02‏/04‏/2018

وثيقة طائر الشمال للإسلام والمسيحية!

إذا كان شيوخ الفتنة والدواعش والتطرف أصبحوا حجة لتراشق الطعن في الأديان فما ذنب المدافعين عن أشقائنا الأقباط والمسيحية، وأنا منهم، أنْ ينالهم الأذىَ الفكري والحواري والجدالي من متطرفي أقباط المهجر؟
لو وقف زكريا بطرس ومجدي خليل ورشيد وموريس صادق ووفاء سلطان معنا، نحن المسلمين، في مواجهة المتخلفين مثل الحويني ومحمد حسان وأبي إسلام ووجدي غنيم وعبد الكافي وغيرهم لربحنا جميعا من مسلمين ومسيحيين معركة التسامح.

أمّا أن تستخرج، أخي القبطي، من ألسنة دواعش وسلفيي واخوان العصر حكايات مشبوهة وإسرائيليات وأكاذيب مدسوسة على نبينا الكريم فتنحاز إليهم باعتبارها حقائق، ولا تنضم إلينا في التعامل معها على أنها معادية ومناهضة للإسلام فكأنك تضاعف باطلهم ، وتُضعف قوتنا في تفنيدها، ورغبتنا في الدفاع عنك وعن المسيحية السمحاء!


إن من يرد على مقالاتي عن ضرورة التسامح بيننا ويزعم أن المسلمين هم الذين بدأوا التطرف في التكفير وعدم المساواة ورفض التهنئة، فهذا مردود عليه لأنْ المسلم الذي يمس المسيح ابن مريم وأمه، عليهما السلام، هو كاره للإسلام ونبيه الكريم.
أخي القبطي،
كلما كتبت عن ضرورة وقف الحرب الكلامية القذرة بين أتباع الديانتين تضرب لي أمثلة بأوغاد فضائياتنا الإسلامية، وهم ليسوا منا ولسنا منهم، وأنت ومسيحنا ومريمنا أقرب إلينا من أي مسلم يمس حقوقك وعقيدتك بأي سوء.
أنا غاضب لأم حنجرتي وسنّ قلمي لشعوري بأنني أدافع عنك وعن عقيدتك مهما كانت قناعاتي، المتفقة أو المناهضة، وأنت تتعاطف مع فضائيي سب الإسلام وقرآنه المجيد ونبيه الكريم.
أخي القبطي،
قف معي ولو كان في الإسلام وأتباعه ملايين الأخطاء حتى أقف معك ولو كانت في المسيحية وأتباعها ملايين مثلها.
عندما أكتب عن المذكورة أسماؤهم أعلاه فلا أطلب منك أكثر من الصمت، أما تبرير طعناتهم الملساء والطيبة وغير الشتائمية فهي موافقة ضمنية معهم.
أخي القبطي،
إن المتسامح ليس ضعيفا، ورافض الحوار أقوى عند نفسه، وأقرب إلى الله من كل الحشاشين المسلمين والمسيحيين المغرقة ألسنتهم في الصرف الصحي قبل كل حوار.
لن تهتز شعرة واحدة في قناعاتي بحقوقك ومواطنتك وتسامح دينك، حتى لو أمسكت ساطورا ومزقت إسلامياتي لأنني تتلمذت كمسلم على يد المسيح عليه السلام فأحببت محمدا والقرآن الكريم أكثر.
أخي القبطي،
دين كل واحد منا جزء من ثقافة الآخر فلا تجعل الألسنة العفنة من أتباع دينك وأتباع ديني تؤثر في الرباط المقدس بيننا.
كلمة واحدة في سياق دفاع يبدو محايدا أفهم منها كيف أنك تتعاطف مع دونكيخوتيي الفضائيات الطاعنة في ديني.
دعني أكمل مسيرة تسامحي، وتتوسع مدرسة قبول الاختلاف، وأن يتوازن دفاعك عن إسلامي ودفاعي عن مسيحيتك حتى نلتقي في كل توجه لله عز وجل.
إذا قرأتَ تاريخ أكثر المسيحيين وأكثر المسلمين فستكتشف أننا، أنت وأنا، منهزمان ونحتفل بالنصر الزائف.
وإلى أن نلتقي بإذن الله مصادفة في مسجد أو كنيسة، فلتثق أن حقوقك واجباتي ودينك في أحضان ديني.
هذا ليس مقالا أو رسالة، لكنها وثيقة سيقرأها أحفادي وأحفادك في لقاء أخوي مشترك بعيدا .. بعيدا عن ذئاب الحوارات.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 2 ابريل 2018

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...