29‏/11‏/2016

الإعلام المصري يحارب الشعب والجيش ... مع صمت الرئيس!

الإعلام الذكي والأمين هو خط الدفاع الأول عن الدولة وعن القوات المسلحة، فإذا اخترت إعلامــًــا شوارعيــًــا يتحدث بلغة الردّاحين ومنطق الجهلة ومعلومات الفارغين فأنت في الواقع وضعت الدولة وجيشها في مأزق.
جيشنا المصري يستطيع أن يدافع عن نفسه وعن شعبه، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي اختار أو وافق أو صمت عن إعلاميين فضائيين وورقيين يمزقون الوطن وينشرون الفتنة الطائفية ويساهمون في تغييب الوعي ويتعمدون خسارة مصرنا لقضاياها.
العدو الأول لمصر هو إعلامها الرسمي، وهذا الإعلام لا يحتاج لأكثر من كلمة واحدة حاسمة وحازمة من رئيس الدولة يُعيّن فيها إدارة إعلامية غير فاسدة وليس فيها أميون وجهلة معلوماتيا وثقافيا.
المشكلة في مصر هي تبرئة رئيس الدولة من سوء اختيار الإدارات، ولا تحــَـضُّر بدون إدارة، ولا تقدُّم بدون علم، ولا تطور بدون إزاحة وجوه مومياوية، لكن أسياد القصر يتوارثونهم بينهم، فكثير منهم كانوا مباركيين، فأصبحوا طنطاويين، ثم أضحوا مرسيين، وانتهوا إلى سيد جديد يرفض أن يستبدل بهم غيرهم.
ما يحدث في مصر هو سبق إصرار وترصد على هزيمة الدولة المصرية وذلك بوضع خط دفاعها الأول، الإعلام، في حالة هشـّـة يقودها منافقون، تحسبهم مصريين وقلوبهم مع كل من يعادي مصر.
الكارثة أن المساحة المسموح لك التحرك فيها ليس فيها رئيس الدولة، وهو في الواقع الذي يضع الكفاءات في مكانها الصحيح، القضاة، رئيس النواب، الوزراء، المحافظون، القيادات الإعلامية، محركو الإقتصاد.
هنا تكون أنتَ قد أصبت بشلل دماغي ولساني وقلمي، فأي مساحة تتحرك فيها لن تستطيع تغييرها إلا بالكبير الأكبر .. سيد القصر.
يأتي الحرس الضخم من المتبرعين في الدفاع عن الرئيس ويطلبون منك أن تنتظر، وأن تصبر، وأن تثق في خياراته التي لم ترها بعد، ويشككون في وطنيتك، ويثيرون حولك كل الشبهات.
ثم يستعينون بمرادفات ومفردات حق يستخدمونها في الباطل لقطع الألسن مثل ( تحيا مصر .. لا أحد يقترب من جيشنا .. قضاء مصر الشامخ.. صندوق الانتخابات هو الحكم الفصل .. مصر الحضارة .. الخ) وكلها أشياء نعرفها مع لبن الرضاعة، وتعلمناها مع الحروف الأبجدية، وسمعناها من أمهاتنا وآبائنا، لكن طبّالي العهد يضعونها في صورة جديدة يخرج معها اللسان كأنهم يغيظونك بحبهم لمصر ويزيحونك بعيدًأ.
ولأن المصري، مع غياب الكتاب، يكتفي بالحكمة والشعار وعنوان الموضوع، فهو يسقط مع أول مواجهة، ويخشىَ اتهامهم إياه بأنه لا يحب مصر ، فيصمت، أو يردد مثلهم حتى لو كانت وطنيته مئة ضعف من وطنية أي منهم.
أعود إلى أم القضايا مؤكدا أن الإعلام المصري الرسمي أكثر عداوة للقوات المسلحة من أي عدو خارجي، وهذا الإعلام تسير عجلاته بزيت من القصر، والرئيس يملك القدرة والسطوة والإمكانيات والسلطة أن يعيد ترتيب البيت الإعلامي من ألفه إلى يائه بواسطة خبراء مصريين وأجانب ومحايدين وإداريين شريطة أن يكون ولاؤهم لمصر بغير حدود.
لكن الرئيس السيسي يرفض أن يعبر عنه وعن الشعب والوطن والجيش أكفاء ومتميزون، رغم أن مصر تستطيع أن تمدّه، إذا أراد، بما يجعله أفضل جهاز إعلامي في أفريقيا وآسيا وشرقنا الأوسطي وعالمنا العربي، وينتظر حتى الأزمة القادمة، ويخرج نفس الغوغاء ليقتطعوا من مصر جزءًا من تاريخها وكرامتها وحضارتها.
كل نقد في الدولة ومحاولة إصلاح ورسائل العشق الوطنية من المصريين ونصائحهم ورعبهم الشديد على أهلهم وشعبهم تقابله خناجر مسمومة بحجة أن الرئيس يعرف، ويقرر، ويختار، ويفكر، فانتظروا المفاجآت ولا تتعجلوا النتائج.
المفترض أنك تعرف إلى أين تذهب الدولة؛ ليس قبل ثلاث سنوات من دخوله القصر .. أو عام واحد، أو عدة أشهر، أو عدة أسابيع، فتكفي ساعات قليلة حتى تكتشف الحقيقة تليها مسكنات للنفس لعلك تكون مخطئــًــا، وصبر حتى تمنحه الفرصة، وصمت حتى يعمل.
نحن خلف قواتنا المسلحة، ولكن الإعلام المصري الرسمي يطعنها في كل أنحاء جسدها، والرئيس صامت .. صامت .. صامت.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 28 نوفمبر 2016

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...