03‏/06‏/2017

هكذا غــَـزَوْنــَـا أنفُســَــنا!

قاطعوا التعليق على الصور والأفلام والكليبات، فكل عشر صور منها تسع صور فوتوشوب. لا تصدّقوا صورة أو مقالا أو كاتبا أو إعلاميا أو مسؤولا. كل ما حولنا، تقريبا، أصبح كذبا وباطلا ومستنسخاً، من صور الحروب إلى المذابح إلى الاحصاءات إلى الرؤوس المفصولة عن الأجساد.
نحن نعيش أسوأ عصور عالم الغاب، ومئات الآلاف من شياطين الإنس قاموا بغزو الصحافة الورقية والالكترونية والقنوات الأرضية والفضائية والإنترنيت، فيسبوك وتويتر ومنتديات ومواقع، فلم يعد هناك خبر أو صورة أو فيديو كليب أو "عاجل" أو مصدر معروف أو مجهول إلا ويبث تخاريف وهزلاً وسفالة وحقارة ووضاعة الكذب.
 سباق مجنون ومحموم لخلط كل الأوراق والبدء في صناعة عالم جديد من الفوتوشوب السمعي والبصري.

كلنا نتنفس الآن أخباراً غير صحيحة، ونقرأ لأناس وهميين، ونتأثر بكتابات مسروقة، ويتلاعب بنا أباطرة المال والسياسة والسلطة والدين.
 لا تصدقوا حزبيا أو سياسيا أو إعلاميا أو مجاهداً أو مخترعا أو مكتشفاً أو قاضيا أو مستشاراً أو طبيباً أو صيدليا أو محاميا أو مراسلاً أو خطيبا أو ضيفاً في قناة دينية.
لا تصدقوا من يقرأ عليكم من الكتاب المقدس بعهديه، القديم والجديد، أو من القرآن الكريم.
كلنا فوتوشوب باسماء حقيقية أو مستعارة.
 كلنا انخرطنا رغم أنفنا في الحرب النتيــّــة والنتنة الأولى وأكاد أسمع صرخات وضحكات إبليس علينا، فقد دلــَّـنا أخيراً على طريق الهاوية.
طائر الشمال
محمد عبد المجيد
أوسلو النرويج

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...