17‏/01‏/2014

قــُــبلة الحياة أمْ قــُــبـلة الموت؟


يتحدثون عن الإنقلاب وعودة العسكر وكأن الشعب استغاث بهم من عفاريت غير مرئية!
لو لم يكن سوس الغباء والحماقة والغرور قد نخر في جماجم القيادات الاخوانية لما احتاج الشعب للجوء للخيار الوحيد، أي العسكر، الذين أنقذوا المصريين من نظام طائفي عنصري.

لا تهمني نسبة المشاركة والنجاح ، لكن المهم أن شياطين مبارك ومرسي يبتعدون عن الحُكم.
إذا عاد رجال مبارك فلنا أن نستعد لثورة جديدة، لكنها هذه المرة ستكون تحت قيادة شياطين الاخوان الذين سينصبون لنا المشانق على كل ناصية، وسيقف الشعب معهم، ويصمت وهم يقطعون أعناق المصريين.

عندما أقرأ اسماء مثل عمرو عبد السميع، مكرم محمد أحمد، أسامة سرايا، يحيي الجمل، خيري رمضان، لميس الحديدي، ممتاز القط، رفعت السعيد، تامر أمين، محمود سعد، خالد الجندي، وعشرات غيرهم، أنظر مرة أخرى بعيون واسعة ظنا مني أن جمال مبارك سيطل علينا من الشاشة الصغيرة ويرفع إصبعه الأسط في وجوهنا.

ومع ذلك فنحن ننتظر ، ونؤيد السيسي، ونصوّت للدستور، ونرفع أسمى آيات المحبة للقوات المسلحة حتى يقف رجال مبارك والمشير والقضاة الفلول والسفارة الأمريكية والسفارة الإسرائيلية ويصفعوننا على وجوهنا ، أو يحدث العكس، إن شاء الله، ونحتفل بقائد وطني، ومخلص، وذكي، وعاشق لمصر فيزيحهم جميعا في ضربة قاضية.
مشهد مصر المشرق بالسيسي والدستور والإصلاح.
ومشهد مصر القاتم، لا قدر الله، بعودة كل الأوغاد واللصوص وقاتلي الشعب وقناصي العيون وناهبي أموالنا ولمتاجرين بالدين.
وعلى السيسي أن يختار الآن بين شعبنا الذي أعطاه قـُـبلة الحب والحياة أو أعداء الشعب الذين لا يعرفون غير قـُـبلة الموت والخراب!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 16 يناير 2014


ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...