21‏/06‏/2022

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

 لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!


كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء وفتيات مصر.
ومرتْ السنوات، وتدعوش الوطن الأم، وتسابقتْ التيارات الدينية لخداع الله بالمزايدة زاعمين أن المسلمين يجمعون ليوم القيامة الحسنات.
وأصيبتْ الأُمة بخبل الأوهام الجنسية فكل همسة، ونظرة، ومصافحة، ووجه مكشوف، وخصلات شَعْر تتنفس الهواء والشمس يتم تأويلها وفقا للأعضاء التناسلية للمسلم الحديث، عضو جماعة دينية مُكوّنة من لصوص، وحشاشين، ومخادعين.
وبعدما كان حِجابُ الشَعْر اختيارًا لإرادة أنثوية حرة واحتراما ذكوريا من الرجل؛ أصبح سباقا خبيثا وسخيفا لفرض السطوة على بنات حواء، واقناع البلهاء أن مهووسي العصر الحديث اكتشفوا خلايا البورنوجرافيا في شَعْر رأس المرأة، حيث لم يكتشفها علماء وفقهاء طوال مئات السنوات.
وكما قال أحد قيادات الاخوان المسلمين أنهم وصلوا إلى التحكم في المجتمع عندما تحجبتْ النساء، والحقيقةُ أن العبودية الذاتية وصلتْ لمنتهاها؛ حتى أن المرأة المسلمة تجلس بجانب زوجها وهو ينصت بحماقة لخطيب أو داعية يشرح للرجل عن مكافأة رب العزة له بتهيئة أكثر من سبعين من الحور العين، تساعد كلَّ واحدةٍ سبعون وصيفة، ومهمتهن جعل العضو الذكري للرجل منتصباً في الانتقال من حورية إلى أخرى، ولينتظر رب العرش العظيم ملايين السنين حتى يتوجه له الجائعُ جنسياً بالشكر و.. التسبيح.
كنت مغتبطاً بالحجاب لنصف قرن مضىَ، وعندما زاد إيماني، وصبغ إسلامي بالإنسانية، وتملـّـكني التسامحُ، وارتفعتْ مكانة المرأة لديَ، أم وزوجة وأخت وابنة، أصبح حِجابُ الشَعْر للمرأة على مبعدة سنوات ضوئية من عقلنة ديني.
كنت ساذجاً فظننته من الدين، وبعد خمسين عاما من الخبرة، والتجارب، والفكر، ونضوج الإيمان تعرّفتُ على الجانب المخادِع فيه، حتى أنَّ المدافعين عنه يخرجون من طور الإنسانية إلى التحشيشية في حالة الدفاع باستماتة؛ ويستميلون الجهلة و.. أنصافَ الأميين.
في خلال سنوات قليلة تحت سطوة الديكتاتورية، والمزايدة الالكترونية من دواعش اللسان والفكر أصبحتْ هناك تسع محجبات من كل عشر مسلمات، وسبع منهن تتمايل أردافهن ونهودهن؛ فبعدما كان الرجل يصطاد، أصبح يُصطاد من مواضع أخرى.
قلة نادرة مَنْ تغطي شَعْرَها عن قناعة، مخطئة أو مصيبة، فالعقل الجمعي هو الذي يدير المعركة لصالح السلف والاخوان والدواعش وبوكوحرام وطالبان وعشرات من التيارات المجنونة والمهبولة والمتخلفة والجنسية التي أرهبتْ المرأة وجعلتها تظن أنها أوامر الله.
كنت فرحاً بالحشمة الذاتية قبل النضوج؛ ثم اكتشفتُ أنَّ تيارات الجنس هي المنتصرة بدهائها على غباء المرأة المسلمة.
أنا مسلم ومؤمن وملتزم بأوامر رب الكون العظيم، لذا أكره الحجاب.. رمز انتصار جماعات التخلف والتأخر والكذب على الله وتزوير الحقائق وتعبيد الطريق لوصول أيّ قِرْد في العالم الإسلامي ليحكم، ويسطو، ويعتقل، ويُعذّب، وينهي عصرَ إنسانية المرأة.
لو أنني قرأت بصوت مسموع هذا المقالَ على رواد غُرزة مُخدرات من المسلمين فسيصرخون في صوت واحد بأنني لا أفهم الإسلام كما يفهمونه هُم، ويعودون بعد الصرخة الغاضبة إلى جلسة(الكيف)؛ فقد دافعوا عن قِيم الإسلام.
خَلــْـعُ غِطاء الشَعْر يحتاج إلى شيئين: الشجاعة، والإيمان بأن اللهَ أكبر!
وأعترف أخيرا بأنني مهزوم كما هُزمت في كل معاركي: محاربة الطواغيت، فضح الدُعاة، خنزرة الإعلام، النقاب، تحرير الأبرياء في السجون والمعتقلات، نزع الخوف من الأجهزة الأمنية....

