23‏/08‏/2018

سمعت الرئيس يقول: تموت مصر.. قراءة في ليلة القبض على معصوم!




سمعت الرئيس يقول تموت مصر.. قراءة في ليلة القبض على معصوم!
شكرا للرئيس السيسي فقد ترك السفير معصوم مرزوق يومي العيد الأوليـّـن
ليحتفل مع عائلته؛ ثم ضمّه لسامي عنان وأحمد شفيق وهشام جنينة!
الآن لم يعد لأي مصري مؤيد للسيسي حجة للدفاع عنه؛ فالرجل مجنون، وطاغية،
ومستبد، وكاذب، وفاشل، وسلفي مهووس، وبائع لمصر العظيمة قطعة .. قطعة.
الآن أشك وأرتاب في أي مثقف او إعلامي أو صديق يؤيد السيسي ولو على
استحياء، فمشروع الرجل الواضح الآن تخريب مصر، وتفكيكها، وبيع مياهها وجُزرها،

وكتم أنفاس أهلها، والقبض على أي حُرّ يؤمن أن مصر وطنه.

السيسي يرفض مبادرة السفير معصوم مرزوق للخروج من المأزق، فالرجل انتفخ
بفشله وجهله وغروره فظن أنه القائد العسكري المحنك الذي يستطيع أن يقضي على حفنة

من الإرهابيين في سيناء في ثلاثة أشهر، وأن رتبته العسكرية شهادة إدارة وثقافة
وسياسة، وأن الزبيبة في جبهته من رضا السماء عليه.

السيسي يملك كمية من الكبرياء والغطرسة والعنجهية المخلوطة بافتعال مزيف
للحنان والطيبة ويخاطب الشعب كأنهم تلاميذ في المرحلة الابتدائية.
أنا غاضب .. غاضب .. غاضب على المثقفين والإعلاميين والأكاديميين ورجال
الدينين، الإسلامي والمسيحي، فكل الشواهد والدلائل والقرائن تضعنا أمام حالة

هذيانية من العبث الحُكمي لرجل لا يستطيع تركيب جملة واحدة في أي موضوع فكري أو
ثقافي أو إداري أو عدلي، ومع ذلك فلا يزال هناك الملايين الذين يؤيدونه، خائفين أو
متبرعين بالخوف أو متجاهلين قضايا وهموم الوطن.

مشروع إنقاذ مصر من السفير معصوم مرزوق حالة من التحضر والتمدن والسلام
المناهض للاستبداد، ولم يكن تكرارا لثورة أو عصيان أو تمرد.
ولأننا صمتنا على حبس أبنائنا سنوات بدون محاكمة، وخرسنا بعدما قرر السيسي
الإيحاء للقضاء الفاسد بتبرئة كل المجرمين واللصوص وولاد الكلب ناهبي خيرات

الشعب..

ولأننا صمتنا على تنازله عن أرض مصرية، ومياه خالدة خلود القارة الأفريقية
فاستضعفه الضعاف في قارتنا السمراء، ولم يعد أمينا على أموال الفقراء، ووصل يقينه

بأنه لو بصق في وجوهنا فسنصفق له.

آلة الرعب، الحقيقية أو الوهمية، أخرستنا جميعا رغم أن الفاشل هذا أضعف من
ذبابة ميتّة، لكن المجلس العسكري بروحي مبارك وطنطاوي رفعه فوق رؤوسنا.
القبض على السفير معصوم مرزوق مع اتهامات قرود الإعلام الجبناء هو القشة
الأخيرة فوق ظهور بعير تبرك أو .. تموت.
كل خطابات السيسي وأحاديثه السخيفة والمتخلفة لا تحتاج لتلميذ خائب أن
يكتشف فيها أحط صور طغيان الجهل، لكن المصريين يعرفون، ويغمضون أعينهم، عن أم

الكوارث التي تنتظر مصر تحت حُكم هذا الفاشي المجنون.

القضية ليست اختلاف آراء بين مؤيديه ومعارضيه، لكنها فاصل مؤقت بين
الأحرار والعبيد، ومن حُسْن حظه وتعاسة حظنا أن الإسلاميين الحمقىَ من الاخوان

يعارضونه؛ فيتمسك به المصريون على مضض.

ومن حُسْن حظه أن تركيا وقطر وقنوات الاخوان تعارضه، فيلتف شعبه يكرهه
حوله، خشية الوقوع في برائن هؤلاء.
كان واضحا أن السفير المسالم والوطني والمحارب العنيد والدبلوماسي المخلص
سيخوض المعركة بمفرده، فشعبنا الذي خضع لمبارك ثلاثين عاما، ولإذلال طنطاوي عاما

ونصف العام، ولغباء مرسي وجماعته عاما كاملا سيستسلم لأي أمّي وكاره وبائع للوطن.

الآن يمكن للمصريين التوجه للاتحادية للركوع والسجود أمام حذاء هذا
الطاغية، بائعهم ومهينهم، ممزقهم ومفقرهم، مفرّغ جيوبهم والساخر منهم.
السفير معصوم مرزوق بمفرده قدّم مبادرة إنقاذ مصر، لكن المصريين رفضوها
قبل أن يحاكمه عليها المستبد الظالم، فللذل مذاق لا يعرفه إلا العبيد، وللمهانة

سحر لا يشعر به إلا الجبناء، وللقفا لسعات تستجدي كفَّ سيد القصر أن تصفعه قبل
طلوع الشمس وقبل الغروب.

أعرف أن كثيرين سينتفخون، ويزعمون شجاعة وهمية، ويدافعون عن كرامة ممسوخة،
لكننا، وأقولها بكل أسف، أصبحنا في قاع القاع وعلى مبعدة أشهر أو سنوات قليلة قبل

أن يشتري رقابــــَـنا الأصدقاءُ والجيران والأشقاء؛ ففلسفة الرئيس بأنه يريد أن
يبيع نفسه لو أمكن، كانت الإشارة إلى أنه يريد أن يبيع شعبه وأرضه ومصرَه لو أمكن.

السفير معصوم مرزوق هو أضحية العيد التي ذبحها السيسي، وربما وزّع لحومَها
على الصامتين.
من فضلكم، لا تحدّثوني عن الثقافة والآداب والمسيحية والإسلام والكتب
المقدّسة والأخلاق والشهامة والريادة المصرية، فبائعنا ينادي جهرًا، والمشترون

يتعففون قبل أن نصبح جيفة لا قيمة لها.

الآن لن يتحرك فارس نبيل واحد من موقعه ويرفع صوته، فسوط السيسي يعلو فوق
كل صوت الشعب!
الآن فقدتُ تسعة أعشار الأمل الذي كان يراودني في الحلم واليقظة!
الآن يصل حزني إلى السماء السابعة، وتبكي معي الملائكة، فالله لا يحفظ مصر
إذا كان أهلها يرفضون العزة والكرامة والخير والحق والعدل.
كل فارس نبيل يعرف أنه لو حاول الأخذ بيد المصريين فسيقطعونها قبل أن
ينقذهم، حتى السيسي يعرف هذا جيدًا.
كانت كلمة تموت مصر مختبئة خلف تحيا مصر، وهو يرفع قبضته فلا تعرف إنْ كان
يتوعد بالويل والثبور أم يعـِـدْ بالكرامة والعزة.
دعوني أتوقف هنا؛ فدموعي هذه المرة مختلفة عن سابقاتها!





محمد عبد المجيد
عضو اتحاد الصحفيين المصريين
طائر الشمال
أوسلو في 23 أغسطس 2018



ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...