لهذا لن يكون في مصر يناير جديد!
أيها المصريون الغاضبون لا تنتظروا ربيعا آخر وينايرًا جديدًا ما دامت القوىَ الدينية؛ خاصة الاخوان المسلمون، متربصين بالحُكْم، وحالمين بالعودة الفاشية للسلطة باسم الله!
حتى لو تم نزع الخوف الثابت في صدورأبناء شعبنا المصري فسيحل محله الفزع من حُكم سلطوي ديني كاذب يمهد الطريق لدواعش وسلفيين وبلطجية وقتلة ومتطرفين.
يناير الجديد لن يقف مرة أخرى في ميدان التحرير طالما كانت صورة المرشد ماثلة أمام أعيننا، والكذب باسم الشريعة يقف كخط الدفاع الأول عن القصر و.. عن العسكر.
لقد أطيح بالبشير وببوتفليقة عندما انكمشت، وتقزّمتْ، واختبأتْ القوىَ الدينية، ثم انصهرت في مطالب الشعب بغير شعارات عدائية للقوى المدنية وحقوق الإنسان.
إن وصول عبيد المرشد للقصر تستتبعه مشاهد يقشر لها جسد الإنسان الحر، فالمواطــَـنة تجري حثيثا نحو الترابط الديني، والقانون يُستبدل، وتحل محله خطب منبرية هوجاء ومهووسة، وتتحول الدولة إلى مشاهد مفُسَّرة بالجنس واللحية والحجاب والنقاب، ووقف مناقشات هموم الشعب في مجلس النواب حتى يُرفع الأذان ومراقبة المصري لابن بلده من خلال المُقَدَّس الوهمي ومطاردة الإبداع ثم التحالف مع قوى إرهابية، حتى عن طريق غير مباشر.
لذا فالربيع المصري الثاني لن يعود ولو بعد مئة عام ما انفك الاخوان المسلمون يزعمون أنهم معارضون، ويفتحون معركة إعلامية في كل مكان مهاجمين النظام وهو سعيد بهم، فهم يمدّون في عُمره.
عندما تراجعت القوى الدينية وتركت الوطنيين المدنيين وفي المقدمة نساؤهم وأطفالهم وشبابهم يرفضون الحُكْم الجائر والفساد، خرَّ بوتفليقة والبشير وبن عوف لأنهم لم يجدوا معارضة دينية تنقذهم بهجومها عليهم.
أنا أدعوكم لليأس من أي تغيير في المشهد المصري؛ فالقصر ثابت في مكانه بفضل خوف الجماهير من حُكْم شريعة كاذب تزعم سلطته أنها من عند الله، وما هي إلا خادمة للاثنين معا: السلطان والشيطان.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 14 ابريل 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق