مرات كثيرة أتناقش فيها مع نرويجي يحدثني عن ( الحروب بينكم وبين إسرائيل )، فأردّ قائلا: هذه أول مرة أسمع أن هناك حربا بين إسرائيل ومصر!
يتعجب محدثي ، وقبل أن تزول الدهشة من على وجهه أشرح له أو لها:
عام 1948 لم تقم حرب ولكنه اعتداء اسرائيلي سافر في مصيدة محبوكة، فقوات الاحتلال البريطانية في القناة هي المسؤولة عن الجيش المصري الواقع تحت سيطرتها والملك فاروق.
في عام 1956 قامت مصر بتأميم قناتها لصالح شعبها وفي الوقت نفسه تمر سفن العالم من القناة، فجاء البريطانيون والفرنسيون والإسرائيليون في عدوان ثلاثي آثم، ونحن لم نحرك جنديا واحداً للاعتداء على الآخرين.
في عام 1967 كانت حربا كلامية ولم تحرك مصر جنديا واحدا ليكون في وضع الهجوم أو الاعتداء، وجاءت الترسانة الأمريكية لدعم إسرائيل في حرب غادرة وخاطفة كما فعل اليابانيون في بيرل هاربور فتركيع مصر أهم هدف إمبريالي بعد دعمها لحركات التحرر في الجزائر والكونغو وجنوب أفريقيا وجنوب اليمن وغيرها.
وفي حرب الاستنزاف كان المصريون أسياد إرادتهم، وأغرقوا المدمرة إيلات وتم البدء في الاستعداد لحرب أكتوبر، فُقتل عبد الناصر هما وكمداً إثر انقاذ الفلسطينيين في سبتمبر الأسود.
وفي أكتوبر قام المصريون الأبطال بتحطيم خط برليف ( داخل مصر ) ولم يقوموا بضرب تل أبيب أو ارسال صواريخ تدك الدولة العبرية، أي أنها لم تكن حربا بين قوتين، إنما محاولة مصر إبعاد المحتل عن أراضيها.
ثم أسأل محدثي: قل لي إذاً أين هي الحرب بين مصر وإسرائيل؟
إنها اعتداءات متكررة على مصر، ودفاعات شعب بطل لم تنهزم إرادته.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق