23‏/09‏/2016

لكن الرئيس لا يفهم!

هي حلقة أو حلقات ممتازة لإبراهيم عيسى، لكن تبقىَ أمّ المشاكل وهي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يستوعب أو يفهم أو يعقل ما يقوله الإعلامي الكبير.
عشرات المقابلات واللقاءات والخطابات والحوار كانت تصرخ في وجوهنا: أيها الحمقى لا تغالطوا أنفسكم، فالرئيس لا يفهم ما تقولون.
أنا أتهم المستشارين والإعلاميين والمساعدين بأنهم وقعوا على السر الأعظم فأخفوا عن الرئيس قدراته المتواضعة والبسيطة والضعيفة، في كل شيء.
كل مستشاري البروتوكول يخفون عنه أبسط قواعد التحرك والكلام والإيماءات والإشارات والمصافحة وحتى مقعد الجلوس في الأمم المتحدة قبل إلقاء كلمته، فالمطلوب إظهاره بحقيقته دون أن يكون هناك أحد متهم مباشرة بإهانته.
إن القدرات الفكرية والعقلية والنفسية والمعلوماتية واللغوية للرئيس فضحتنا جميعاً، فالرجل لا يعرف النيل من الجزيرتين، ولا السلفيين من المدنيين، ولا الدولار من الجنيه، ولا القضاء من مصاطب العُمــَــدِ.
لقد آن الوقت للمواطن المصري أن يرفع رأسه وأنفه وكرامته وعقله ويعترف بأن رئيسنا لا يفهم ما يدور حوله، وليس له رقابه على لسانه، ومع ذلك فحديثي وغضبي وحزني لا يجعلني اقترب خطوة واحدة من مبارك وطنطاوي ومرسي، فثلاثتهم ولاد ستين كلب.
الرئيس السيسي كما اسلفت هو في الحقيقة مستر تشانس في فيلم بيتر سيلرز، وأي دفاع عنه في أصغر صورةٍ هو عمل مناهض لمصر.
أستطيع التأكيد بثقة اليقين والإيمان أنْ ليس هناك أمل أو ضوء ولو كان باهتا في نهاية النفق طالما كان الرئيس السيسي حاكماً.
من البديل في هذه الحالة؟
على السطح وفيما نرى ونشاهد وتعرضه الصحافة والفضائيات والندوات والأحزاب فليس هناك رجل واحد صالح لحُكم مصر طالما كان قريبا من السلطة لعامين على الأقل في العهود الأربعة الماضية.
نحن نتحمل الجَلْدَ بعصا رفيعة مليئة بمسامير مدببة لأننا صفقنا لمبارك وابنه وطنطاوي ومرسي والسيسي ولو هبط علينا كائن من كوكب عطارد لأعطيناه أقفيتنا.
العاريون( من العار والعري ) الذين صاحبوا الرئيس للتصفيق والتهليل بأموال (صبّح على نيويورك، أقصد مصر بجنيه) يستحقون الرجم بالغائط أمام سد النهضة.
عندما كان غضبي يُسْمـــَـــع في السماء السابعة كان هناك بريق أمل في مستقبل ينايري طاهر أو شبيه به.
كيف نخاطب السيسي وليس بيننا وبينه مفردة واحدة مشتركة.
أشفق على الذين يوجهون رسائل ونصائح له، وكنت أنا منهم، فكل القرائن والشواهد للأعمى قبل البصير تثبت أن الرئيس لا يعرف أنه الرئيس، وإذا عرف فلا يفهم معنىَ الرئيس، وإذا فهم فإمكانياته لا تسمح له بحديث متوازن وعقلاني لأكثر من دقيقتين.
هذه ليست تبرئة له، معاذ الله أن أكون من الظالمين، فهو مسؤول عن المشهد الكارثي المصري، لكنها إدانة لكل مصري يلمّع ويزيــّــت ويدهن قفاه حتى يجد تبريراً للرئيس.
كل من يجد عُذراً للرئيس كمن يقف فوق أعلى مكان في مصر ويخلع سرواله ثم يُطرطر على رؤوس المصريين.
كل يوم فاجعة، واليوم قرر السودان وقف استيراد المنتجات الزراعية المصرية حماية للمستهلك السوداني ( وليس السويسري أو السويدي ).
منذ عهد توت عنخ آمون لم يعرف الفساد طريقه بسهولة للحياة المصرية كما عرفها في عهود مبارك وطنطاوي ومرسي وعدلي منصور وتربع على القمة في عهد السيسي.
جريمة تكبيل أجيال مصرية قادمة بقروض ثقيلة ليس أكثر من بيع مصر بالأجل، فمن يفرح بالقرض وهو يئن من سابقه كالمريض الذي يغادر المستشفى ليُعالــَــج لدىَ أحد الدراويش.
كذّبوني، رحمكم الله، إذا فهمتم جملة واحدة من حديث للرئيس.
حدثني عن الإعلاميين المدافعين عن الرئيس لأثبت لك أنه ليس صالحاً للحُكم!
قصّ عليَّ من نبأ القضاء الذي يتمتع برضاه لأرسم لك خريطة انحدار دولة عظيمة وعريقة.
اشرح لي مفهوم الرئيس عن الفهم الديني المستنير لتعرف أنه فهم سقيم ومريض وبرهامي.
إذا أردت الحقيقة فارسل جميع المصريين إلى أطباء عيون وآذان فستتأكد أننا لا نبصر ولا نسمع.
لقد هدأ غضبي على الرئيس السيسي، فهو صناعة محلية وعسكرية ودولية وغيبية، ولا يدري ما يدور حوله، وتضاعف غضبي على كل من يساهم في خراب مصر بدعم استمراره حاكماً.
مصر لم تعد دولة، لكنها حاكم فقط!
الأغبياء الذين ينفون تهمتي إياهم بأنهم أصفار يظنون أن العبودية مواطنة!
عندما التف المعاقون ذهنيا حول الرئيس السيسي عرفوا بذكائهم الشرير أنه الصيد المناسب لأقلامهم القذرة، وبرامجهم النتنة، فحاصروه، ومدحوه، وعملقوه، وضخــّـموه، فأعطاهم وثيقة ثقته بهم.
ليس كل من ينفخ في الرئيس منافقـــًــا، فقد يكون جبانًا، والجبناء هم الأشرس في الدفاع عن الظلم.
جبناء المغتربين لهم دور أيضا في الوضع المزري، فهم يطلبون الأمان في الحل والترحال، وأن لا ينظر ضابط الشرطة في مطار القاهرة الدولي في عيونهم، وأن سعادتهم أن يختم الجوازَ ويلقيه في وجوههم، حين السفر و..حــيــن العودة.
يهمس مستشارو الرئيس في أذنه: لا تعبأ بهم، لا تكترث، فأنت الأكبر والأعظم والأطهر والأذكى والأعلم، فاجمع كل المفردات المتناقضة وبعثرها في خطاب أو حوار، وستجد ملايين المصريين الذين يرفعونها إلى سدرة المنتهىَ!
خلق اللهُ إبليسَ ومنح ذريته إعلاميين مصريين ليشدّوا من أزره!
يقول صديق فيسبوكي لنفسه: ماذ أقول عندما يسألني الأمن الوطني إذا كنت قد قرأت هذا المقال أم لا!
الرئيس أجرى حواراً تلفزيونيا في أمريكا. التلفزيون المصري يبث حوار الرئيس مع نفس القناة الذي أجراه العام الماضي، لماذا؟ لأن الرئيس لا يتابع، ولا يعرف، وليس لديه أجهزة تبلغه كل دقيقة بما يحدث في بلده. قيادة التلفزيون المصري تعرف أن الرئيس في عالم آخر، لا يشاهد ولا يقرأ ولا يسمع ولا يعرف مهمته. عني أنا فلم أتعجب، ولن أتعجب إذا نشروا خبر ضرب برلين عام 1945 بطائرة قادها الرئيس السيسي نفسه، وأظن أن الرئيس سيصدق الخبر!
من الذي يحرّك الرئيس السيسي؟
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 21 سبتمبر 2016

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...