10‏/11‏/2016

11/11 ذكرى رحيل أبي عمار!



رحمه الله رحمة واسعة فهو يمثل التاريخ الحديث لفلسطين والفلسطينيين. سلبيات وإيجابيات. تحفظاتي الكبرىَ كانت على موقفه من الغزو العراقي للكويت، ودعمه لصدام حسين فأعطىَ الفرصة للكيان الصهيوني ( فإذا كنتم تهللون لاحتلال عربي لبلد عربي، فلماذا تعترضون علينا؟). 

وكان من الممكن له، رحمه الله، أن يطلب من الفلسطينيين عدم التدخل في شؤون مضيفيهم، (الكويت ولبنان والأردن).
كان متقشفا في الملبس والمأكل، لكنه ترك أصحاب ربطات العنق الأنيقة يعيشون ببذخ، ويتبضعون في أسواق تل أبيب، وأعطى المناصب الكبرى للقادمين من تونس.
كان يعرف تاريخ قضيته جيدا، لكنه يعرضها بلغة عربية ركيكة، وإنجليزية مفككة.
صنع ثقافة القبلات الحارة والأحضان بين الزعماء حتى لو كانوا خصومـًـا.
لم يرق لي مطلقا أن تكون هناك حواجز فلسطينية في شوارع لبنانية، فينزل الأب اللبناني من السيارة ويُهان تفتيشـًـا أمام أولاده من ضيوف على أرضه!
تحمّل طغيان الطغاة الذين وقف معهم، وتحمّل مهانة الأثرياء الذين وقفوا معه.
كان رائعا في العلاقات الاجتماعية مع الغرب، فحصل على لقب إرهابي ثم .. حصل على ثلث جائزة نوبل للسلام.
كان لا يفرق بين مسلم ومسيحي، ويفتخر أمام الغرب أن ربع شعبه من المسيحيين.
لم يخجل من لهجته المصرية فهي تُذكّره بجمال عبد الناصر.
لم يقم، رحمه الله، بعملية تطهير لقيادات فلسطينية حوله، ألسنتها مع القدس و.. قلوبها في تل أبيب.
كانوا جميعا صغارًا بجواره، وأصبح صغيرًا عندما أطلق صيحة: مرحى للحرب، فظن طاغية بغداد أنه سيفتح العالم.
كان بإمكانه أن يطلب علنا من الفلسطينيين في الكويت والعراق رفض التعاون مع قوات الغزو، لكنه لم يفعل، بل طلب استفتاءً كويتياً شعبيــًــاعلى شرعية حُكم شرعي يحكم الكويت قبل أن يولد أبو عمار بمئتي عام.
أخرجوه من بيروت بعدما نزلت فوق رأسه قذائف لم تشهدها الحرب العالمية، وتفرج العرب عليه، لكنه لم يلعن وطنه العربي الكبير.
وضع يده التي حملت السلاح في أيدي القذافي وزين العابدين بن علي وصدام حسين والحسين بن طلال وعشرات غيرهم ظنا منه أنهم سيدعمون شعبه، فتآمروا عليه.
له ما له، وعليه ما عليه، تغمده الله بواسع رحمته.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 10 نوفمبر 2016

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...