم، ثم تأتي العادة التي يعقبها دهشة الجماهير من المعارضة السخيفة والظالمة التي تشكك في عبقرية السيد .. الحمار!
الكذب ثم يأتي التبرير، اعلان الحرب وبعدها تفسير السبب، اعتقال أبرياء ثم البحث عن تهم جاهزة، القاء خطاب أحمق وبعدها سيتبرع الأحمق منه لشرح عبقرية ما وراء الكلمات.

شغلتني كثيرا وفي كل كتاباتي تقريبا فكرة المستبد والشعب، ومازلت عند رأيي في أن المستبد هو الذي يصنع شعبه وليس العكس.

كل قاطعي رقاب الشعوب من الطغاة عثروا بسهولة على مسرور السياف، وبإشارة واحدة من بول بوت تحول الكمبوديون إلى وحوش كاسرة، وبإيمائة من منجستو هيلامريم تمكن الجنرال من قتل ربع مليون من أبناء شعبه الإثيوبي في أقل من عشر سنوات.
الحاكم يصنع عبيداً أو مخزني قات أو هولاكيين صغاراً أو يجعل في كل بيت نصفاً من الجواسيس على النصف الآخر.
وإذا تمرد الشعب أو فئة منه أو الربيع، أعني الشباب؛ فليس هناك أفضل من فتح الباب لسارقي الثورات الذين تعاونوا سنوات طويلة، معارضين أو موالين، ليستمر الرئيس أو الحاكم أو الزعيم أو الحمار في ركلهم وصفعهم.
سيقول قائل: هذه أضغاث أوهام لعدم الثقة بشعوبنا المناضلة في العالم الثالث، لكنني هنا أتحدث عن طبيعة الخنوع الإنساني في صناعة المقدس حتى لو كان طفلا معاقا ومتخلفا في قرية فسيجعلون منه مبروكاً يشفى المرضى ويخصب العاقرات، وفي النهاية سيقولون بأنه وليٌّ من أولياء الله الصالحين.
يكفي أن يسير الحمار فوق البساط الأحمر، ولا يرتجف أمام الجماهير، ويصنع بيانا أو دستورا أو جمعية أو جماعة أو بركة أو وعداً بالجنة أو خيرات تتنزل على مريديه من حيث لا يحتسبون.
لا أبالغ إذا قلت بأن طاعة الناس للحمار ستبدأ قبل الخطبة بوقت طويل فهي استعداد إنساني بحت في عالم مليء بالأمية والجهل وبهجة الطاعة ولذة العبودية المختارة .
ولكن كيف نقنع الناس بمكانهم الطبيعي وبإنسانيتهم وبأن الكرامة هي نفخة روح الله فيهم؟

محمد عبد المجيد

طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج

الرجاء لمن يُعلّق أنْ لا يشير لاسم أي زعيم في تاريخ مصر، فالموضوع ليس شخصنة؛ إنما قراءة في سيكولوجية الأسياد والعبيد، أعني الكفّ والقفا!

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...