17‏/01‏/2014

دعوني أفرح أياما أو أسابيع فقط


 
حتى لو أتفقت مع الرابعيين في كل شيء ضد العسكر، فقولوا لي: ماذا كان يمكن أن يفعل جنرال مصري أمام تحديات شهري الاعتصام الاخواني، رابعة والنهضة، وتضخم حجم الاخوان، واحتلالهم كل مراكز الدولة، وتهيئة الاجواء للفرز العنصري والطائفي، وفتح الباب للتيارات الدينية المشبعة روحيا من شقيقاتها في سوريا والعراق وليبيا والجزائر والسودان وغزة؟

المتغطرس والمتكبر محمد مرسي وصل إلى مرحلة متقززة من نفخ الذات، ولم يعد في جعبته إلا هراء، ولعب على وتر الدين، وظن الخطاب خطبة على المنبر، والتخطيط للدولة الحديثة بركة من المرشد، وبالتالي عندما تمت الاطاحة به كان الرابعيون في حالة حرب فظة ولو انتظر السيسي أسبوعا واحداً فربما كان المعتصمون قد نصبوا المشانق للقوات المسلحة المصرية.

في عام واحد تناثرت بؤر الارهاب الديني في كل شبر من أرض مصر، والحمقى الذين أرادوا انتظار بقية فترة رئاسته ( الرئيس المدني المنتخب ) أرادوا، وربما بنيــّـة طيبة وساذجة، تحويل مصر إلى ساحة أكبر حرب أهلية تصغر بجانبها تفجيرات وكيماويات وطائفيات العراق وسوريا.
نعم .. نعم .. نعم، أنا مع فضّ الاعتصام بالطريقة التي حدثت ومن حُسن حظ الرابعيين أن قتلاهم 636 ( هم يقولون بأنهم سبعة آلاف والجزيرة تستحي أن تقول بأن قتلى فض الاعتصام خمسون مليونا ).
كلما تخيلت مصر نصف عام آخر لو لم تتم الاطاحة بمرسي يرتعش جسدي وأرى جثث أهلي وأحبابي وأصدقائي وأطفالهم ملقاة في شوارع المحروسة.
سيقول قائل: هل يعجبك الوضع الآن؟

هذا قائل لم يقرأ لي حرفا واحداً، وأنا في كل كتاباتي لم أكتب تأييدا على ورقة بيضاء ، والرحمن الذي نفسي بيده، لو لم يكن الاخوان حمقى ومتخلفين وارهابيين، ولم يكن على الساحة تيارات دينية متعصبة وطائفية وكارهة للعـَـلــَـم المصري ومُحـَـرِّمة للنشيد الوطني ، لـَـما رفعت إصبعا واحدا تأييدا للعسكر، خشية أن تكون روح مبارك والمشير حيـّـة في أعماقهم.

نحن الآن أمام مرحلة جديدة، ودستور ينظم حياة المصريين، وجنرال أطاح برؤوس الارهاب، فإذا أعاد نظام مبارك وسمح بالفساد وترك القضاء يعيث ظلما ولم يكترث للعدالة فما زال في الجسد رمق من الحياة سأجنده لاستعادة معارضتي ومناهضتي وكتاباتي حيث لم يخذلني قلمي طوال الأربعين عاما الماضية.
دعوني أفرح ولو لبضعة أيام أو بضعة أسابيع وأنتظر لأعرف من سيدخل القصر: الملائكة أم الشياطين.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 16 يناير 2014


 

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...