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 20 يونيو 2022

24‏/04‏/2022

النضوج عشر سنوات في كل عام!

النضوج عشر سنوات في كل عام!
سألني صديق: هل يمكنك تلخيص تجارب حياتك في فكرة واحدة وقد بلغتَ من العُمر ثلاثة أرباع القرن؟
قلت له: فكرة تموت فور الجهر بها؛ لا أظنها تصدر عني، ولكن فكرة تحتفظ بها مع روحِك فلا ريب في أنها مختصر عُمري كله!
ثم أردفت: ضاعِف تجارب حياتك بإزاحة كل الخطوط الحمراء التي تعرقل مسيرتك الإنسانية؛ فكلما تكثفت الممنوعات والمحظورات، تراجعتْ إنسانيتك وزادت القيود في معصميك و.. عقلك.
أكثف الخطوط الحمراء هي تلك التي يضعها على عقلك المتحدثون الكاذبون باسم السماء؛ فكلها تقريبا تهديد، ووعيد تعقبها وعود بمكافآت أخروية، كلما مرَّ زمن أضاف إليها أو حذف منها بحيث يصبح القفص الذي يضمّك أضيق من القفص الصدري الذي تضمه!
تعلــّــتُ أن حريتي واستقلاليتي وشجاعتي وسعادتي في ركل القيود التي يضعها المتلاعبون باسم السماء، والترهيبيون باسم السلطة السياسية.
لو عاد بي الزمن إلى الوراء لمسحت كل الخطوط الحمراء، ووضعت بدلا منها خطوطا خضراء قد تميل إلى الأحمر البسيط بفضل تعاليم دينية مقبولة وأخرى وطنية تحترم قوانين العدالة.
كلما زادت الخطوط الحمراء، اقترب منك زمنُ عبوديتك حتى تصبح أنت وكلب السلطة توأمين، وتتحول مع العبودية المقدسة إلى طاعة أوهموك أنها تُرضي السماءَ فإذا هي ملتصقة بالأرض.
قابلت في حياتي الطويلة أسيادًا من القصر أو من المنبر يجــُــرّون شعوبا لا تعرف قيمة السعادة في الحرية، ويستعذبون المذلة وتطربهم المهانة.
ابدأ يومَك بمسح خط أحمر، والذي قد يكون رجلا أو داعية أو صديقا يسيطر عليك أو قوة غاشمة داخل يونيفورم عسكري أو شُرطي أو صاحب سطوة مالية أو كاتبا أو إعلاميا أو مُربيا فاشلا في جعلك تحب الحياة.
شكك في كل ما حولك حتى لو لم تنبذه أو تطرده أو تصارعه؛ لكن الشك والارتياب وعدُ التصديق للوهلة الأولى وهو يفتح لك الطريق إلى أول أنفاس الكرامة والحرية والإنسانية، وبغير ذلك ستتكاثر عليك القيود المجتمعية، وتـــُـتــْعسك القيود الداخلية فتظنها إيمانا أو طاعة واجبة أو احتراما لبلاهة الوهم المقدس.
ضع علامة استفهام أمام كل جملة تقرأها، أو تسمعها ولو كانت في أحشاء أي كتاب مقدّس، وعلامة الاستفهام تختلف عن الإنكار، بل إن الاستفهام بداية الطريق للإيمان المطلق النظيف والطاهر والعقلاني.
عندما تُفرج شفتيك، وتفتح فاك، وتبدي دهشتك من أفكار غيرك فأنت قد تدخل المصيدة من حيث لا تدري، فلم يُخلـــَـق على وجه الأرض من التراب أو من الطين الإنسان المعبود ولو كان داخل مئة قصر أو ألف معبد.
اصفع الكبير بينك وبين نفسك، وامسح قداسة كل تواريخ العالم، ولا ترفع أحدا فوق رأسك؛ حينئذ قد تكتشف أنك أكبر وأشرف وأسمى وأعظم من معبودك الأرضي.
قُم بينك وبين نفسك بتكذيب كل الحكايات الماضوية والسلطوية، ولا مانع أن تعيد رسمها في تقدير واحترام جديدين عن قناعة يقينية.
هل جربت السعادة المطلقة؟
إن لم تكن قد فعلت من قبل؛ فعليك أن تمسح كما تفعل مَسّاحة التلميذ ما كتبه بالقلم الرصاص، وقُل لنفسك عن مُعلمك: لعله مخطيء!
كل الطغاة في أركان الأرض الأربعة يعتمدون على صمتك المرتعش للخطوط الحمراء، ويفعل مثلهم الكاذبون باسم السماء على الأرض.
أنا مؤمن ولي عشاق من المخلوقين من طين وتراب الأرض، لكنني أحطــّـم عشاقي كما يفعل الطفل مع ما يصنعه على شاطيء البحر، أو يركل لعبتــَـه إذا غضب منها.
هذا هو ملخص تجاربي الحياتية في ثلاثة أرباع القرن!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 24 ابريل 2022
Hany Nor، Ahmed Ibrahem وشخص آخر

