ذكرىَ رحيل سندريلا الشاشة العربية!
ليست كل جميلة هي سندريلا، فالجميلات في الشاشة الفضية كثيرات لكن كانت هناك سندريلا واحدة بدون زوجة الأب تحيل حياتها إلى جحيم!
لو قامت كليوباترا من مرقدها لخافت على يوليوس قيصر من تلك المصرية/السورية التي تشرح بعينيها م
ا يعجز عنه لسانها، والتي تــَـسابق الرجال للفوز بابتسامتها حتى أجهزة الاستخبارات الوطنية طمعت في جسدها بحجة العمل الوطني تماما كما طمعت نظيرتها البريطانية في أسمهان.
أما الجميلة .. الأقوى إرادة وطنية فكانت ليلى مراد عندما حاولت الاستخبارات الإسرائيلية فصلها عن مصريتها بحجة أن يهوديتها أقرب إليهم، فكانت أقوى منهم جميعا، وغادرت عالم الشهرة والسينما والثراء والشائعات الظالمة عام 1956 وأعطت درسا في الوطنية لكل فنانة، فيهوديتها السابقة كانت دينا سماويا ولم تكن بها بصمة من الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
سعاد حسني كانت تصلح أيضا لرسومات على المعابد المصرية بأثر رجعي، وللأسف فجمالها كان في النهاية نقمة هاجمه المرض فلجأت إلى العلاج في بريطانيا، وكثير من المرضى العرب يلهثون خلف الفراش الأبيض في بريطانيا وأمريكا ولا يعرفون أن ملك الموت يختبيء هناك أيضا، وأحيانا يُعجّل في النهاية فينتحر المسكين يأسا من حياة موجعة وأليمة.
كانت زوزو، وخللي بالك منها، مفعمة بالأمل أن تقف الدولة كلها معها، وتنقذها من براثن الوحدة والغُربة وتراجع الجمال، وللأسف فهناك خفايا وخبايا في حياة المرء تنبيء بقرب النهاية ولو بعد حين.
بهتت السندريلا، وعاكسها جسدها فامتلأت كورتيزونا، وانفض العاشقون، وابتعد المحبون، ولم يُصدق متسكعو إدجوار رود في عاصمة الضباب أن التي تطلب سيجارة أو وجبة طعام هي التي ركع أمامها سياسيون وفنانون وأثرياء واستخباراتيون.
كانت الزوجة العلنية أو السرية لعبد الحليم حافظ وصلاح كريم وعلي بدرخان( الذي أخرج لها الراعي والنساء ) وزكي عبد الوهاب وماهر عواد، لكنها في الخيال كانت زوجة كل رجال مصر فبطلة ( حسن ونعيمة ) جعلت كل مصري حسنـًـا ؛ وظلت هي نعيمة حتى عام 1987 عندما هاجمها المرض في العمود الفقري، فالمرض إذا تسلل لجسد مرمري دخل من أجمل موضع فيه كما حدث مع شيريهان.
أجهزة الاستخبارات البريطانية والمصرية قالت بأنها لم تتعرف على سبب سقوطها من شرفة بيتها في عاصمة الضباب، قتلها الذين يعرفون عنها الكثير، أو انتحرت لأنها تعرف عنهم أكثر، أو ربما سقطت من شرفة منزلها وهو سبب غير معقول، فالانتحار نادرا ما يكون مصادفة.
يقال بأن صفوت الشريف متهم بقتلها بعد أن أزمعت نشر مذكراتها، ومع ذلك فتصادُمُ كل الشائعات والحقائق جعل سبب وفاتها مجهولا، فالإعلام المصري قائم على قدمٍ عرجاء تفبرك أكثر مما تصارح أوتعرض معلومات موثقة.
أفضل فيلمين في رؤيتي الخاصة هما: "موعد على العشاء" لمحمد خان، و"حب في الزنزانة" من بين 82 فيلما قامت بتمثيلها.
خللي بالك من زوزو أحد أوائل الأفلام التي هاجمت الفكر المتطرف والرجعي للقوى الدينية في الجامعات.
غادرت سعاد حسني الدنيا عن 58 عاما وهي من مواليد 1943، ولا تزال ضحكتها الساحرة تجلجل من العالم الآخر!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج
أوسلو النرويج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق