29‏/10‏/2018

الموت يحكم الحياة في الجزائر!

الموت يحكم الحياة في الجزائر!

في الولاية الخامسة للرئيس الميـّـت الحيّ، عبد العزيز بوتفليقة، أقترحُ أنْ يحضر حفلَ أداءِ القَسَمِ حفّارُ القبور تحسُبــًــا لأيّ حَدَثٍ متوقــَــع!
أحبُ الجزائرَ وثقافتـَها وشعبــَـها وتاريخـَـها النضاليَ العريقَ وكُتــَّـابها وعِزةَ نفسِ أبنائــِـها وغضبَ الجزائريين إذا تعلق الأمرُ بالكرامة، فالجزائري صعيدي بدون نبـّـوت!
ومع ذلك فبلدُ المليون ونصف المليون شهيد يرضىَ بهذه المهانة، فزعيمُها لا يستطيع أنْ يتكلم، وهو يسمع بصعوبة، ولا يتحرك من مقعده، ولا تسعفه ذاكرتــُـه بشيٍء، ولا يستطيع متابعةَ أخبارِ بلدِه التي يحكمها، ظاهرًا، وتحكمه باطنــًـا!
تلميذُ الراحل العظيم هواري بومدين ضرب الصورةَ المُشرقة للجزائر في مقتل، فالصراعُ الإسلامي/العسكري على السلطةِ يدفع بالشعب إلى حنين الاستعمار؛ لذا فعندما يقوم رئيس فرنسي من أبناء ودعاة الجزائر فرنسية(!) بزيارة الجزائر يلهب أحلامَ الشباب في الهجرة حتى لو كانت مساحة سمراء في  أرصفة كاليه، أو سوقا للخضار في مارسليا!
يهين الزعيمُ شعبــَه بالاستبداد، وأحيانا يهين الشعبُ زعيمــَـه بالتحنيط في حياتــِـه قبل دفنِه!
جزائر مالك بن نبي وعبد الحميد بن باديس وعبد القادر الجزائري وجميلة بوحيرد وعشرات .. وآلاف من المجاهدين انتهتْ صورتُهم المشرقة في الكرسي المتحرك الذي يثير حفيظة عشاق الجزائر والمغرمين بتاريخ أبنائها.
في نفسي غُصّة، وفي قلبي حزنٌ شديد، وفي جهازي العصبي غضبٌ عارم على انتقام العسكر والإسلاميين من شعب تعلــَّـمنا علىَ يديه عبقرية النضال وشراسة التحرير.
"تموت الجزائر ولا يموت الرئيس"! هذا شعار الحمقىَ الذين يُخفون في صدورهم كراهية للوطن، وأسفل سيقانهم أقدامٌ سوداء حركية تريد التأكيد أنَّ معركة الجزائر لم تنته لصالح شعبـِــنا العظيم، فالعسكر قادرون على الانتقام من الأنبياء الغاضبين سواء كانوا في وهران أو قسنطينة أو حتى ميدان التحرير بعاصمة المعزّ!
هل سيقسم الرئيس بوتفليقة على المصحف أم على النعش؟
لو غضب الجزائريون على العسكر والإسلاميين مرة واحدة، فسيعود السلامُ للوطن المحرَر أكثر منذ نصف قرن، وتتفتح أبواب الخير، ويلتحم الشقيقان: المغرب والجزائر ولعل تونس تنضم إليهما.
في الجزائر خير من أرض وصحراء وشواطيء وغاز وبترول وكفاءات شبابية تصنع المعجزات، فكيف اختاروا لها الموتَ حاكما لينفخ فيها الحياة المزيفة؟
أيها الجزائريون أبناء وأحفاد الأبطال والشهداء،
سارعوا بإنقاذ بلدكم قبل الندم على التحرير!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 29 أكتوبر 2018

الجنسية الخليجية .. الشرف المستحيل!


الجنسية الخليجية .. الشرف المستحيل!

قد أتفهم مخاوفَ السلطات في أيّ دولة خليجية تمنح جنسيتها وفقا لطول فترة الاقامة بغض النظر عن الملابسات الأخرى كالثقافة واللغة والعوامل المشتركة.
هناك وافدون آسيويون قضوا في مدن خليجيةٍ عقدين أو ثلاثةً، وكثيرون منهم لا يستطيعون تركيبَ جملة عربية واحدة سليمة، فضلا عن القراءة