31‏/03‏/2021

الدجّال الذي أتعاطف معه!

 الدجّال الذي أتعاطف معه!


الشيخ محمود المصري ذو الابتسامة الدائمة والبلهاء أحد أقطاب الدجل، ويستضيفه التلفزيون المصري كثيرًا، وهو في علوم الحياة جاهل؛ لكنه عالم وخبير بالحياة الجنسية للأنبياء!
يحكي عن رسولنا الكريم، عليه الصلاة والسلام، الذي أدَّبَه ربُّه فأحسن تأديبَه أنه كان يملك قوة جِماع جنسية تعادل ما لدى أربعة آلاف رجل فحل، ويمر على زوجاته كلهن في ليلة واحدة، وبغسْل واحد، هذا فضلا عن المشهيات، أي ما ملكت يمينه.
ثم يبتسم.. ثم يضحك وينظر إلى المستمعين البلهاء مستمتعا بصناعته للمسلم الأحمق.
الشيخ محمود المصري يحفظ عن ظهر قلب علامات الساعة، الصغرى والكبرى، فهو يظن أن الله يتعامل مع خلقه كما يتعامل الحاوي بالقبعة والثعبان(معاذ الله)، ويحدّثك عن المسيخ الدجال الذي له عين واحدة في جبهته مكتوب عليها(كفر)، ثم عن نزول عيسى بن مريم ليكسر الصليب ويقتل الخنزير، رغم أن أي طفل رضيع يمكنه أن يكسر الصليب في غرفة الألعاب في بيته، أما الخنزير فهناك مليارات منها فلماذا لا يقتل فرس البحر أو سمك القرش بدلا من الخنزير الطيب الذي لا يهاجم أحدا، ولا يفترس بريئا مثلما يفعل الإنسان.
الشيخ محمود المصري يُذكّرني بفيلم جاك نيكلسون: "أحدهم طار فوق عش الوقواق"، الذي تجري أحداثه في مستشفى للأمراض العقلية.
إذا شاهدتَ هذا الداعية عشر مرات متتالية فأنا أعدك أن تكون ليلتُك الحادية عشر في الخانكة!
الشيخ محمود المصري مصنوع في دولة سلفية تهدف إلى إبعاد الناس عن التمرد والاحتجاج والتعرف على الديكتاتور واللصوص والفاسدين والسجّانين، وهنا يأتي دور التحشيش المقدس مع وضع آيات قرآنية سامية داخل المخدرات الدينية.
ليس شريرًا كأكثر الدعاة، لكنه عبيط ومتخلف ومهرج ومبتسم وغير شتّام مثل وجدي غنيم أو المرحوم عبد الحميد كشك!
مصر سقطت في بئر السلفية المليئة بمياه خضراء آسنة، تشرب منها كل صنوف الرجعية والداعشية والطالبانية والجنسية.
الغريب أن هؤلاء الحمقى، منهم الطيبون ومنهم دون ذلك، يؤثــّـرون في أكاديميين ومثقفين ومتعلمين وضباط جيش وشرطة، بل في رئيس الدولة نفسه.

