21‏/03‏/2020

فيروس كورونا يرفع الحصار عن قطر!


فيروس كورونا يرفع الحصار عن قطر!

إنه الوقتُ المناسب لمصالحة خليجية كاملة ووقف الحملات الإعلامية وعدم إلقاء اللوم على الأشقاء الجيران؛ فقد جاء هجوم فيروس الكورونا ليعيد رتق ما تم تصدّعه في علاقات كانت مثالية فأصبحتْ سِبابية ثم أضحتْ تلفيقية مع برامج ينتجها إعلاميون غير خليجيين، وينفق عليها خليجيون منتظرين انتصارًا في معركة غير محسومة و.. لو بعد مئة عام.
إن هناك كثافة في برامج تلفزيونية تُسابق الزمن لتزيد الشرخ القائم في الخليج؛ فالضيوف رابحون، والإعلاميون الوافدون يكدسون حساباتهم في المصارف من جيوب مضيفين كانوا أشقاء..  فأصبحوا خصوما.
مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب والذباب الالكتروني الذي يحُطّ على العفن يزيد الأمر مشقة، ويوسع شُقة الخلاف، ويشحن ذاكرة الخليج بمعارك دونكيخوت ولن ينتصر فيها أحدٌ تحت أي ظروف.
أسعار النفط قد تصبح أقل من أسعار المياه، والعُملات الوطنية تستنزفها حروب ومعارك كان ينبغي أن تنتهي منذ فترة طويلة، وشراء السلاح يجري على قدم وساق، وترامب يقف بالمرصاد وعصا الإتاوة لكل من لا يسدّد مليارات من جيوب شعبه ليضمن حماية اليانكي.
أقل من عامين على أولمبياد عالمي تستعد له الدوحة، وكان من المفترض أن تحتفل به كل دول الخليج وليس دولة قطر فقط.
كل دول الخليج أخطأت، أقول هذا رغم تعاطفي الشديد مع بعضها، خاصة الذين لا يقومون بحماية التيارات الإسلاموية، لكن آن الوقت أن نقف مع الجميع وضد أي انقطاع في رباط كاد يكون مقدسا في زمن مضىَ.
إن الانطباع الذي تُعطيه قناة(الجزيرة) في حربها المُعلنة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة تبدو فيه الخصومة لا نهائية، وكأن (أبوظبي) هي مركز الشرّ في الكون برمته!
لو سُئلت عن رؤيتي لبداية المصالحة الخليجية لما ترددت في التمني أن توقف سلطات دول الخليج كل الإعلاميين والمستشارين الثقافيين والسياسيين الوافدين عن العمل لعام واحد فقط، مع حصولهم على مرتباتهم كاملة، وأن يُستبدل بهم أبناء الخليج وأنا أعرف أن فيهم كفاءات لا تقل عمّا لدىَ القادمين من دول عربية شقيقة!
يجب عقد اجتماع قمة بين قادة دول الخليج في دائرة تلفزيونية مغلقة يتم خلاله طرح كل التساؤلات والشبهات والاتهامات والتلفيقات والأكاذيب التي تـَـسابق الكثيرون في تضخيمها؛ فقطعتْ صلة الرحم الدافئة بين دول مجلس التعاون الخليجي.
يجب وقف المقاطعة والحصارعلى دولة قطر، وأن تُنهي الدوحة استضافتـَها لقوىَ التطرف الديني وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين، وأن تتوقف على الفور كل برامج الإعلام الباحث عن نقاط ضعف الخصوم الخليجيين.
أعترف بعدم ثقتي في كثير من الإعلاميين الضيوف في دول الخليج الذين يعتاشون على الفُرقة، وأنا لا أطالب بطردهم، معاذ الله أن أكون من الظالمين، إنما بتجميد عملهم لسنة واحدة، وسنرىَ عودة الوئام والتناغم والأُخوّة بين الدول الخليجية.
يجب أيضا وقف دفع مليارات من الإتاوة العسكرية والإعلامية والدبلوماسية؛ فالخليجيون يستطيعون حماية أنفسهم كمجلس خليجي موحد.
إن البحث عن حماية من قوىَ دولية وعربية كُبرىَ لا يختلف عن ضم المرتزقة لجيش وطني.
إن وقف حرب اليمن قبل استنزاف ثروات وأرواح أبناء الخليج يبدأ من مصالحة سعودية/إيرانية، رغم عدم ثقتي في صوت التسامح الإيراني بعد أربعين عاما من الثورة، لكن فلتحاول الرياض الوصول الشاق إلى المصالحة مع حراس الثورة الإسلامية الذين يسنّون أنيابهم في كل بقعة خليجية دافئة تحتاج إلى السلام وليس الدماء.
الإعلام السعودي أثبتَ أنه غير قادر على مواجهة الإعلام القطري ، فتوم يعجز أمام جيري، فإذا ضم إعلامُ الرياض لصفِّه الإعلامَ المصري فقد أحكم العقدة التي لا حل لها، أي الهزيمة؛ حتى لو كان العدل سعوديا والهستيريا قطرية!
إن هستيريا الصراخ الإعلامي في قنوات تلفزيونية خليجية وكذلك في قنوات لتحالف عربي يحصل على ثمن الصراخ أصبح لا يُطاق، وأخشىَ أنْ تصبح القطيعة الخليجية نهائية لا تعود حتى يلج الجمل في سم الخياط!
الاستعانة بالإعلاميين المصريين بالقطعة، أي نعطيك فتشتم خصومــَـنا، خسارة فادحة، فبرامج التوك شو المصرية كالكلب الذي تُسلـّـطه علىَ من تختلف معهم، وهي لا تختلف عن برامج الصراخ والصراخ المعاكس في قناة( الجزيرة) فالأموال تتحكم في حركة اللسان.
أوقفوا الحصار على دولة قطر في الوقت الذي توقف قطر كل النشاطات الدينية وتُحجّم ضيوفها من الدُعاة والإرهابيين المتقاعدين!
إذا استمرت المقاطعة والتمزق والتصدع والشرخ بين دول الخليج عامين آخرين فلن تقوم لمجلس التعاون قائمة بعد اليوم.
ولتكن البداية من التكاتف ضد فيروس الكورونا، ودعم الدوحة في أولمبياد 2022، والخروج من اليمن بأقل خسائر ممكنة وباتفاق مع إيران التي تدعم الحوثيين لتستنزف الخليج العربي، وبوقف دفع الإتاوة لواشنطون فكل ريال سعودي هو مِلــْـكٌ للشعب وليس للقصر أو لترامب!
إن الإعلامي المرتزق قادر على جعل الممول مثل قابيل يقتل أخاه بدون أي سبب.
بعد وقت قصير لن تكون للنفط فائدة ولن يكون هناك مخرج لدول مجلس التعاون غير الاتحاد الخليجي من جديد.
أيها الخليجيون، إنني أبحث بينكم عن رجل رشيد؟
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 21 مارس 2020


ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...