11‏/05‏/2018

تقرير البي بي سي.. وصمة عار في جبين كل صامت!


تقرير البي بي سي.. وصمة عار في جبين كل صامت!
جاء حسني مبارك وقضىَ ثلاثين عاما كأن مصر بشعبها وخيراتها وأرضها وسمائها ملكية خاصة له ولعائلته.
وقامت ثورة الأنبياء الصغار فأطاحت به، ليجيء مساعده المشير طنطاوي فيقضي عاما ونصف العام ويرتب أوراق تبرئة المجرم، وتحويل المنهوبات، وإخفاء أبشع الجرائم.
وجاء بعدهما ملعون ثالث باسم الدين؛ فظن أنه نجح في الانتخابات بفضل منافسة النسخة الثانية من مبارك، أي أحمد شفيق، وقوة جماعة المرشد وسطوتها وأموال تُغدق عليها من كل مكان. 
ووضع مصر كلها بين السيف والمصحف، وظهرت خفافيش الظلام توطئة لإمارة إسلامية داعشية ترتدي ثوبا عصريا.
ولم يتحمل الشعب، فثار ثورة عارمة وثب في مقدمتها عسكري آخر من المجلس الذي يحكمه مبارك وطنطاوي.
وكان شعبنا أمام خيارين أحلاهما مُرّ مرة أخرىَ: السيسي العسكري أم مرسي وجماعته، وكانت الثمرة ناضجة وسقطت بين يدي السيسي بفضل دعم شعبنا.
ووعد الرجل الشعبَ بالمن والسلوىَ، وعد بعدم ترشح نفسه، وتعهمد بدولة القانون، ومحاكمة لصوص الحُكم؛ فإذا به يحاكم شباب الثورة والشعب والإسلاميين والمناهضين وكل من يرفع صوته.
تلك هي حكاية شعب يناهض الظلمَ فيه أقل من خمسة أشخاص من كل ألف، وعشرات الملايين ينقسمون بين الحسبنة الصامتة، حسبنا الله ونعم الوكيل، وهي لغة الضعف الأرضي حتى لو كانت قوة في السماء، وبين أنوار مبهجة من أبناء النيل يدفعون ثمن بقاء الشعب على بين الحياة والموت.
وكالعادة جاء جنود الشيطان لحماية الطاغية: إنهم كتائب الإعلام النجسة والذليلة يدعمها قضاء يحكم باسم إبليس ويزعم أن الشيطان هو الله.
والسيسي هو صاحب القبضة الأقوى والأشرس فهو على استعداد أن يلقي كل المصريين في نهر النيل دون أن يرف له جفن.
والسيسي محظوظ فقد ظهرت قوىَ إسلامية اخوانية أو متفرعة منها، يمقتها الشعب ويخشى عودتها وبالتالي منحته تصريح الاستمرار لأربع سنوات خامسها جحيمها.
والسيسي محظوظ فالكلمة فقدت قوتها وروحها ومعناها، ولم تعُد تحرك المصريين نحو حقوقهم، فقبضة واحدة تُحيي وتميت قلوب الملايين.
هذا التقرير سواء اتفقت مع بعضه أو اختلفت باستعارتك ألسنة الإعلاميين المصريين وأصدقائهم، هو وصمة عار في جبين مصر لمئات السنوات القادمة.
معركة الشرف الكبرى هي مع الأُذُن المصرية التي ترفض أن تنصت للحق خشية أن تعرف الحقيقة.
تقرير تهتز له السماوات ولا تتحرك له الأرض.
تأملوا جيدًا فستجدون آباءكم وأمهاتكم وأبناءكم !
تأملوا جيدا فستعثرون على أنفسكم بعد حين!
مصر تعيش أتعس وأسوأ وأغبر وأحزن زمن مر بها أو مرت به.
سيقول البعض بأن التقرير كاذب، وأنه يصف الجنة كأنها الجحيم، وأن الرجل أنقذنا من فتنة الاخوان فإذا به ألعن منهم.
السيسي أحد طغاة التاريخ يملك قوة معارضة الاخوان المسلمين الحمقىَ له، ولو توقفوا، فستصعد روحه إلى بارئها.
إن الوقوف مع السيسي ودعمه وتأييده حرب ضد مصر وأهلها مهما كانت التبريرات.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 11 مايو 2018

https://www.youtube.com/watch?v=AaD7saEFhrE&t=648s

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...