إن الذين اختاروا مصر لصبّ الصرف الصحي المقدس في أدمغة أبنائها كانوا يعرفون أن المصري يولد ويظل طوال عمره مُقيــّـدا للسير خلف طاغية عسكري أو درويش ديني.
عقلية الشيخ محمود المصري تعادل ما في ذهن طفل في الثانية الابتدائية، لكنها يقود أمّة من بُناة مستقبل أعرق حضارات الدنيا.
إنه الشيخ الداعية الأهبل الوحيد الذي أتعاطف معه؛ فهو ليس مسؤولا عن مُخاط مُخِّه السائل فوق لسانه.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج

آخر المحتالين المحترمين!


آخر المحتالين المحترمين!

أفشل داعية ممثل؛ ربما لهذا تراصت أصفارُه في حسابه البنكي عن يمين آحاده!

كلما لخبط، وخربط، وبهرج مع مسكنة ظاهرة جذب إليه ملايين من الشباب الموعود بفرص عمل لا تحتاج لخبرة؛ إنما لأدعية بالقرب من الحرم الشريف.
صاحب أسوأ لغة عربية في الدعاة الممثلين والمهرجين، فقد دخل مجال الدعوة الإسلامية قبل أن يضع قدمه على ألف باء ضادنا، لذا كان التفسير عصيــّا عليه، فزاد إقبال الشباب على حكاياته.

عمرو خالد يأتي إلى الدرس وقد حفظ عن ظهر قلب حكايات انتقلت إليه عبر مئات الأعوام، ولما وصلت، تكون قد أُهلكت، وبهتت، وتغيرت عشرات المرات؛ لكن المسلمين مستعدون لتصديق أي متحاوريّن مرّا بالقرب من خيمة في يثرب منذ أربعة عشر قرنا!

عمرو خالد تمكن من اقناع الشباب بالحجاب والنقاب والفصل بين الجنسين وانتظار تدخل العناية الإلهية لكي تتغير أوضاعهم المادية!

وفُتحت له أبواب في كل مكان، فهو القادر على تخدير الوعي الشبابي حتى أنهم صدّقوه عندما طلب جهرا من الله، عز وجل، أن يغفر للمشتركين على صفحته، وتعمّد أن لا يدعو للآخرين، تماما كبائع الفجل الذي يعدك بالجنة إذا اشتريت منه، وبالحور العين إذا اشتريت أيضا الفلفل الحار.

أي مثقف وقاريء جيد ودارس للدين يكتشف منذ أول فقرة أن عمرو خالد ساذج ووصولي وغير مقتنع بما يقول، وجاهل إذا أخرجته مما قام بحفظه، وقف ببلاهة لا يفهم ما تقول!

ليس شريرا مثل وجدي غنيم وأبي إسلام وآيات عرابي ومحمد حسان؛ لكنه متخلف عقليا كمعظم الشيوخ الدعاة المحدثين، ومن قال بأن شبابنا وحكومته وبرلمانه وإعلامييه يريدون داعية فيه ذرة ذكاء أو جزيء معرفة أو رائحة عقل يعمل؟

ضحك على الساذجين بمشروع صُنّاع الحياة ووعد بعشرة ملايين وظيفة، وجمع أموالا طائلة تعادل ما جمعه زميله محمد حسان، وتبخرت الأموال كما فعل الريان في شركات نصب واحتيال وتوظيف باسم الدين.
نصبَ على السعودية في مشروع الدجاج الحلال فدخلت حساباته أموال حرام، واعتذر بعد ذلك!

ثم قفز على إعلان عطور عبد الصمد القرشي، واكتشفه المضحوك عليهم، ولم ينفعه الاعتذار مرة أخرى.

في عصرنا الحديث تستطيع أن تبيع كوكب الزهرة أو عطارد للمسلمين شريطة أن تستشهد بالقرآن الكريم، ككل المحتالين، وتحصل على الثمن مضاعفا!

