20‏/09‏/2019

رسالة حُب من مصري مؤيد للسيسي!

رسالة حُب من مصري مؤيد للسيسي!
تخيلت لبرهة أنني تسلمت من مصري مؤيد للسيسي ومتعاطف معه رسالة أراد مني أن أنشرها ليقرأها الرئيس وجماهير شعبنا.
فتحتها، وقرأتها، ولم أعرف الفارق بين أنفاسي ونبضات قلبي!
" سيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي،
لا تكترث لهم وافعل بهم ما تريد فأنت الأول والآخر والظاهر والباطن.
خذ من أموالهم ما جمعوه لأبنائهم فقصورُك واستراحاتك أحقُّ بهذه الأموال من بطون فلذات أكبادهم.
تنازل أو بــِـعْ ما تشاء من أرض وجُزُرٍ وشواطيء وغازٍ وكنوز، فمصر من حلايبها إلى ثغرها مـــِلكُ يمينك تهدمها فوق رؤوس الناس أو تمنحها هِبة للطامعين، فأنت ربُنا نعبدك حتى لو كنا في مساجدنا وكنائسنا.
لقد انتصرتَ في معركة سدِّ النهضة وأصبحت إسرائيلُ هي خطَّ الدفاع عن إثيوبيا بعدما تعمدتَ الهزل والمماطلة وظننت أن مداعبتك لرئيس وزراء إثيوبيا أن يُقسم باللغة العربية التي لا يفهمها هي مسمار أمان لمصر.
كنتَ رائعا، سيدنا وتاج رؤوسنا، وأنت تتحدى مئة مليون؛ فأموالهم حلال لرفاهيتك، وفقرهم هو الطريق الوحيد لثرائك.
أتابعك وأنت تحارب ألفين أو ثلاثة آلاف في سيناء بجيشك، وتُلقي في جوف الصحراء بغير المدربين منهم؛ لكنك حققت الغاية وهي التخلص من المصريين، جنديا وراء جنديٍ حتى يخلو منهم الجيش.

حفرت لهم تفريعة مائية بمليارات من جيوبهم المثقوبة، وأصبحت أمام العالم نابليون مصر الجديد.
جعلت ربة البيت المصرية تلعن الدنيا وما فيها، وتُخفي دموعها عن أولادها فجنيهاتها تشتري بها رُبع احتياجات أسرتها، خاصة بعد التعويم، فعلــّـمت، سيدي الرئيس، المرأة المصرية المذلة والخنوع.
فتحت سجون مصر ومعتقلاتها وبنيت 12 سجنا جديدا فاقترب سكان زنزاناتها من المئة ألف، وعرف المواطن المصري أنه صفر في عهدك.
يعجبني فيك احتقارك لنا، فإذا جلست في مؤتمر أعطيت مؤخرتك للحاضرين، خوفا أو ازدراءًا، وأحاط بك عبيد يُذكـّـرونني بالواصلين الجدد من ليبيريا على مراكب أمريكية اشترتهم أو اصطادتهم من أفريقيا.

أتذكر قمة احتقارك لنا وقد فرش عبيدك سجادًا أحمرَ فاخرا لتمر عليه سيارتك قبل أن تدخل القصر، وكتبت صحف دولية، لكنك لا تعطي أذنيك للآخرين.
هكذا عندما وضعت إصابعك في عيون المصريين وقلت بشجاعة بأنك ستبني قصورا واستراحات بأموالهم، فراحتــُك أهم من علاجهم، ومُتعتك أكبر من مدارسهم ومستشفياتهم.
كنت أنظر إليك بفخر وأنت تسخر منهم وتزعم أنك ستبيع نفسك من أجلهم، وأنك طبيب الفلاسفة، وأن لا أحد يعترض في حضرتك، وأن ثورة 25 يناير لن تتكرر.
أتعاطف معك فقدرتك على خنزرة الإعلاميين عظيمة فرفعت شأن أحقرهم، وضربت الإعلام المصري في مقتل، وفتحت الباب لكل المتخلفين والجهلة والأميين، ليس لاقتناعك بهم، ولكن لكراهيتك أن يسمع أو يشاهد مواطنوك شيئا محترما ومفيدا وحقيقيا.

غيرّت الدستور، وجعلت مدة حُكمك لا نهائية ليرثك محمود السيسي وتبصقان معا في أفواه شعب أقام أقدم الحضارات وأنتهى إلى فعصِك كرامته تحت حذائك.
تأييدي لك هو دعم لكراهيتي لشعب مصر فأنت انتقمت لي، وحكمتهم بقانون الطواريء، ومنعت الاحتجاج السلمي ولو لبضعة أفراد.
أنا مصري، أسعد بتأييدي إياك حتى تُنهي إلى غير رجعة العصر المصري، وتعيد المصريين الغوغاء إلى العهد الحجري؛ لكن لا مانع من بناء طُرق وعمارات وبنايات لذر الرماد في العيون، وليستخدمها الحمقى في الجدال عن إنجازاتك.
الحمد لله فأنت أيها الرئيس البطل في حماية أمريكا وإسرائيل، بل إنك قادر أن تمسح أهل سيناء من على وجه الأرض بفضل القوة العسكرية الإسرائيلية الداعمة لك.
أتمنى أن أرى على كل شبر في مصر قصرًا منيفا لك ولأسرتك حتى لو فرّغت بطون أطفال المصريين من الطعام وقمت ببيعه لتبني مزيدًا من القصور والاستراحات.
يعجبني فيك، سيدي الرئيس، أنك سلفي حتى النخاع وتلعب دور الرجل المعاصر، وتروق لي كراهيتك الواضحة للأقباط المؤيدين لك، ودعمك لحزب النور الطائفي الرافض للمساواة معهم.

تابعت بإعجاب رفضك محاكمة قاتلي الأقباط وحارقي كنائسهم، وكانت النتيجة الطبيعية أن أكثرهم مؤيدون لك خوفا وفزعا ورُعبا.
أنا لا أحتاج لتبرير دعمي لك وتعاطفي معك فيكفي أن أتهم معارضيك بأنهم اخوان خرفان فأكسب المعركة قبل الدخول إلى الحلبة.
أنا أحبك لأنني أكره مصر، وأدعو الله أن تكون نهاية المصريين وأرضهم ونيلهم وجُزُرهم على يديك، وأن تترك ديونا ومستحقات لأجيال مصرية قادمة تُسفـّـفهم تراب الأرض.
أنا أحبك لأنك لص وديكتاتور ومستبد وطاغية وكاتم لأنفاس أبنائنا ومُهدر لخيراتنا وبائع لأرضنا وجاهل بتاريخنا.
عبقريتك تتجلىَ في عدم تصديق الملايين مـِـنـّـا مشهد مئات الجرائم التي ارتكبتها في حقهم، وكلما زادت مهانتك لهم رفعوا قبضاتهم بـــ( تحيا مصر).
أحبك، سيدي الرئيس السيسي، لأن نهاية مصر ستأتي بإذن الله على يديك، وإعادتنا إلى كهوف تسكنها الوحوش، ومع ذلك سنظل نصفق لك ونطرب لكلامك.
أحبك وأتمنى أن ترسلني في كورس تجسس لحساب الموساد لعلي أعود وأساهم في التخلص ممن يطلقون عليهم وطنيين خائفين على بلدهم.

افرض ضرائب على أنفاس المصريين، وعلى سيرهم في الشوارع، وعلى كل رشفة ماء ولو كانت ملوثة، وضاعف أعداد القضاة الأميين والجهلة والقساة حتى تُعجـــّــل في التخلص من أبناء الشعب الخائف منك.
قــُـمْ برهن مصر لأي دولة ثرية، ونحن الذين نحبك سندعم هذه الخطوة بالروح والدم، واجعل نساءَنا وأبناءَنا وأنفسَنا سبايا لأصحاب المال والقوة .
لا تسمح بانتقاد إسرائيل أو أمريكا أو برهامي!
عبقريتــُك تجلــّـت أيضا في مجلس النواب المكون من قــِـرَدة ترقص للقوانين قبل سنّها.

وجّه اتهاما لكل من يعارضك بأنه اخوان خروف حتى لو كان حاكم روسيا أو الصين، وستجد إعلامييك الدُمىَ يبررون حديثــَـك قبل أن تقوم من مقامك.
أنا أحبك، سيدي الرئيس السيسي، فَضَعْ محبتي هذه في ميزان كراهيتي لمصر وللمصريين".

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 20 سبتمبر 2019

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...