26‏/01‏/2013

الاستفتاء إهانة!

 
في بلدنا حيث الفساد ينخر في كل شبر من أرضنا المسكينة لا يمكن للاستفتاء إلا أن يُخرج لك لسانه، ويضحك الصندوق، ويستضيف التلفزيون أهل النار من المبررين ومُلــَّـمِعي الديكتاتورية  ليهنــّـئوا المستبدَ علىَ النتائج المعروفة  قبلها بوقت طويل.

من كل مئة ناخب هناك ثلاثون لا يعرفون الحروف الأبجدية، وستون سيصوتون أملأ في أن يكون الاستفتاء من أجل الخلافة الاسلامية التي ستقودهم إلى الجنة، وثلاثة قرأوا مواد الدستور، وخمسون في حيرة ولكنهم واقعون تحت تأثير الإعلام، وأربعون يستوي لديهم الــ(نعم) والــ(لا)، وعشرون معارضون تماما لمحمد مرسي لكنهم جزء من الحيرة العامة.
الناخبون لا يعرفون أن الدستور لن يصنع الدولة، لكنه يقوم بحماية المستبد ويضفي عليه شرعية.
الاستفتاء عمل مخادع وكاذب ومحتقر للشعب، فمصر تحترق، وهي منقسمة بين ملايين مع الفرعون الجديد وملايين ضده، واحتمالات حرب أهلية ليست بعيدة، واعتصام في التحرير لم يكلف الرئيس نفسه عناء الذهاب إلى هناك ليشرح لــ( أبنائه) أهمية الدستور والاستفتاء والتأسيسية، فالشعب أصبح شعبين: شعب الإخوان وشعب المصريين.
الاستفتاء على الدستور في ظل دولة تتمزّق، وجماعة تحكمها وهي تتنفس كذباً، ومشاكل مع السلطة القضائية، وغياب السلطة التشريعية، اهانة شديدة لشعبنا.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 3 ديسمبر 2012

 

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...