28‏/03‏/2021

لا تـَـقـُـل عنهم أنبياء!

لا تـَـقـُـل عنهم أنبياء!

بل سأقول أنبياء عن الأطباء الذين افترسهم فيروس كورونا وهم ينقذون مرضاهم، وأقول أنبياء عن شباب ثورة 25 يناير الذين ضحّوا بأرواحهم لينقذوا بلدَهم بعدما صمت آباؤهم ثلاثين عاما، وأقول النبي مجدي يعقوب، وأقول النبي نيلسون مانديلا، وأقول النبي باتريس لومومبا، وأقول النبي مارتين لوثر كينج، والنبي مالك بن نبي!

الكلمة ليست حِكْرًا على الإسلام وفهم المسلمين؛ لكنها وصف لرجال أقل ما نُقدّمه لهم هي رسالة أرضية فيها من روح السماء ما يعادل رسالات الأنبياء!
الألفاظ تُصنَع في النفس، ويحملها اللسان أو القلم، ولا تحتاج لمفاهيم الدراويش الذين يُحرّمون ما لم يتناغم مع أفكار أناسٍ ماتوا وشبعوا موتا منذ مئات السنين.

أقول للذين يعترضون، وأكثرهم عن حُسْن نيـّة، استخدامي لمفردات لغوية تصدم تراثيات ذهنية مُثــَـبتة في عقولهم بأن كتاباتي لا تخضع لفهم شيخ أو قسيس أو حاخام أو مُفسّر، لكنها تُحلــِّـق في فضاء الحرية الملتزمة.

ألفاظي ليست مصنوعة في غُرزة مخدرات كمفردات السياسيين ورجال الدين والإعلاميين والمحامين والقُضاة وضباط الأمن والمخبرين؛ إنما هي نتاج بهجة الثقة بأن اللغة ليست للتخويف وللتهديد، إنما هي للحقوق والحب والتسامح والتآلف؛ وأيضا لجعلها أَسِنة في رماح تخترق عيون الطغاة.

ديني وردة وليس سيفـًـا، ومفاهيمي لا تقطر منها الدماء، وإيماني بالله لا يحتاج تقويما من قوىَ التخلف والتشدد والتزمت ومن عاشقي رُعب السؤال.
هذه الكلمات هي رسالة إيضاح للمرتعشين من الدين، والذين يتصورون أن الله، معاذ الله، ينتظرهم على ناصية كل شارع بهراوة من نار جهنم.
ليس من حق أحد أن يكتب لي: ( لا يجوز أن تقول عن فلان بأنه نبي)؛ ومن يعترض فليمدُد بسببٍ إلى لقاءِ الله ويسأل عن مئات المعاني للنُبوّة!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...