22‏/10‏/2015

لهذا امتنعت اليوم عن التصويت!


وأخيراً استراح ضميري في الانتخابات التشريعية فقد قضيت ثلاثة أيام أحاوره ويحاورني،وأحاول اقناعه أن صوتي قد يساهم في تراجع نجاحات قوىَ البغي والسطوة الدينية وفلول مبارك وبؤر الطائفية، فيأتيني في كل مرة بمئة دليل أن مبارك يجلس أو ينام في الصف الأول، وأن ياسر برهامي يرفع لنا إصبعه الوسطىَ وأن الفساد سيزداد وأن ما لم يتم نهبه في خمسة وثلاثين عاما سيتمكن البرلمان الجديد من جعله ذرات لا تراها العين المجردة.
انتخابات مخالفة للدستور والدولة المدنية واتفاق... ثلاثي أو رباعي أو سباعي يعيد كل من أفسد طوال ثلاثة عقود لينتقم من الشعب الذي ثار في 25 يناير 2011.
ألم يكن الحُكم بتبرئة مبارك ورجاله دعوة صريحة لهم بأن ينهشوا ما بقي من لحومنا؟
كلهم شحذوا أسلحتهم وأنيبوا أسنانهم واستعدوا لانهاء الوجود المصري من جذوره.
انتخابات يتوعدنا فيها مبارك بأن الأحذية التي رفعناها في وجهه ستعود لنلعقها بطعم الديمقراطية.
طائفية داعشية بغيضة تكره الوطن والآخر وشركاءنا والثورة والعلَمَ!
ترددت بين التصويت والمقاطعة، بين ضميري وضمائرهم، وتقدمت خطوات، وتراجعت خطوات، وصاح تاريخي صارخا في وجهي: كيف تقضي أربعين عاماً تناهض الفساد ثم تنتهي إلى الموافقة على عودة الجلاد السياسي و.. الجلاد الديني؟
وأخيرا حزمت وحسمت أمري، وأرتميت في أحضان قلمي وقررت أن لا أساهم في تزييف ورقة إعدام وطن، فالكلاب تعوي للعودة والانتقام من المصريين.
لست ساذجاً لأتصور أن نتيجة التصويت ستزيح مجرما واحدا ممن عادوا لتكملة حُكم مبارك.
وقررت أن لا أدلي بصوتي في مسرح اغتيال الوطن.
لم أدلِ بصوتي ليس مقاطعة للمرشحين، ولكن مقاطعة للعملية الانتخابية برمتها!
القضاء انتصر للمخلوع شعبياً.
الدولة انتصرت لعودة النظام.
الرئيس خالف الدستور وأعاد داعش المصرية التي ستمزق الوطن على أسس دينية.
الرئيس انحاز لمبارك ضد ثورة 25 يناير!
صوتي العزيز،
لا تخف، فلن أسمح لمتطرف أو طائفي أو فلولي أو فاسد أن يفرح بك.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 18 أكتوبر 2015

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...