الملائكة تهاجر من مصر في الولاية الثانية!
عجائب الدنيا سبع، والعجيبة الثامنة أن يغضب المصريون ممن يسرقهم، ويعذبهم، ويغشهم، ويعتقلهم، ويمنع مظاهرات الاحتجاج، ويُفرّغ جيوب الفقراء، ويتنازل عن أرض ورثوها عن أجدادهم، ويصمت عن نقص مياه نهرهم الخالد، ويحكمهم بقانون الطواريء، ويحاكم من يرشح نفسه في مواجهته، ويُهدر أموالهم، ويختار أسوأ المصريين في المناصب الكبرى، ويُقرّب إليه أعفن إعلامييهم، ويجبرهم على العيش تحت قانون الطواريء، ويأمر القضاء بالإفراج عن المجرمين، ويحرس منهوبات مبارك لئلا تعود للشعب، ويرفض الافراج عن أبنائهم، ويصنع فلسفة التسوّل، ويحارب نصف التطرف بالسلاح ويترك النصف الفكري يُخرّب العقول، ويتبنىَ حزب التطرف السلفي، ولا يمنح شركاء الوطن الأقباط الحق في كل مناصب الدولة، وليس لديه مشروع للقضاء على الأمية، ويستثمر في الحجر وليس في الإنسان، ويقترض من جيوب أحفاد أحفادنا ....
عشرات .. مئات .. آلاف الجرائم التي يرتكبها الرئيس السيسي أمام أعيننا، ويطالبنا بأربع سنوات أخريات.
لماذا لا يغضب المصريون؟
لماذا يتوسلون إليه أن يزيد في قمعهم؟
لماذا لا تحركهم الوطنية والإيمان والخوف على أجيال من صًلبهم ستأتي من بعدهم؟
لماذا لم يعد المصري يتأثر قيد شعرة بجرائم تمسه وعائلته وأولاده ووطنه؟
لماذا يكتفي المصري بسطرين أو ثلاثة خوفا من أن يعرف أن قفاه التهب وهو يصفق؟
لماذا يهين المصري شعبه بقوله أن لا بدائل لجحيم السيسي؟
لماذا لم يحرك الدينان، المسيحي والإسلامي، في المصريين النخوة والشجاعة والحق؟
لماذا لن يهتز لكلماتي تلك أكثر من خمسة أشخاص؟
لماذا لا يفهم المصري أن انتقادنا للرئيس السيسي ومعارضتنا وكشفنا جرائمه، أو حتى أخطائه هي رسائل حب لمصر؟
لماذا لم يكتشف المصريون بعد أن أعضاء التيارات الدينية والأحزاب والإعلاميين والسيساويين وعاشقي اللعين مبارك وخلفه طنطاوي.. كلهم يكرهون مصرسرًا، ويزعمون حبهم لها جهرًا؟
لماذا فشل المسجد والكنيسة في مصر في جعل المصريين يسعون لسعادتهم في الدنيا قبل الآخرة؟
لماذا مرتادو المسجد والكنيسة يغمضون أعينهم ويزعمون أنهم يشاهدون الله؟
أنا أتحدىَ مصريا واحدا، مسلما أو قبطيا، إذا شاهد الملائكة أمام صناديق الانتخاب!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 16 مارس 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق