30‏/08‏/2009

نعم لقتل السودانيين!



نعم لقتل السودانيين!

أوسلو في 6 يناير 2006

لماذا نحتج على قتل السودانيين الذين دخلوا مصر آمنين مطمئنين، وقدّموا احتجاجهم لمنظمة دولية، وقضوا عدة أشهر في قلب أهم ميادينها تحت سمع وبصر السيد الرئيس؟لماذا نحزن على قتل أطفال سُمْر كانوا يلعبون بالقرب من أمهاتهم وآبائهم في عاصمة المعز، وقيل لهم بأن المصريين شعب عريق أعطته الحضاراتُ المتعاقبةُ حِكمةً وروحاً سامية وشهامة في نجدة الملهوف والمظلوم؟ما الضير أن يأمر الرئيسُ رجال أمنه بفتح النار على مقترعين في الانتخابات، أو تعليق المصريين من أقدامهم في أقسام الشرطة أو ذبح أطفال سُمْر تعلو وجوهَهم البريئةَ بسماتٌ وضحكاتٌ جميلة تَبْين منها أسنانٌ بيضاء فلا تدري إن كانوا سعداء بوجودهم مع المصريين أمْ مطمئنين إلى أن رئيسَ مصر والسودان، وزعيمَ وادي النيل، وسيّد القصر وحلايب سيرفع سماعة الهاتف ويأتيه صوت جهوري من أعلى مكتب في وزارة الداخلية: تمام يا أفندم .. تم حل المشكلة؟لماذا نحزن على مذبحة هنا، ومذابح هناك سقطت من ذاكرة المصريين؟لماذا لا ندرّب أنفسَنا على المذبحة الكبرى عندما يأمر الرئيس الحالي أو ابنُه الرئيسُ القادمُ بالتخلص من ربع المصريين أو ثلثهم أو نصفهم أو فتح مقابر جماعية لالقاء الشعب فيها ، ألم يعطنا الرئيسُ سبعين إشارة على الاستعداد للمذبحة الكبرى يوم تبلغ القلوبُ الحناجرَ ويبلغ غضبه وسخطه علينا مبلغاٌ عظيما، ويصل احتقارُه وازدراؤه لنا إلى اللحظة الحاسمة: تخلصوا من هؤلاء الغوغاء والرعاع الذين لم تغضبهم مرة واحدة جرائمي طوال ربع قرن ولا يزالون يطمعون في فتات ديمقراطية وبقايا كرامة لم تعد ملكا لهم ؟معذرة أيها السودانيون فنحن أجبن من أن نتولى حمايتَكم، وأضعفَ من الدفاع عن أضعفكم.معذرة أيها السودانيون الطيبون ذوو البشرة السمراء التي لوّحتها شمسُ جنوبنا وهي لا تفرق بين النيل وجَمالِكم، بين البحر الأزرق وعيونكم، بين طيبتكم التي تخترق حُجبَ السماء في دعواتها وثقتكم في مصرييكم الذين احتضنوكم في قاهرة الحضارة فاكتشفتم ، متأخرين، أنها عاصمة الأسرة المباركية الأكثر فسادا وعفنا واستبدادا وطغيانا في تاريخ وادي النيل العظيم.معذرة أيها السودانيون الأحباب، فنحن لا نرفع رؤوسنا من أجل كرامتنا، فكيف نرفعها من أجل أرواح أطفالكم؟أيها السودانيون...قبل أن نعزّيكم في أبنائكم الذين قتلهم رجالُ الرئيس بدم أكثرَ برودة من أوامره، نرجوكم أن تعزّونا في بلدنا فالرئيس منتخَبٌ انتخاباً حرّا، ونحن سعداءُ بوضع جباهِنا تحت حذائه.

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...