18‏/01‏/2014

المشهد القادم في عيون طائر الشمال!




لست من الذين يرجمون بالغيب، ويتبأون بحوادث لا تقع ثم يعتذرون عنها ، لكنني أحاول أن أقرأ المشهد برمته في فصل واحد بحيث تراه من أوله كما هو في آخره.

الدلائل كلها والقرائن تشي بالآتي:
الفريق أول عبد الفتاح السيسي يغادر وزارة الدفاع، لكنه يظل المحرك الرئيس لها، ومن الصعب التكهن بمن سيتولاها في الفترة المؤقته، وأظن، وبعض الظن ليس إثما، أنه المستشار عدلي منصور منعا لأي تطورات غير متوقعة، فاليونيفورم يأكل اليونيفورم.
أجهزة الدولة كلها ، العسكرية والأمنية، تعرف أن الكلمة الفصل للسيسي.
يعلن ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية التي ستجرىَ قبل التشريعية.
تترشح بعض الشخصيات المعروفة، بعضها باهت، وبعضها محروق، ولكن يجمعهم الرغبة في أن يحمل كل منهم لقب ( المرشح السابق للانتخابات الرئاسية) حتى لو حصل على أصوات عائلته فقط.

لجنة الانتخابات تستبعد من تعرَّقت أجسادهم برائحة الاخوان.
كل المرشحين أمامه يعرفون مسبقا أنهم فشلوا من قبل، وأنهم كانوا في معارضة هشة، وأنهم تقلبوا على كل الموائد.أبو الفتوح وعمرو موسى وأحمد شفيق ربما يدخلون السباق، ولا مانع أن تمنع لجنة الانتخابات أبا الفتوح لأسباب ستأتي لاحقا.
الشعب غير مستعد لاختيار مرشح آخر.
التنظيمات الاخوانية والجماعات الإسلامية والبؤر الارهابية تضرب هنا وهناك بغباء، فيلتف الشعب حول السيسي أكثر من قبل.
ينجح السيسي بنسبة 89% من إجمالي الأصوات.
التحديات أمام السيسي:
تطهير القضاء
استتباب الأمن.
إعادة رجال مبارك إلى جحورهم بعد أن يكونوا قد أدوا مهمتهم في تأييد السيسي، فالرئيس الجديد يعرف أن مبارك وعائلته، ومرسي وجماعته سيقفون حجر عثرة أمام أي تقدم مصري.الجيش يعلن ولاءه، والمشير يختفي من المشهد، وربما يحصل السيـسي على رتبة مشير قبل الخروج من الوزارة.
الرئيس الجديد، السيسي، يحتفظ بوزارة الدفاع مع رئاسة الجمهورية.
إذا تحسن الوضع الأمني والمعيــشي والقضائي في خلال ثلاثة أشهر، يصبح السيسي هو البطل الذي يبحث عنه الشعب، وإذا استمر الوضع كما هو الآن، واختيار رئيس للحكومة والوزراء بنفس الأسلوب البطيخي، فقد عاد شعبنا إلى المربع صفر.
قطعا ما أكتبه هو من وحي قرائي للمشهد إجمالاً، وأخطائي في الحدس أكثر من صواباتي، لكنها محاولة.

على المستوى الشخصي فأنا مدين للسيسي بالاطاحة بحُكم طائفي مرشدي وإرهابي، ظهرت أنيابه باسم السماء في خلال العام الأسود، لكن لي شروط ومطالب من السيسي بعدد شعر الرأس حتى يكون تأييدي شبه مطلق.
وحتى ذلك الحين أبعث تهنئتي الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي، وتهنئتي الثانية والأخيرة عندما يتطهر القضاء والتعليم والإعلام والفساد والشارع والأمن، ويأخذ القصاص مجراه، ولا يبقى في السجون معتقل سياسي غير متهم بالتخريب أو التآمر، وتعاد محاكمة المجرم مبارك وولديه، ويتم القبض على سوزان مبارك.
أما التهنئة الأخيرة لاستتباب الأمن فعندما يلتف حبل المشنقة حول رقاب مرسي وقيادات جماعته ولا تعرف مصر حالة تعذيب واحدة في سجن أو معتقل أو تخشيبة.
أما استرداد أموال شعبنا المنهوبة فهو الحلم الذي لا يصدقه أحد!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 9 يناير 2014

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...