كل أتباع الأديان مهيأون للضرب على القفا، أما المسلمون فيتدافعون للمحتالين والنصّابين والغشاشين بأقفيتهم، ما دام الداعية قد أخذ عهدا على الله أن يدخلهم رحمته، ويمنحهم الحور العين، ويجعل الجنة أخصب مكان لممارسة الجماع ليلا ونهارا!

يغضبني أكثر الشيوخ الدعاة لأنهم أشرار ومحتالون وكذابون وطائفيون؛ لكن عمرو خالد لا يغضبني كثيرا فهو بسيط، وساذج، وعبيط، وجاهل وقد تفتحت أمامه أبواب لا تُفــْـتــَح إلا للدراويش؛ أما غضبي وعتابي وانتقادي فهو موجه للشباب الذين استغنوا عن علوم الدنيا بحكايات الأقدمين، واعتبروا ما سرده عليهم عمرو خالد من شطحات وخرافات جزءًا من دينهم.. خاتمة الرسالات السماوية.

كل الدلائل تشير إلى أن عصر عمرو خالد قد انتهى فقد جاء دعاة وشيوخ محنــّكون في الاحتيال، ويلعبون بالبيضة والحجر، ويفسرون الإسلام تفسيرا دمويا، سيفيا، كأنهم سيفتحون الأندلس ويتقدمون بخيولهم إلى الدول الاسكندنافية.

لكن كيف يمكن رتق، وتصحيح، وتصليح، وتهذيب، وتمدُّن، وعقلنة الخربشات التي أحدثتها حكايات عمرو خالد البلهاء؟

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج

هل هو درويش أم داعية؟

هل هو درويش أم داعية؟

الشيخ عمر عبد الكافي داعية مهذب؛ وله وجه مُريح، لكنه للحق أبرع من (أبو لمعة) في استخراج حكايات لا يصدّقها الأطفال الرُضّع، فتجذب مئات الآلاف من المعجبين بالحبكة الدرامية التي يدغدغ بها مشاعر الساذجين من المسلمين، رغم أن كل المسلمين، تقريبا، ساذجون!


أشاهده بين ألفينة والأخرى لمدة خمس دقائق تكفيان لرفع ضغط الدم، فإذا بالمعجبين يتقاطرون على إشارة (لايك) كأنه اخترق حُجُبَ السماوات ومجراتها.

لا أظن أنه شرير مثل وجدي غنيم وآيات عرابي، أو عبيط مثل محمود المصري وأبي إسلام، أو معتوه مثل الحويني وحسين يعقوب؛ إنما خطيب وداعية تعلــّم كيفية تجسيد خرافات من كُتُب قضمها الزمان، وضحك عليها التاريخ، وتجاوزتها ألف ليلة وليلة!

التقيت بحضوره على مبعدة أمتار قليلة مني؛ في الأولى كان يتناول طعام الإفطار في مطعم فندق الشيراتون بالكويت، وفي الثانية جلس في المكان الذي يجاورني في كافتيريا مطار دُبي، وفي المرتين لم أستطع أن أجامل وأذهب للحديث معه لأنني أراه يحشو رؤوس المسلمين بتشوهات تاريخية لم تحدث، ولأن مجاملة مني ستنسف قناعاتي اليقينية بضرورة عزل المسلمين لشيوخ النَتْش والخرافات!

كثير من الدراويش نرفعهم نحن إلى مصاف العلماء فيخسر الإسلام ويتراجع المسلمون إلى كهوف مظلمة في التاريخ ويظنون أنهم الأعلى والأعلم!
لو قال الدكتور عمر عبد الكافي بأنه درويش يحكي عن التاريخ غير المعلوم للبسطاء، فربما كنت أتعاطف معه.
أما الزعم بأن ما يقوله هو من صُلب الدين الإسلامي؛ هنا تصبح الدروشة أكاذيب غير أخلاقية، وغسيل أدمغة تُعيد المسلمين إلى العصر الحجري.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج

29‏/03‏/2021

الشيخ والبلهاء!

الشيخ والبلهاء!

