ليست
لديَّ ذرةُ ثقةٍ في الانتخاباتِ الرئاسيةِ
في مصر، وهي مسرحيةٌ سخيفةٌ تشبه الـمُحللَ
في الزواج والطلاق؛ فسيــّـدُ القصر يملك
الدولةَ وشرطتـــَها وجيشَها وأموالــَها
وإعلامَها وقضاءَها وقدَرَها، ويستطيع
أنْ يُحدد النتيجة وهو علىَ فراش النوم،
ثم يغط في نعاس عميق.
لو
بعث اللهُ نبيًـا وترشح لانتخاباتِ رئاسة
الدولة فلن يستطيع النجاحَ أمام السيد
الذي احتل القصر، برغبة الجماهير أو ..
رغم
أنفها.
أيّ
زعيم مصري قضى في الحُكم علىَ الأقل ثلاثَ
سنواتٍ لن يستطيع منافستــَـه كلُّ أفراد
شعبه ولو كان بعضُهم لبعضٍ ظهيرًا، حتى
لو كان أفشل خلق الله.
لا
تضحكوا على أنفسكم فالرئيس لا يحتاج إليكم
أو إلىَ صندوق الانتخابات أو الدعاية أو
حتى برنامج أو دموع عينيه أو جنيه فكّة،
وستقبلون، وترضخون لنتائج الانتخابات
سواء أعلنتها الداخلية 99%
أو
51
%،
فكلنا في أوقات الانتخابات أصفارٌ مُتراصة.
الدولة
كلها بين يديه، والأمل في نجاح منافس
للسيسي كالأمل في تعيين وجدي إبليس غنيم
قسيســًــا في البطرسية!
أنا
أتحدىَ أيَّ مصري أن يرفع لافتة عليها(
لا
للتجديد للسيسي)
ثم
يمشي بها ثلاث دقائق، ففي الدقيقة الرابعة
تبحث الشمسُ خلفها فلا تعثر عليه!
لابد
من استبدال سرادق عزاء بكل لجنة اقتراع،
فهذا أشرف لنا من بيع الأوهام لشعبنا.
لدىَ
خروجك من لجنة الاقتراع، تحسس قفاك جيدًا
قبل أن تُبدي تفاؤلا في مرشَح آخر،
فالرئيسُ، عليه السلام، ناجحٌ ولو لم
يذهب لصناديق الانتخاب إلا فأر وأرنب
وطاووس و.. سحلية.
لو
اقترحتم على إبليس مراقبة فرز الأصوات
فربما يكون أكثر عدلا من النتيجة
المُعلـــَـنة من قصر الإتحادية.
بعض
المستبدين لهم قدرة عجيبة على خلط الابتسامة
بالدموع؛ فترتبك مشاعر الجماهير لتخرج
العبودية الطوعية التي كانت محشورة بين
مسكنة مفتعلة ورهبة متصَـنـَعة، وصاحبنا
من هذا النوع الذي تترقرق الدموع في عينيه
فُتُخفي عن الجماهير السوط و..
الزنزانة.
كما
أن في العالم المتقدم بضائع مزجاة يتم
شحنها إلى العالم الثالث حتى يقتنع بأن
مائدة الطعام في مطعم مكسيم تمتد إلى عربة
الفول والطعمية في قاهرة المعز، فالديمقراطية
أيضا توحي لنا أن انتخاب عُمدة باريس أو
استوكهولم أو ريكيافيك هي مقدمة لانتخاب
عُمدة الدلنجات وميت غمر وكفر البطيخ.
عشية
انتخابات الرئاسة في مصر 2018
سينام
الرئيس السابق والحالي والقادم كالأطفال
بعد شُرب الحليب الدافيء، وسماع أغنية
تُهدهد فراشة دون أن تلمسه.
