12‏/03‏/2018

السيسي .. شهادة لنفسي!



السيسي .. شهادة لنفسي!

لقد اختار أصدقاء مثقفون ومتعلمون ومتابعون ووطنيون ومخلصون الانحياز للرئيس السيسي في الانتخابات، أما أنا فموقفي لم يتغير قيد شعرة؛ وهو أنني لا أثق في هذا الرجل وأراه كذَّابا، وكتلة من مبارك وطنطاوي وعدلي منصور وياسر برهامي وحبيب العادلي!
لن أقطع حبل المودة بيني وبين مثقفين وفنانين وأدباء وعلماء وأكاديميين، فهذا خيارهم وقناعاتهم، أما أنا فبعد مراقبة ومتابعة وتأمل وقراءة واطلاع وجدال مع ضميري، أرى السيسي حالة البؤس المصري، والغطرسة الطاووسية، والجهل الفكري.
أحبابي وأصدقائي حسموا أمرهم في صندوق الانتخابات، ومني لهم كل الاحترام، أما أنا فكلما حاورت نفسي وعقلي وضميري قفزت أمامي صور السجون والمعتقلات والشباب والإعلام والجُزُر والنهر الخالد والحدود والفتاوى وتفريغ جيوب الفقراء والهزل في خطاباته والحماقة في رؤيته.
أحباب لي سيختارونه لأربع سنوات قادمة أخشى على مصر فيها من زلزال طائفي وتعليمي واقتصادي تفقد مصر ما بقي من استقلالها.
أنا أراه رجلا مهووسا بنفسه وعقله وسلطته وسطوته، ورفضه أن يحاججه أحد، أو ينافسه خيال، أو يتحداه مواطن مثله.
سينجح السيسي ولو نافسه ملائكة ورُسل وقديسون وأنبياء، فالرجل حالة من الغرور المستعصي على الفهم.
سينجح السيسي وفي نجاحه روح مبارك وطنطاوي ومرسي والمجلس العسكري والقضاء والسجّان.
سينجح السيسي وسيسففنا تراب الأرض أو طمي النيل وسيهدر أموال المصريين الغلابة، ولن يرفع أي رئيس للجهاز المركزي للمحاسبات إصبعه وإلا فالسجن ينتظره، وقرود الإعلام تتلقى الأوامر من الأمن العام باصطياد من يظن أن مصريته مصونة وكريمة.
أقول لأحبابي وأصدقائي بأنني لا أمزق مصر إلى شطرين، شطر مع الرجل الذي مسح ثورة أبنائنا التي أطاحت بالطاغية اللعين مبارك، وشطرلا يجد من يحرك لسانه أو قلمه لتأييد رفع القداسة عن الرئيس.
قرأت في الفترة الأخيرة تأييد أحبابي للرجل الوحيد أمام نفسه، فتوقفت عن عتابهم تحت عـَــلـَـم واحد.
أعتذر لكل المظلومين والأبرياء والسجناء وشباب الثورة فلا أملك إلا قلمي.
هذه شهادتي للذين سيقرأون لي بعد عام وعشرة أعوام وقرن وأكثر، ولا أزعم شجاعة مني وجُبنا منهم، معاذ الله، إنما هي شهادة ممهورة بتوقيع قلمي في نصف قرن، قد يتم مسحها، لكنني على يقين من أن هناك من سيرثها.
هذه شهادة مني ليست موضع نقاش، بالموافقة أو بالاعتراض، لكنها لنفسي حتى إذا وضعت رأسي على الوسادة جاءتني ملائكة السلام لتمسح على رأسي وتتمنىَ لي نوما هادئا.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 12 مارس 2018

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...