عشرون ملاحظة على لقاء عمرو أديب بمحمد صلاح!
1- كان اللقاءُ ممتعا للمشاهدين رغم التفاوت الكبير بين النجم والإعلامي، فهما من عالميّن مختلفين.
2- محمد صلاح لم يزايد وطنيا أو دينيا؛ إنما شهد بالفضل على تفوقه ومهارته إلى العقل والاجتهاد والتدريب والثقة بالنفس.
3- كان عمرو أديب صغيرا أمام الكابتن، ولم يتمكن من جذبه إلى عالم الأسئلة التافهة، فيُحوّلها محمد صلاح إلى متعة وفائدة للمشاهد .
4- كان محمد صلاح صريحا وواضحا رغم دماثة خُلقه؛ فقد قال بأنه غادر مصر وفي نيته عدم العودة ليفهم المشاهد أنه غير راضٍ مطلقا عن الوضع العام برمته.
5- أثبت محمد صلاح خطأ كل الأقاويل الهزلية بأنه داعية لدينه، إنما كان مدرسة متكاملة في علم النفس والسلوكيات القويمة وأن النجاح يعود للثقة بالنفس والتي نصح بها كل مشاهد يريد أن ينجح.
6- لم يجامل أو ينافق أو يطبّل أو يُرجع الفضل لتوجيهات رئيس الدولة، فهو أكبر منه، فالرئيس لا يملك عبقرية الحُلم التي هي نهج محمد صلاح.
7- لم يُشر من قريب أو من بعيد للدين، ومن ينصت إليه جيدًا يراه إنسانا فقط، وليس إمام مسجد في الملعب، فكسب القلوب وخسر الذقون، وكان حريصا أن لا يقع في مصيدة الأدعية والفضل وصلاة الفجر وقراءة آيات النصر الكروي.
8- رغم أن عمرو الأديب يبلغ من العُمر ضعف محمد صلاح، إلا أن الملك المصري كان يجمع خبرات في الحياة والذكاء والدهاء والتسامح أضعاف ما لدىَ الإعلامي.
9- لم يرفع محمد صلاح قبضته ويصيح للمهووسين: تحيا مصر التي تصب في صالح النظام السياسي، أو أنا مسلم التي ترجّح كفة دواعش الأمة، إنما كان يُلقن محبيه دروسا في اندماج المهاجر في المجتمع المضيف، نفسيا وعاطفيا وولائيا.
10- كان محمد صلاح داعية لدين الأديان، أي التفاؤل والتفكير العقلاني والترتيب والتنظيم والتمدّن والاجتهاد، فكانت قدماه أذكى من عقول المتدينين والوطنيين.
11- جعل محمد صلاح قريته هي العالم، وقرويته هي الأصل، وليفربوليته هي الوطن الجديد دون أن يحيد يمينا أو شمالا فيهتز الولاء بين وطن غادره و.. وطن احتضنه.
12- كان متحضرا حتى في فرحه وسعادته وبهجته فهو لا يحتفل بهزيمة من شاركهم من قبل الملاعب الخضراء، ويحتار إذا فاضل أحدًا على أحدٍ، كما حاولت اهتمامات عمرو أديب أن تحشره فيها، فكان بحق هو الإعلامي والكابتن، بل كان يمكن الاستغناء عن عمرو أديب ليتحدث محمد صلاح مع نفسه فيتفوق عليها!
13- من أراد أن ينجح فنجاحه يُنسب إليه فقط، فهو صاحب الحق الأوحد والفضل الأكبر على نفسه، وهي قمة الثقة بالنفس في سن التاسعة عشرة عندما غادر إلى بازل فروما فبرمنجهام.
14- كان يحقق الهدف في عقله أولا، ثم ينقله إلى قدميه في الملعب، فجعل الكُرة تصيب الشبكة قبل المباراة بيوم أو.. أكثر.
15- لحية محمد صلاح كانت تُكمل ابتسامته المريحة والتلقائية والطبيعية ولا علاقة لها ألبتة بتوجيهات دعاة الفرض الديني السلفي.
16- كان الكابتن حالة سلام وحب وتواضع مع نفسه، وأطل صغيرًا، في العُمر، على عمرو أديب فتلقفه محبوه كبيرًا في عيونهم.
17- كانت المفاجأة لعمرو أديب الذي لم يُعد نفسه جيدًا ليستخرج من ضيفه روح الحياة، لكن ضيفه كان أسرع بوضع النقاط فوق حروف كلمات تُبهج، وتُدرَس، وترفع من شأن هذا الفرعوني الذي يصيب الشبكة بقدمه الساحرة والقلب بإنسانيته الرائعة.
18- محمد صلاح أثبت أن القرية المصرية تستطيع أن تمدّ العاصمة بسلوكيات متمدّنة ليست بالضرورة مستندة على دين أو مزايدة وطنية، رغم أن إيمانه بالاثنين: الله والوطن، كان يُطل من بين جوانحه فيخلط النيل بالتيمس.
19- أحاديث محمد صلاح ينبغي أن تُدرس في مدارس مصر كلها، ليتعلم الكبار المصنوعون إعلاميا أنهم صغار مقارنة بالوجه الجديد للتحضر.
20- انتهى خوفي تماما أن يسرق الوطنُ الأم محمد صلاح ويُلقي به في دائرة التعصب والدعوة الدينية والمديح الزائف في وطنٍ يئن مع تطبيل يرن، وكسب الكابتن مباراة إعلامية فـُـرضت عليه مصطلحاتها، فأنسنها، وجعلها في شبكة الوطنين: الأم والمضيف.
محمد صلاح رفع الفلاح المصري مئة درجة، وجعل مصر في أحلام أطفال العالم. تحية إلى عمرو أديب الذي حاول المسكين أن يرتفع إلى قامة محمد صلاح ، ففشل، لكن الكابتن أخذ بيده، وصعدا معــًــا إلى حوار ممتع وبديع.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 13 مايو 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق