03‏/12‏/2019

الفضيلةُ أنْ نقتل جميعَ النساء!


الفضيلةُ أنْ نقتل جميعَ النساء!

كل المقالات التي نشرتها عن النقاب وتغطية وجه المرأة والمصافحة بين الرجل والمرأة أثارت غضبَ كثيرٍ من المسلمين المحدثين؛ فهم يخشون الفتنة والشبق اللإرادي وقشعريرة الجنس لو مرّت امرأة وشمّ الرجلُ ريحــَها، ويخافون من الطبيبة التي تُجري عملية لمريض لئلا يستيقظ من التخدير فجأة، فيراها ولا يستطيع أن يتمالك نفسه فيهجم عليها!
هل تتذكرون طلب متشددين فصل الذكور عن الإناث في دور العرض السينمائي لئلا تطفيء الدارُ الأنوارَ فيهجم كلُّ الرجالِ على كلِّ النساء؟
لقد وصلنا إلى مرحلة اللاعودة في طريق الخيال الجنسي بفضل مئاتٍ من الدعاة والشيوخ الذين يُفسّرون دينَ الرحمة والتسامح والوحدانية والربوبية السامية تفسيرًا بورنوجرافيــًا كأننا في ماخور مقدس، وقد ضربتُ من قبل مثلا بالشيخ محمود المصري الذي درَسَ القوىَ الجنسية للأنبياء واكتشف أن نبينا، محمدًا عليه الصلاة والسلام، كان يتمتع بقوة جِمْاع تعادل ما لدىَ أربعة آلاف رجل فيمر على زوجاته وما ملكت يمينه في ليلة واحدة بغُسْل منفرد!
هذه هي الإهانة التي يوجهها شيوخ ودعاة الصحوة العفنة لنبينا الكريم على مرأى ومسمع من عشرات الملايين من المسلمين البلهاء والخاضعين لشيوخ الجنس الديني!
لذا فأنا، مساهمة مني في القضاء على الإباحية الذهنية، أقترح قتل جميع النساء المسلمات حماية لخيال الرجل المسلم غير القادر على إمساك نفسه وكبح جماحها وترويض أعضائه التناسلية، فلعله يتخيل امرأةً في بيتها وفي بلد آخر حتى لو كانت حبيسة الجدران ويمارس معها الخطيئة في خياله!
إنَّ قتلَ كل الإناث حلٌ نهائي يريح الدعاة والشيوخ وأباطرة الفتوىَ ويعيش المسلمون محاطين بالفضيلة، ونُخصي خيالاتهم من المرأة، ويتفرغ الرجلُ للعبادة وانتظار اثنين وسبعين من الحور العين في الجنة حيث لا يستطيع قتلهن؛ فهن سيُشغلن الرجلَ عن وجه ربه ذي الجلال والإكرام، وتُصبح مُتــَعُ الجنة في الانتصاب الدائم والانتقال من أحضان واحدة إلى أخرى ليلا ونهارًا!
إنَّ قتلَ الأنثىَ سيهلل له فرحا محمود المصري ومحمد حسّان ووجدي غنيم ويعقوب والحويني وعمر عبد الكافي وعمرو خالد ومصطفى حسني وأبو اسلام وياسر برهامي وعشرات الآلاف من حشــّــاشي البورنوجرافية الدينية!
إنَّ مسلمَ العصر الحديث يدافع وينافح بالروح والدم عن تغطية وجه المرأة؛ لكنه ينكمش ويتراجع وينزوي في ركنٍ قصيّ إذا حدثته عن أخيه المُعذَب في معتقل أو عجزه عن توفير دواء لابنته أو عن احتجاجه إذا صفعه أمين شرطة على قفاه أمام زوجته وأبنائه.
إن المرحلة شبه النهائية للهوس الجنسي أضحتْ الطريقَ الوحيدَ لقرار وأد المرأة وذبح الزوجات والبنات والأخوات وكل ضلع أعوج للرجل، فأكثر أهل النار كما يقول شيوخنا المعتوهون، من النساء؛ فلماذا لا يتم التخلص منهن ويصبح الكون كله مُذكـــَـرًا ولا يحكي شيخٌ لمريديه كذب التقوّل على نبينا الكريم: لو أمرتُ أحدًا أنْ يسجد لأحدٍ لأمرت المرأةَ أن تسجد لزوجها!
أجمل ما في قتل النساء أن ضحايا كل الحروب والمذابح والطائفية والعنصرية والإرهاب والأمراض المتفشية والتعذيب في السجون والمعتقلات والاغتصاب سيكونون من الرجال فقط!
عندئذٍ لن يكون لدىَ الرجال خلايا في الأمخاخ كانت قبل قتل النساء ترسل طوال الوقت رسائل إباحية للجسد فتسقط في نصفه الأسفل، ويهيج، ويصفَرّ، ويرتعش، وتطارده كوابيس أنثوية تُنسيه إنسانيتــَه، وتُذكّره بعنفوانِ شهواته التي كانت تنتظر امرأةً حتى لو كانت مُغطاة بمئة خيمة، أو تناهىَ لسمعه صوتها الرخيم العورة، أو اهتز الكون عندما حاولت مُعلـّـمة أو طبيبة أو جارة أو ضيفة مصافحتــَه فانقلبتْ أعضاءُ جسدِه عاليها سافلــَها!
إنَّ إبادةَ النساء هي الطريق إلى الطهارة والفضيلة والعفة، وذبول الأعضاء التناسلية للرجل التقي والورع والمؤمن، فمن يدري فقد تكون زوجتــُه في الجنة هي التي كانت زوجتــَــه في الدنيا الفانية بعد أن تطرد الحور العين من دار بعلها وأحضانه!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 3 ديسمبر 2019  

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...