ستصيبني صدمةُ الدهشةِ إن رأيتُ، مصادفةً، في إحدى زياراتي الخليجية بنجلاديشيا أو سريلانكي أو هنديا أو فيليبينيا يجلس في مقهي ويقرأ مقالا بالعربية في ( البيان ) الدبيانية أو ( الشرق ) القطرية أو ( الوطن ) المسقطية أو ( الخليج ) الشارقية أو ( الطليعة ) الكويتية
ولكن سيغشى علي وترتطم رأسي بالأرض إن شاهدتُ واحدا منهم يجلس وفي يده كتابٌ لتركي الحمد أو يقرأ شعرا للدكتور خليفة الوقيان أو للدكتور غازي القصيبي أو يبحث في مكتبة خليجية عن كتاب بلغة الضاد للدكتور عبد الله الغنيم
في الجانب الانساني هي عمالة ينبغي أن يكون لها كل الحقوق والكرامة والأجر الكافي والمعاملة الحسنة والتأمين والسكن اللائق، أما الجانب الذي نتحدث عنه وهو الحصول على جنسية دولة خليجية أقام فيها المغتربُ الوافدُ معظمَ سنوات عمره فهو أمر يحتاج منا إلى التريث والمطالبة باحترام الجنسية، ومنحها لمن تتوفر فيهم كل الشروط المناسبة وفي مقدمتها اللغة العربية قراءة وكتابة




ولكننا هنا نتحدث عن الظلم الشديد الذي يتعرض له مقيمون وافدون ومغتربون قدّموا أعمارَهم في خدمة الدولة المضيفة، ولا يعرف أولادُهم بلدا آخر غير البلد الخليجي المضيف، ومع ذلك فلا يحصلون على الجنسية ولا يتمتعون بالاقامة الدائمة ولا يشاركون في ثمرات عملهم وجهدهم وعرقهم
كيف لمدرس أو أكاديمي وأستاذ جامعي أو طبيب يمارس الحياة الطبيعية بما فيها اهتمامه بقضايا وطنه الخليجي الثاني ، ويفهم اللهجة بل ويتحدثها، ويُربي أجيالا يعلمها الولاءَ للوطن، ويلقّنها دروسَ العقل والأخلاق والعلم والأدب، ثم يقف بعد عشرين عاما في صف طويل ينتظر أن يوافق شابٌ في الداخلية في عمر أولاده على تمديد اقامته عاما آخر بعد دفع رسوم الاقامة؟ 
في بعض الدول الخليجية يتم الحصول على الجنسية بالواسطة والمحسوبية، بل قد تحصل عليها مطربةٌ ناشئة تثير رقتها واتساع فتحة الصدر في بلوزتها الشفافة عاطفةَ الشفقة والشهامة(!) لدى مسؤول كبير فيأمر بتشريف الوطن بجسدها العبقري البض العجرمي وتنضم صاحبتنا لحاملي جنسيته، في الوقت الذي يكون هناك مواطن عربي موسوعي يعمل في مركز بحوث ودراسات أو علوم أو آداب بدأب وأمانة وحب جارف حقيقي لوطنه الثاني ويحمل همومه في صدره أكثر مما يفكر في هموم وطنه الأم، ومع ذلك يمكن تفنيشه بين لحظة وأخرى، وبامكان رائد صغير وضعُ علامة حمراء على ملفه أو عرقلة تمديد الاقامة



لقد آن الوقت لحسم هذه القضية، ومنح جنسية أي دولة خليجية لكل مغترب قضى على الأقل 12 عاما متواصلة ( العطلات حق طبيعي )، ويجيد اللغةَ العربيةَ قراءةً وكتابة، ولم يتم اتهامه في قضية أخلاقية، ولتكن البدايةُ مع الباحثين والعلماء والأكاديميين والأطباء والمهندسين والاعلاميين والأدباء ثم يتوسع القبول وفقا لما تراه مصلحة البلاد على أن يحصل على الاقامة الدائمة ( وليس الجنسية ) كل من أقام لعشر سنوات متصلة في البلد الخليجي
عندما يتوقف الظلم تنتعش وترقىَ المشاعر الانسانية، وتقل نسبة الجريمة، ويتناغم أفراد المجتمع، ويتم اطفاء حرائق وصدامات نائمة في أحضان ظلم لا يتحدث عنه الكثيرون
والظلم قد يملك أقوى حقنة تخدير للضمير، فيخرج فجأة شيطان الإرهاب ويضرب بقسوة وعنف وغلظة، أو تصطاد جماعات القتل العشوائي مفخخيها من بين من وقع عليهم أو على آبائهم وأمهاتهم ظلم بين وقهر شديد
من هنا نبدأ ... 
من تجفيف كل مصادر الظلم والغبن وهضم الحقوق والتهميش والصراع الطبقي والتخدير باسم الدين والتمييز الطائفي




محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو   النرويج



لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...