29‏/03‏/2021

الشيخ والبلهاء!

الشيخ والبلهاء!

تُشعرك ابتسامته المفتعَلة أنَّ عمرو خالد من مَدْرسته، وأنَّ وكيلَ مَدْرسة الضحك السخيف هو محمود المصري!
كالعادة يتنافسون في عِدة الشُغل، اللحية الكثة البيضاء إذا ناهز الكهولة، أو السوداء الفاحمة إذا كان شابا .. محتالا دينيا مثل حازم شومان وعمرو نور الدين!

عِدّة الشُغل لا تصلح بدون المستمعين البلهاء الذين يرددون كما تعلموا من المرحوم الشيخ الشعراوي ترديد آخر كلمة من كل فقرة ليثبتوا أنهم مستيقظون رغم أن الخطبة للتنويم الأرضي باسم السماء.

الشيخ محمد حسين يعقوب يتحدث ولا يقول شيئا، يخطب وينفث في وجوه مستمعيه فقاعات من كلمات منتزَعة من تاريخ ما قبل التاريخ.
كل خُطــَـبِه كأنها(تسميع) مستمعيه ليتأكد أنهم يحفظون آخر كلمة من الآية الكريمة.
للشيخ خطبة تحت عنوان (فالصو) إذا استمعت إليها انتابتك رغبة في الانتحار؛ لأن الحياة الدنيا فالصو، وكاذبة، ولهو، ولعب!
خطبة واحدة رغم ابتسامته تقتلك وأنت تضحك، وتغرقك في مترادفات ومفردات لا تربطها رابطة، لكن حشر آيات قرآنية سامية فيها تجعلك تظن أنها تنزيلٌ من التنزيل!

عبقري في جعلك تكره الحياة التي وهبك الله إياها انتظارا لحياة الخُلد، رغم أن الدنيا والآخرة من خلق الله، والله لم يطلب منك نسيان نصيبك منها، أما الشيخ يعقوب فيسوّد عيشتك، ويجعل أبيضها أقتم من أسودها!
خطبه الدينية بطرفيها: أحاديثه المُنومة وجماهيره المُخدّرة لا ينفصلان، وهو يُذكّرك ببغاوات حوارات القنوات المصرية في برامج للنساء المعتوهات!
الشيخ غاضب على الأخلاق لأنك تدخل قرية بعيدة، فتلقاك امرأة ( تلبس البنطلون وتبتسم لك)، والشيخ يعقوب يرى الساعة قائمة بعد مشهد البنطلون.

أفواه المستمعين البلهاء تتسع عرضا وطولا وهم سعداء أن الشيخ جعلهم يبغضون المرأة والعري والبنطلون الحريمي، ويعود كل منهم إلى بيته، وعندما يضع رأسه على الوسادة قبل النوم تطارده أحلام اليقظة عن سبعين من الحور العين لأنه تلقى مكافأة الآخرة وهو في حالة انتصاب دائم، وسيمارس الجِماعَ لآلاف السنين حتى لو لم يجد الوقت ليشكر رب العزة!
يطرح في خطبته تساؤلات بصوت جهوري عن الأب والأخ والجد والخال والعم الذين تركوا المرأة ترتدي البنطلون وتبتسم للرجال، تماما مثلما فعل محمد قطب في كتابه(معركة التقاليد) وقد جعلنا عام 1965 ننتفخ غرورا وهو يطرح تساؤلات الذكور عن إباحية النساء، فظننا ونحن أقرب إلى الطفولة منا للشباب أننا ملكنا الدنيا وميزان الآخرة وأعطانا الله حق محاسبة الآخرين.
الشيخ حسين يعقوب مصنوع في عصر شيوخ الدجل والتنويم وحكايات ألف ليلة وليلة الإسلاماوية!

مستمعوه البلهاء سقطوا من كوكب مجهول فكرهوا الحياة الدنيا، وينتظرون بصبر شديد
حياة الآخرة لأنهم مسلمون لهم الفضل في اختيارهم أرحام أمهاتهم، لذا فموعودون بالجنة ومن لم يُحسنوا اختيار أرحام أمهاتهم؛ لهم عذاب مقيم.
لو ظهر الشيخ حسين يعقوب في عصر النهضة واستمع إليه الشيخ محمد عبده ورفاعة الطهطاوي وعلي مبارك وقاسم أمين لأرسلوه لمصحة علاج نفسي!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...