26‏/01‏/2013

قلنا اضربوه ببعضها!

 من روث البهائم هناك سماد لأجمل الأزهار التي نستخرج منها أعبق العطور.
 وتهدم الزلازل مساكن متهالكة فتصعد فوقها أروع البيوت بأيدي مهندسين معماريين كأنهم يرسمون بريشة فنان.
 وبرلين كانت خرابا فجعلها الألمان بعد هزيمة النازية العنصرية من أجمل مدن أوروبا، وميلانو الساحرة شهدت تعليق موسوليني من قدميه.
 ثمانون عاما ولم يستطع المصريون ومعهم أبو خالد، رحمه الله، أن يقضوا على الجماعة المحظورة، فجاء رجل منهم، إسـْـتـَـبـْـنـَـنـَه مرشدُه، وظننا أنه أخطأ الطريق إلى" العباسية" فوصل إلى "الاتحادية".
 قالوا له بأن الخِطاب هو الخــُـطبة ففغر فاه!
 قالوا له بأن صلاة الفجر لمدة ساعتين في حراسة عشرين سيارة أفضل عند الله من إطعام مليون جائع مصري، فصدَّقهم وخسر الدنيا والآخرة.
 اختاروه من بين أكثرالناس بلادة فكرية لكي لا يشعر بتعاطف مع مصريين يحترقون أمامه.
 نزعوا قلبه ووضعوا صخرة صماء مكانه فقرر السفر ليشاهد من الطائرة بلده يحترق فتتفتح شهيته للطعام.
 قالوا له بأنه سيد القصر شريطة تقبيل يد المرشد صباح كل يوم فوافق على تقبيلها صباحا ومساءً.
 قالوا له بأن أولاد العم سيحصلون على ما بقي من خزانة الدولة تعويضات كراهيتهم لعبد الناصر، فردّ قائلا: وما أدراك ما الستينيات؟
في ثمانية أشهر أنهى، مرسي، أكثر الإخوان بلاهة وبروداً وقسوة وغلظة وكراهية للمصريين ما قاموا به في ثمانين عاماً، ألا ترون في مفاجآت تسيير الكون حكمة ربانية؟
 قالوا له بأن مبارك خلعه ثوار التحرير، وأن المشير ركله شباب التحرير، فسأل: وماذا سيفعلون بي؟ قالوا: انتظر، وسترى!
 محمد عبد المجيد
 طائر الشمال
 أوسلو في 26 يناير 2013
 

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...