24‏/12‏/2018

أمة ترفض الشفاء وتستمتع بالمرض!

أمة ترفض الشفاء وتستمتع بالمرض!
المشهد المصري في كل المؤسسات يتصدره الآن جاهلون وأنصاف أميين وأعداء العقل وخصوم المنطق وحُماة الفساد.
المشهد المصري من رئيس الجمهورية مرورًا بخَدَمِه، أي الوزراء والمحافظين والإعلاميين والصفوة وليس انتهاء بالأكاديميين والمثقفين وضيوف الفضائيات هو مشهد بائس وفقير الفكر وضعيف الحجة.
المشهد المصري يُمهّد لسقوط وطن خائف وسلبي وكنـَـبي(من الكنبة) ينظر ببلاهة منقطعة النظير لسلسلة في رقبته ويصفق لمن يسحبها فيجره على أرض متسخة؛ متوجها إلى المجهول.
المشهد المصري الذي لا يخلو من الضحك الهستيري في فصول تستحق البكاء هو مقدمة للهزيمة النفسية والعاطفية والدينية والعلمية والفكرية.
المشهد المصري المعادي للمعرفة، وغير القادر على الإنصات الجاد، والرافض لتحريك ماء البحيرة الآسن خشية النظافة والدخول إلى العصر، حالة من العبودية الطوعية المعلقة بالجهل والخائفة من القضاء على الفساد لئلا تستنشق هواءً نقيا يأتي من رئة العقل والوعي والثقافة والفنون والآداب.
المشهد المصري يتصدره أناس يتباهون بالجهل، ويفتخرون بعدم المعرفة، ويتعجلون الجملة الأخيرة في فقرة لم تكتمل.
المشهد المصري يشبه حالة رجل يتلوىَ في الوحل وهو يضحك بهستيريا ولذة ومتعة ثم يُصرّ أنه كان يغسل جسده وروحه وعقله بالماء المقدس.
المشهد المصري المريض تغمسه السلطة التنفيذية ومعها القضائية بدعم خاوٍ من التشريعية فإذا بالمصريين يحتفلون به كأنه يوم عُرس أم الدنيا.
المشهد المصري مُجمدّ، وبارد، وصُلب .. مربوط في أساسيات مُثبـّـتة في تواريخ مجهولة فتقف شخوصُه تدافع عن خيال المآتة.
المشهد المصري ليس مرتبطا بالسماء في أي صورة من الصور حتى لو احتشد الملايين في مساجدهم وكنائسهم زاعمين أن الله في الداخل ومتناسين أنه، جل شأنه، في أنفسهم وعقولهم وصدورهم ومشاعرهم.
المشهد المصري حالة خادعة من الدروشة الدينية والإعلامية والسياسية والثقافية والفنية والسلوكية والتربوية فأينما نظرتَ إليه تنعكس على صفحته المهتزة صورتُك وكأنك سكير في فرح كل الحاضرين فيه يتلقون العزاء وهم يرقصون.
المشهد المصري في كل جوانبه يستحق اللطم ولكن أكثر اللاعبين فيه يهنئون بعضهم البعض.
المشهد المصري أينما أبصرته أبكاك لو عرفتَ أن فيك نفخة من الرحمن، فإذا دخلت صيدلية أو مستشفى أو مدرسة أو جامعة أو برلمانا أو معملا أو مؤسسة مالية أو محكمة أو سجنا أو مسجدا أو كنيسة أو استديو في التلفزيون أو مدافن أو مشرحة أو مكتب رئيس الدولة، فيبدو المجتمع قد تلقى حقنة تخدير دينية خاطئة وضعته في غيبوبة، كان المفترض أن توقظه أو تطلق وعيــَه.
المشهد المصري لا يختلف عن لحظات سقوط أمم فضّلت الاستمتاع بعبقرية البلادة وبهجة الجهل وحماقة الصمت.
المشهد المصري حالة من النوم الجماهيري الشعبي فإذا أيقظت نائميه صفعوك بألسنة حداد، فيعاتبونك على أنك لم تتركهم في كهفهم غافلين.
المشهد المصري مغرور بمعرفة جاهلة، وبفساد رفضت الحكومات المتعاقبة ومعها رجال الدين والقضاء والإعلام أن تقضي عليه.
المشهد المصري المدفون في تاريخ مجهول يعبّ من مروياته غير الموثـّــقة ما يظنه وقودًا لقافلة تسير فإذا هو لجِمال بَرَكَتْ، والتصقت بالأرض فلا تبرحها قبل أن يأذن لها سيّدُ القصر.
المشهد المصري ترتعد كل مساماته من سوط وصوت وعلى المصريين أن يحتفلوا بالموت والظلام وسط أضواء خافتة أو باهتة من سارقي رسالات السماء.
المشهد المصري عاد خمسة آلاف عام يسأل أهل توابيت صمّاء فوجدها أكثر ازدهارًا وتحضرًا وكرامة وعدلا.
المشهد المصري السرادقي لا يبكي فيه إلا القلة العاجزة على التغيير، فالكثرة تتربص بأي حركة نهضة أو يقظة أو وعي أو شجاعة.
المشهد المصري لا يؤمن فيه المصريون بأن مصر بلدهم، إنما هي للأسياد فقط مع بخور كهنة المعبد وأوغاد الإعلام وفساد القضاء.
المشهد المصري موبايلاتي، أي تفاصيله داخل هذه العلبة الصغيرة التي لا تسمح لأحد أن يتابع ثلاثة أسطر من المعرفة حتى ينتقل إلى الترفيه.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 24 ديسمبر 2018

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...