18‏/01‏/2014

نحن والفيسبوك!



إذا ظل الفيسبوكي يتلقى الأخبار والمعلومات بهذه الصورة، فسيأتي الوقت الذي يظن فيه أن السمك يعيش مع الأسد في الغابة، وأن محمد علي باشا قام بزيارة مرسي برفقة عيدي أمين دادا، وأن سجناء هربوا من سجن أمريكي إلى الفضاء ومنه إلى المريخ ولا يريدون النزول إلى الأرض.

إذا ظل الفيسبوك يلقى في أعيننا الأخبار كل دقيقة فسنؤمن بعد عدة سنوات أن اللغة اليابانية أصلها فرنسي، وأن جاجارين لم يصعد إلى الفضاء، لكنه اختبأ خلف قاعدة اطلاق الصواريخ في موسكو، وأن نابليون لم يمت، لكنه لجأ إلى الأزهر الشريف وقاموا بتجميده وهو حيّ، وهو يعمل الآن في كـُـشك بالجامعة دون أن يفصح عن هويته، وأن مبارك يحتفظ ببرشامة سيبتلعها بمجرد خروجة ويصبح عمره تسعة وثلاثين عاماً، وأن القطريين حفروا نفقا من الدوحة إلىى استانبول ومنها إلى القاهرة حتى يمر فيه أمير قطر والخليفة أردوغان لينتزعا الحُكم من السيسي ويسلمانه إلى مرسي.

إذا ظل الفيسبوك مصدر الأخبار والإلهام والوحي والتحليل فأنا سأكفر بالحرف والكلمة وسأبحث عن أي مصدر آخر للجهل لعلـّـي أتعلم منه.
أنا الآن في حالة قرف .. قرف .. قرف مما أقرأه أو حتى لا أقرأه، فقد غزا الفيسبوك قومٌ من كوكب القرود وهم يـُـغرقونه بملايين الأخبار والمعلومات والتحليلات القردية.

بركان من الأخبار المراحيضية يتطاير في معظم صفحات الفيسبوكيين، والغريب أننا نقرأ الخبر إلى النهاية، ونقوم بتشييره دون تكذيب، ونسعد بالأكاذيب لأنها تحط من شأن خصومنا، ونتحول إلى الحُــروبــوكيـّـة التي يرفع فيها المنتصر والمنهزم راية النصر.

سمعت أن إبليس تخلص من أجهزة الكمبيوتر لديه زاعما أن مستواه الشيطاني لا يصل إلى هذا الدرك الأسفل، فهو خصم للبشر، لكنه عَدوٌّ نبيل وفارس يكذب في حدود أخلاق الفرسان.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 9 يناير 2014

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...