26‏/01‏/2013

طرطرة الأفارقة!

 

 مصر تحترق، الثورة ضد مرسي وجماعته تغطي كل شبر من وطن خلع مبارك، وأطاح بالمشير والآن يبصق على مرسي.
أمهات سيقضين الليل بجوار جثث فلذات أكبادهن قبل دفنهم غداً، رئيس الدولة يغط في نوم عميق بعدما طلب من مستشاره أن يكتب كلمة على التويتر للمصريين في الحقول والعشوائيات ولكل من لديه حساب تويتري وخط انترنيت لا ينقطع.
مصر العظيمة تشتعل، وفي الدول المتقدمة يقطع رئيس الدولة زيارته لأي مكان ...


في الدنيا ليعود إلى بلده لمتابعة حادث بسيط، أما مهندس ناسا الفضائية فيستعد للسفر بعد ساعات إلى أديس أبابا!
ربما، وهذا لن يكون مستبعداً، أن يصل مرسي إلى قاعة الاجتماع بعدما تكون مصرنا الحبيبة قد خسرت أرواحا وشبابا ومنشآت وأرشيف وأعادت الثورة التي سُرقت منها في 12 فبراير 2011، ويدخل ليجد أفريقيا السمراء كلها ممثلة في مؤتمر القمة، ومصر هي قلب أفريقيا ورئتها إلى الشمال، وعيناها على البحر المتوسط، وحارسها من الاستعمار، وهي القارة التي يحتضنها مانديلا من الجنوب وروح عبد الناصر من الشمال، فيقف الزعماء والأعضاء وكل عاشقي أم الحضارات ويتوجهوا إلى نيرون مصر الذي تركها تحترق، ثم ينزلوا سراويلهم ويقوموا بالطرطرة عليه .. حباً في مصر وولاء للدولة التي ساعدت في تحرير قارتهم!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 26 يناير 2013

الاستفتاء إهانة!

 
في بلدنا حيث الفساد ينخر في كل شبر من أرضنا المسكينة لا يمكن للاستفتاء إلا أن يُخرج لك لسانه، ويضحك الصندوق، ويستضيف التلفزيون أهل النار من المبررين ومُلــَّـمِعي الديكتاتورية  ليهنــّـئوا المستبدَ علىَ النتائج المعروفة  قبلها بوقت طويل.

من كل مئة ناخب هناك ثلاثون لا يعرفون الحروف الأبجدية، وستون سيصوتون أملأ في أن يكون الاستفتاء من أجل الخلافة الاسلامية التي ستقودهم إلى الجنة، وثلاثة قرأوا مواد الدستور، وخمسون في حيرة ولكنهم واقعون تحت تأثير الإعلام، وأربعون يستوي لديهم الــ(نعم) والــ(لا)، وعشرون معارضون تماما لمحمد مرسي لكنهم جزء من الحيرة العامة.
الناخبون لا يعرفون أن الدستور لن يصنع الدولة، لكنه يقوم بحماية المستبد ويضفي عليه شرعية.
الاستفتاء عمل مخادع وكاذب ومحتقر للشعب، فمصر تحترق، وهي منقسمة بين ملايين مع الفرعون الجديد وملايين ضده، واحتمالات حرب أهلية ليست بعيدة، واعتصام في التحرير لم يكلف الرئيس نفسه عناء الذهاب إلى هناك ليشرح لــ( أبنائه) أهمية الدستور والاستفتاء والتأسيسية، فالشعب أصبح شعبين: شعب الإخوان وشعب المصريين.
الاستفتاء على الدستور في ظل دولة تتمزّق، وجماعة تحكمها وهي تتنفس كذباً، ومشاكل مع السلطة القضائية، وغياب السلطة التشريعية، اهانة شديدة لشعبنا.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 3 ديسمبر 2012

 

قلنا اضربوه ببعضها!

 من روث البهائم هناك سماد لأجمل الأزهار التي نستخرج منها أعبق العطور.
 وتهدم الزلازل مساكن متهالكة فتصعد فوقها أروع البيوت بأيدي مهندسين معماريين كأنهم يرسمون بريشة فنان.
 وبرلين كانت خرابا فجعلها الألمان بعد هزيمة النازية العنصرية من أجمل مدن أوروبا، وميلانو الساحرة شهدت تعليق موسوليني من قدميه.
 ثمانون عاما ولم يستطع المصريون ومعهم أبو خالد، رحمه الله، أن يقضوا على الجماعة المحظورة، فجاء رجل منهم، إسـْـتـَـبـْـنـَـنـَه مرشدُه، وظننا أنه أخطأ الطريق إلى" العباسية" فوصل إلى "الاتحادية".
 قالوا له بأن الخِطاب هو الخــُـطبة ففغر فاه!
 قالوا له بأن صلاة الفجر لمدة ساعتين في حراسة عشرين سيارة أفضل عند الله من إطعام مليون جائع مصري، فصدَّقهم وخسر الدنيا والآخرة.
 اختاروه من بين أكثرالناس بلادة فكرية لكي لا يشعر بتعاطف مع مصريين يحترقون أمامه.
 نزعوا قلبه ووضعوا صخرة صماء مكانه فقرر السفر ليشاهد من الطائرة بلده يحترق فتتفتح شهيته للطعام.
 قالوا له بأنه سيد القصر شريطة تقبيل يد المرشد صباح كل يوم فوافق على تقبيلها صباحا ومساءً.
 قالوا له بأن أولاد العم سيحصلون على ما بقي من خزانة الدولة تعويضات كراهيتهم لعبد الناصر، فردّ قائلا: وما أدراك ما الستينيات؟
في ثمانية أشهر أنهى، مرسي، أكثر الإخوان بلاهة وبروداً وقسوة وغلظة وكراهية للمصريين ما قاموا به في ثمانين عاماً، ألا ترون في مفاجآت تسيير الكون حكمة ربانية؟
 قالوا له بأن مبارك خلعه ثوار التحرير، وأن المشير ركله شباب التحرير، فسأل: وماذا سيفعلون بي؟ قالوا: انتظر، وسترى!
 محمد عبد المجيد
 طائر الشمال
 أوسلو في 26 يناير 2013
 

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...