31‏/03‏/2021

آخر المحتالين المحترمين!


آخر المحتالين المحترمين!

أفشل داعية ممثل؛ ربما لهذا تراصت أصفارُه في حسابه البنكي عن يمين آحاده!

كلما لخبط، وخربط، وبهرج مع مسكنة ظاهرة جذب إليه ملايين من الشباب الموعود بفرص عمل لا تحتاج لخبرة؛ إنما لأدعية بالقرب من الحرم الشريف.
صاحب أسوأ لغة عربية في الدعاة الممثلين والمهرجين، فقد دخل مجال الدعوة الإسلامية قبل أن يضع قدمه على ألف باء ضادنا، لذا كان التفسير عصيــّا عليه، فزاد إقبال الشباب على حكاياته.

عمرو خالد يأتي إلى الدرس وقد حفظ عن ظهر قلب حكايات انتقلت إليه عبر مئات الأعوام، ولما وصلت، تكون قد أُهلكت، وبهتت، وتغيرت عشرات المرات؛ لكن المسلمين مستعدون لتصديق أي متحاوريّن مرّا بالقرب من خيمة في يثرب منذ أربعة عشر قرنا!

عمرو خالد تمكن من اقناع الشباب بالحجاب والنقاب والفصل بين الجنسين وانتظار تدخل العناية الإلهية لكي تتغير أوضاعهم المادية!

وفُتحت له أبواب في كل مكان، فهو القادر على تخدير الوعي الشبابي حتى أنهم صدّقوه عندما طلب جهرا من الله، عز وجل، أن يغفر للمشتركين على صفحته، وتعمّد أن لا يدعو للآخرين، تماما كبائع الفجل الذي يعدك بالجنة إذا اشتريت منه، وبالحور العين إذا اشتريت أيضا الفلفل الحار.

أي مثقف وقاريء جيد ودارس للدين يكتشف منذ أول فقرة أن عمرو خالد ساذج ووصولي وغير مقتنع بما يقول، وجاهل إذا أخرجته مما قام بحفظه، وقف ببلاهة لا يفهم ما تقول!

ليس شريرا مثل وجدي غنيم وأبي إسلام وآيات عرابي ومحمد حسان؛ لكنه متخلف عقليا كمعظم الشيوخ الدعاة المحدثين، ومن قال بأن شبابنا وحكومته وبرلمانه وإعلامييه يريدون داعية فيه ذرة ذكاء أو جزيء معرفة أو رائحة عقل يعمل؟

ضحك على الساذجين بمشروع صُنّاع الحياة ووعد بعشرة ملايين وظيفة، وجمع أموالا طائلة تعادل ما جمعه زميله محمد حسان، وتبخرت الأموال كما فعل الريان في شركات نصب واحتيال وتوظيف باسم الدين.
نصبَ على السعودية في مشروع الدجاج الحلال فدخلت حساباته أموال حرام، واعتذر بعد ذلك!

ثم قفز على إعلان عطور عبد الصمد القرشي، واكتشفه المضحوك عليهم، ولم ينفعه الاعتذار مرة أخرى.

في عصرنا الحديث تستطيع أن تبيع كوكب الزهرة أو عطارد للمسلمين شريطة أن تستشهد بالقرآن الكريم، ككل المحتالين، وتحصل على الثمن مضاعفا!

كل أتباع الأديان مهيأون للضرب على القفا، أما المسلمون فيتدافعون للمحتالين والنصّابين والغشاشين بأقفيتهم، ما دام الداعية قد أخذ عهدا على الله أن يدخلهم رحمته، ويمنحهم الحور العين، ويجعل الجنة أخصب مكان لممارسة الجماع ليلا ونهارا!

يغضبني أكثر الشيوخ الدعاة لأنهم أشرار ومحتالون وكذابون وطائفيون؛ لكن عمرو خالد لا يغضبني كثيرا فهو بسيط، وساذج، وعبيط، وجاهل وقد تفتحت أمامه أبواب لا تُفــْـتــَح إلا للدراويش؛ أما غضبي وعتابي وانتقادي فهو موجه للشباب الذين استغنوا عن علوم الدنيا بحكايات الأقدمين، واعتبروا ما سرده عليهم عمرو خالد من شطحات وخرافات جزءًا من دينهم.. خاتمة الرسالات السماوية.

كل الدلائل تشير إلى أن عصر عمرو خالد قد انتهى فقد جاء دعاة وشيوخ محنــّكون في الاحتيال، ويلعبون بالبيضة والحجر، ويفسرون الإسلام تفسيرا دمويا، سيفيا، كأنهم سيفتحون الأندلس ويتقدمون بخيولهم إلى الدول الاسكندنافية.

لكن كيف يمكن رتق، وتصحيح، وتصليح، وتهذيب، وتمدُّن، وعقلنة الخربشات التي أحدثتها حكايات عمرو خالد البلهاء؟

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...