سيدي
الرئيس، ما هي نتائج الانتخابات الرئاسية
التي تُفضّلها؟ سيسأل وزيرُ الداخلية
وقد تبلل سرواله بعد الوقوف خمس دقائق
أمام الرئيس القادم/السابق؟
يرد
الرئيس دون أن تتحرك عضلة واحدة في وجهه:
لا
أريدها 100%
كصدام
حسين، ولا 99%
كزين
العابدين بن علي، ولا 98%
كعمر
حسن البشير، ولا 97%
كأحد
الأسديّن؛لكنني أريدها نتائج يتأكد بعدها
الناخبون أنهم أصفار، ويصفق الإعلاميون،
ونتباهىَ أمام أمم الأرض أننا من سلالة
تسللت هاربةمن وادي الملوك قبل أن يجدع
الأعداءُ أنف أبو الهول.
يأتون
بالشيطان ليشهد أنها انتخابات نزيهةثم
يتحدىَ من يستطيع أن يثبت تزويرها وتزييفها.
يتقدم
الشيطان ثابت الخُطىَ وبيده اليمنى القرآن
الكريم وبيده اليُسرىَ الكتاب المقدس،
ثم يبدأ في تفسير نتائج الانتخابات ممهورة
بتوقيع السماء.
ثلث
الذين صوتوا في لجان الاقتراع لا يعرفون
الألف من كوز الذرة، وقد يستقبلهم على
باب اللجنة من يهمس في آذانهم بأن بديل
الرئيس جحيم مقيم.
الانتخابات
في العالم الثالث، أكثرها تزوير في الصدر
قبل الأنامل، وفي مصر على وجه الخصوص يعقد
الرئيس اتفاقا مع اثنين لانهاء ولايته:
ملك
الموت و ثورة الشباب.
الانتخابات
الرئاسية في 2018
ليست
أكثر من بصقة في وجه من يُصوت، ثم صفعة
على وجه من يصفق للنتيجة، وفي النهاية
يرفع الرئيس إصبعه الأوسط ليراه كل من
يُطلق على المسرحية انتخابات لأن الأسياد
لا يغادرون القصر بفعل الجماهير أو بالفعل
الإباحي ؛ إنما بغضب شعبي ناتج عن (
تحميلهم
ما لا طاقة لهم به)!
لا
أدعو لمقاطعة الانتخابات أو التصويت
فيها، لكنني أتمنى أنْ نتحسس أقفيتنا قبل
وبعد المسرحية.
لو
زادت نبضات قلب الرئيس عشية الانتخابات
نبضة واحدة فالشعب هو المنتصر ولو بعد
قرن من الزمان.
كيف
تنتخب الجماهير في مصر الرئيسَ رئيســًــا؟
سؤال
لو عرضته على حـِـمار لسخر منك لأنك تفكر
!
كل
خيالات المآته الذين سيشتركون لتكملة
ديكورات المسرحية سيقبضون ثمنيـّـن:
مشاركتهم
ومشاهدتهم!
أما
الثمن الأكبر فسيحصل عليه التيار الديني
وفي مقدمته الاخوان المسلمون، فهم يزعمون
كراهيتهم للرئيس السيسي حتى تزداد شعبيته،
وتتضاعف حساباتهم في مصارف تركية وقطرية!
مبروك
للرئيس السيسي ولايته الثانية والخامسة
والعاشرة قبل أن يكبر أطفال الغد ليصبحوا
شباب الميدان بعد أن تختفي كل الوجوه التي
شاهدت المسرحية عدة مرات، ويستقبل الرئيسُ
العجوز حينئذ حفيدَ برهامي لينصت إليه
في أهمية عدم تهنئة مناهضيه، فالمعارضون
كُفــَّـار في دستور حزب النور.
أيها
المصوّتون في انتخابات 2018،
اذهبوا
إلى السينما، وشاهدوا فيلما رومانتيكيا
فيه قبلات ساخنة؛ تكسبون ثوابـًـأ،
دنيويـًـا وأخرويـًـا، أكبر مما لو ذهبتم
إلى المسجد أو الكنيسة بعد انتخاب الرئيس
رئيســًــا!
محمد
عبد المجيد
طائر
الشمال
أوسلو
في 13 مايو
2017
Taeralshmal@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق