16‏/09‏/2018

نداء لتميم ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد!


نداء لتميم ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد!

أحب دولة الإمارات حُبا جمّــًــا، وأحترم قيادتها الرشيدة التي تُسَيّر الدولة بروح زايد، رحمه الله، وأرىَ في فكر قيادييها تحضُّرا وتمدنا ورغبة في صناعة مجتمع السعادة والرفاهية.
لكن المستقبل المشرق الذي سينعكس أضعافا مضاعفة على دول المنطقة وعلى شعب الإمارات ووافديه وضيوفه سيتحقق بخروج الإمارات من كل صراعات المنطقة، صغيرها قبل كبيرها، فشعبنا الإماراتي يستحق كل فرد فيه أنْ يحيا ويموت في سعادة..  وأمان لأطفاله.
المنطقة تمر بجنون الكبار، وحلــْــبُ خيراتها يجري على قدم وساق، وأكثر دول العالم تطمع في الكعكة الإماراتية، وعبقرية الإدارة ستُجابَه بمعوقات وألغام فكرية وداعشية واخوانية وسلفية وجزيرية!
السعودية لن تتمكن من مساعدة الإمارات لأن الدوحة وطهران وأنقرة تقف كلها بالمرصاد لاستنزاف الرياض، والبحرين لديها مشاكلها الطائفية فضلا عن تربص طهران بها، ومصر بها فساد لم تعهد مثله منذ عهد الفراعنة وبها أيضا فكر داعشي سلفي لا يحمل مودة للإمارات إلا تقية ما دام الدعم المالي موجودًا، وبها أيضا أضعف إعلام وأجهل إعلاميين في العصر الحديث.

تبقى معركة دولة قطر المدعومة إخوانيا وتركيا وحوثيا، ولديها فائض في الأموال والغاز والنفط جعلته في خدمة كثير من الإعلاميين المرتزقة، وأكثرهم ذوو توجهات دينية.
وقطر تستضيف أقطاب الفكر الإسلامي الطالباني والداعشي والقرضاوي، فالدوحة لا تُفرّق بين معركتها مع النظام العسكري في مصر ودعمها لنظام الدرويش الاخوانجي محمد مرسي في سجنه.
من يتابع الإعلامَ القطري وربيبته الدبلوماسية يتأكد له أن أموال نظام الحمدين وتميمهما ستظل تُستنزف في معارك الكراهية الدينية ضد دولة الإمارات.
لقد قامت الإمارات بواجبها، وجابت النظام الطائفي الحوثي في اليمن الذي يمكن أن ينتهي بعد نصف قرن طالما كان مدعوما من الهوس الإيراني الذي ظل في حالة هياج منذ فبراير 1979!
السؤال المطروح والصادق من صديق للإمارات وخائف عليها وعلى نهضتها المباركة هو: هل دولة الإمارات مستعدة للاستغناء عن سعادة مواطن واحد أنبتته يد الراحل العظيم الشيخ زايد، رحمه الله، في تُربة صالحة للخير والإنسانية والسلام؟
لقد قدّمت الإمارات شهداءَها، والحرب في اليمن يلعب بها الكبار والصغار، وعلي عبد الله صالح كان طاغية ومجرما تلقىَ دعما من العالم العربي برمته، وعبد ربه منصور هادي لا يستطيع أن يُحرّك حزمة قات من موضعها.
دولة قطر تمر بوقت هي في حاجة للمصالحة قبل دورة الألعاب الأولمبية لعام 2022، وتحتاج لملايين الخليجيين والوافدين الذين سيجعلون ملاعبها حدثا تاريخيا، ولابد من تجديد المقاطعة في صورة تحفظ ماء وجه الجميع، وتقطع الطريق على أنقرة وقُم وجماعة المرشد.
إذا اجتمع الشيخ تميم والشيخ محمد بن زايد والأمير محمد بن سلمان من خلال مبادرة مصالحة بعيدًا .. بعيدًا عن القوى الكبرى، فأنا واثق أن الزعماء الثلاثة قادرون على وضع حد للحرب في اليمن، وطرد عصابات الاخوان من الخليج كله، وتهيئة المنطقة لأولمبياد 2022 العملاق، وضمان نجاح قطر في استضافته، واقناع الدوحة بأن طابورها الخامس الإعلامي لم يعد له مكان؛ ففبركة الأخبار ضد الإمارات والسعودية ومصر والبحرين ( أنا مناهض للحكم في مصر وكاره لعودة الاخوان في أي صورة من الصور) وصلت إلى درجة مقززة للنفس العفيفة، وتجعل كل أيام تل أبيب أفراحا!
حديثي للمصالحة لا ينتقص من قدر كل قطرة دم شهيد إماراتي في الحرب ضد الحوثيين الطائفيين.
أتمنى عودة قطر إلى الحُضْن الخليجي رغم أن في نفس حزنا وغضبا شديدين من أثر المصيدة الحقيرة والقذرة والاستخباراتية التي نصبها لي الدكتور فيصل القاسم في ابريل 2008، فأجمعت أجهزة أمن عديدة على إحراقي على الهواء، وعدت بعدها بفضل الله أقوى وأشد صلابة وتماسكا.
كانت لي علاقات طيبة ودافئة مع المسؤولين في قطر، ونشرت حوالي 30 مقالا في ( الشرق ) القطرية إبان الاحتلال العراقي الآثم لدولة الكويت، إلى أن جاء ( الاتجاه المعاكس ) بمصيدته الإعلامية العفنة والدنيئة، فانتهت قطر من حياتي، وربح فيصل القاسم رضا أجهزة استخبارات عدة.
دعوتي للمصالحة الثلاثية هي رسالة حب لخليجية الخليج بدون جماعات دينية وقيادات إسلامية تستضيفها دولة قطر، وبدون وجود روسي أو أمريكي أو تركي أو إيراني.
ستقفز دولة الإمارات عقدين أو ثلاثة في انسحابها بعد المصالحة من كل أزمات الخليج والشرق الأوسط، فدولة الإمارات مكانها الطبيعي في صناعة السعادة والرخاء والحكمة.
تُرىَ هل أتوقع استجابة لندائي أم أنَّ المال والبارود والعواصم الكبرى أقدر على سدّ أذان من بيدهم الأمر.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 16 سبتمبر 2018    

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...