13‏/07‏/2019

الكويت والخلية الاخوانية!


الكويت والخلية الاخوانية!

شهادتي في هموم كويتية تكون غالبا مجروحة لمحبتي لهذا البلد الطيب وأهله وقيادته؛  ومع ذلك فسأخوض في قضية حساسة تخص الخلية الإرهابية التي لا أعرف عنها شيئا!
أول بيت كويتي استضافني كانت دار الشيخ عبد الله العلي المطوع رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي، رحمه الله، وكان ذلك في ديسمبر 1982 للحديث عن المسلمين في النرويج.
لكنني، رغم الدفء في الترحيب، وجدت نفسي في الجانب المضاد للتوجه الديني في الكويت، وظلت علاقتي بمؤسسات الدولة غير الدينية طوال 37 عاما جيدة، خاصة مع آل الصباح الكرام.
كنت أخاف على الكويت من الاخوان ومن المذهبية والتيارات الدينية القادمة من لبنان وسوريا وايران والعراق ومصر وفلسطين، وكانت هناك إشارات غير مطمئنة تحاول زحزحة الكويت بعيدا عن التطور والتقدم لولا حًسن حظ الكويتيين في خط الدفاع الثاني عن مدنية الدولة الممثل في وزارة الإعلام التي تولاها على مدىَ أربعين عاما ثُلة من المستنيرين، وأخص بالذكر منهم المنتمين إلى آل الصباح الكرام!
كانت صدمتي الأولى عندما قدّم صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد، رحمه الله، مشروع قرار منح المرأة الكويتية حقوقها السياسية، فأسقط أعضاء مجلس الأمة المشروع رغم أن سمو الأمير كان يستطيع أن يصدر توجيهاته الملزمة فيخضع لها الجميع، لكنه طيب الله ثراه، تركهم يرتعون في حقوق المرأة المناضلة والثورية والمقاومة للاحتلال العراقي الآثم وسموه يعرف أنهم سيوافقون، على مضض، في مرة لاحقة.
كان الاخوان امتدادا لحركة حسن البنا، فيصدرون صحفهم ومجلاتهم وفصلياتهم وكُتَبهم ويجمعون تبرعات ويدعمون مراكز إسلامية، خاصة في أوروبا، دون معرفة ما ستؤول إليه هذه الأموال حتى لو توجهت في صدر الكويتيين.
كانت جمعية الإصلاح الاجتماعي تمنح بسخاء دعما ماديا للمراكز الإسلامية في أوروبا دون رقيب لمعرفة المصب النهائي للمال الكويت، ربما لأنهم كانوا يظنون أن أموالهم الكويتية هي إسلامية لتبرعات الخير فقط حسب رؤيتهم.
في منتصف شهر سبتمبر 1990 خرجت في العاصمة الدانمركية كوبنهاجن مظاهرة كبيرة معادية للكويت والسعودية ومتعاطفة مع شيطان بغداد، وكانت بأموال اخوانية.
في المحاضرة التي ألقاها الوفد الشعبي الكويتي(17 ديسمبر 1990) بجامعة أوسلو وكان الشيخ سلمان دعيج الصباح رئيسا للوفد؛ تململت أصوات بعض المستمعين وطرح أحدهم سؤالا عما أسماه الاحتلال الأمريكي للسعودية، لكن أعضاء الوفد الشعبي الكويتي كانوا منتبهين جيدًا.
المقاومة الكويتية الباسلة إبان الاحتلال كانت مدنية تقودها المرأة في الداخل والخارج، تتقدمها السيدة هداية سلطان السالم المشرفة على مجلة (المجالس)، وبعد التحرير كان رد فعل أعضاء الاخوان المسلمين في البرلمان رفضا لحقوق المرأة.
الكويت تملك مقومات ثقافية وفكرية وحضارية ودستورية كانت تسمح لها أن تخطو عشر خطوات للأمام في مقابل خطوة واحدة من جيرانها الخليجيين، لكن التيارات الدينية، خاصة الاخوان، كانت تقف بالمرصاد في كل مؤسسات الدولة لأي نهضة فهي تريد نسخ تجارب أناسٍ ماتوا وشبعوا موتا منذ مئات السنين، فانشغلت الكويت بالمرأة وملابسها وطاعتها للرجل وحرمانها من مناصب قيادية كبرى فضلا عن الرقابة على الصورة والكلمة ودار النشر والفيلم والندوة و ..
كان التعاون لصيقا بجمعيات تنضوي تحت لواء الاخوان في مصر والأردن وفلسطين والسعودية واليمن وباكستان وأفغانستان في الوقت الذي ركّب الأشقاء الخليجيون في أفكارهم صواريخ أسرع من الصوت فتقدمت دول كثيرة وكانت الكويت، بفضل الاخوان، مشغولة بمنع (الكتاب) و(هلا فبراير).
إن القبض على خلية ارهابية مرتبطة باخوان مصر ليس أمرًا مستبعدا، لكن الكويت تحت قيادة آل الصباح الكرام دولة عدالة وقضاء نزيه وتحقيقات منضبطة، لذا فأنا أتمنى أن لا يجرمنها شنآن قوم ظلموا السجناء والمعتقلين في مصر وغيرها فتعاطفت الجماهير مع الارهابي في مواجهة ظُلم السلطة.
أتمنى للكويت الخير ورفع يد التيارات الدينية عن مؤسسات الدولة، وحل مجلس الأمة لتجرى انتخابات جديدة ممنوع فيها الترشح من خلال خلفية دينية، فالكويتيون ليسوا في حاجة لوصاية أي حزب أو تيار ديني.
إن استقلالية القضاء الكويتي هي الضمان لمحاكمات عادلة دون تأثر بالقضاء وبالسلطة في مصر؛ فعلاقات الصداقة العروبية ينبغي أن لا تحمل معها تأثرا في التاريخ المشــُرّف لجهاز العدالة في الكويت.
أخاف على الكويت من اعتبار خريجي كليات الشريعة على قدم المساواة مع خريجي الحقوق فالحُكم الكويتي مدني وليس قندهاريا أو قُمّيا أو نجفيا!

كان خوفي على الكويت أن ينسيها التكالب الديني الاخواني أنها أول ديمقراطية خليجية، وأنها ينبغي أن لا تتأخر قيد خطوة عن شقيقاتها الخليجيات.
وسلام الله على الكويت
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 13 يوليو 2019


لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...