تُشعرك ابتسامته المفتعَلة أنَّ عمرو خالد من مَدْرسته، وأنَّ وكيلَ مَدْرسة الضحك السخيف هو محمود المصري!
كالعادة يتنافسون في عِدة الشُغل، اللحية الكثة البيضاء إذا ناهز الكهولة، أو السوداء الفاحمة إذا كان شابا .. محتالا دينيا مثل حازم شومان وعمرو نور الدين!

عِدّة الشُغل لا تصلح بدون المستمعين البلهاء الذين يرددون كما تعلموا من المرحوم الشيخ الشعراوي ترديد آخر كلمة من كل فقرة ليثبتوا أنهم مستيقظون رغم أن الخطبة للتنويم الأرضي باسم السماء.

الشيخ محمد حسين يعقوب يتحدث ولا يقول شيئا، يخطب وينفث في وجوه مستمعيه فقاعات من كلمات منتزَعة من تاريخ ما قبل التاريخ.
كل خُطــَـبِه كأنها(تسميع) مستمعيه ليتأكد أنهم يحفظون آخر كلمة من الآية الكريمة.
للشيخ خطبة تحت عنوان (فالصو) إذا استمعت إليها انتابتك رغبة في الانتحار؛ لأن الحياة الدنيا فالصو، وكاذبة، ولهو، ولعب!
خطبة واحدة رغم ابتسامته تقتلك وأنت تضحك، وتغرقك في مترادفات ومفردات لا تربطها رابطة، لكن حشر آيات قرآنية سامية فيها تجعلك تظن أنها تنزيلٌ من التنزيل!

عبقري في جعلك تكره الحياة التي وهبك الله إياها انتظارا لحياة الخُلد، رغم أن الدنيا والآخرة من خلق الله، والله لم يطلب منك نسيان نصيبك منها، أما الشيخ يعقوب فيسوّد عيشتك، ويجعل أبيضها أقتم من أسودها!
خطبه الدينية بطرفيها: أحاديثه المُنومة وجماهيره المُخدّرة لا ينفصلان، وهو يُذكّرك ببغاوات حوارات القنوات المصرية في برامج للنساء المعتوهات!
الشيخ غاضب على الأخلاق لأنك تدخل قرية بعيدة، فتلقاك امرأة ( تلبس البنطلون وتبتسم لك)، والشيخ يعقوب يرى الساعة قائمة بعد مشهد البنطلون.

أفواه المستمعين البلهاء تتسع عرضا وطولا وهم سعداء أن الشيخ جعلهم يبغضون المرأة والعري والبنطلون الحريمي، ويعود كل منهم إلى بيته، وعندما يضع رأسه على الوسادة قبل النوم تطارده أحلام اليقظة عن سبعين من الحور العين لأنه تلقى مكافأة الآخرة وهو في حالة انتصاب دائم، وسيمارس الجِماعَ لآلاف السنين حتى لو لم يجد الوقت ليشكر رب العزة!
يطرح في خطبته تساؤلات بصوت جهوري عن الأب والأخ والجد والخال والعم الذين تركوا المرأة ترتدي البنطلون وتبتسم للرجال، تماما مثلما فعل محمد قطب في كتابه(معركة التقاليد) وقد جعلنا عام 1965 ننتفخ غرورا وهو يطرح تساؤلات الذكور عن إباحية النساء، فظننا ونحن أقرب إلى الطفولة منا للشباب أننا ملكنا الدنيا وميزان الآخرة وأعطانا الله حق محاسبة الآخرين.
الشيخ حسين يعقوب مصنوع في عصر شيوخ الدجل والتنويم وحكايات ألف ليلة وليلة الإسلاماوية!

مستمعوه البلهاء سقطوا من كوكب مجهول فكرهوا الحياة الدنيا، وينتظرون بصبر شديد
حياة الآخرة لأنهم مسلمون لهم الفضل في اختيارهم أرحام أمهاتهم، لذا فموعودون بالجنة ومن لم يُحسنوا اختيار أرحام أمهاتهم؛ لهم عذاب مقيم.
لو ظهر الشيخ حسين يعقوب في عصر النهضة واستمع إليه الشيخ محمد عبده ورفاعة الطهطاوي وعلي مبارك وقاسم أمين لأرسلوه لمصحة علاج نفسي!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...