غريب أمر الذين يستشهدون بآيات قرآنية ليس فقط لاثبات كُفر المخالفين للإسلام، ولكن أيضا لافساح مكان لهم في الجحيم.
ماذا ساستفيد أنا لو أقنعتني أن المسيحي واليهودي والبوذي والصابئي والبهائي والبابي والأحمدي والطوطمي سيدخلون جهنم من أوسع أبوابها؟
لن يزداد إيماني أو ينقص بالإسلام ، وكما ذكرت سابقا فأنا لا أشتاق لجنة عرضها السماوات والأرض من لون واحد، ولا أريد أن أعرف حساب الآخرة مسبقاً، حتى لو عفا الله عن إبليس نفسه، وقــَــبـل توبته، فلن يزعجني كثيراً
لست من الذين يجعلهم إيمانهم يرقصون طرباً لأن من لا يعتنقون ديني سيخلدون في نار جهنم ، وعشرات الجنسيات التي قابلتها وعشرات الآلاف الذين التقيت بهم وفي صدورهم قلوب بيضاء ناصعة كأنها موروثة من قلوب الانبياء، فكيف لي أن أبحث في كتاب الله عن آيات تسعدني لأن هؤلاء سيحرمون من لقائي في الجنة، ولن أرى معهم وجه ربنا ذي الجلال والإكرام.
الإنسان ليس فقط مسلما ملتحيا وزبيبياً وقارئا للقرآن الكريم وعضوا في جماعة دينية، لكنه طفل في الخامسة عشرة من عمره تعلم الوثنية، وشاب يعيش في غابات الأمازون ولا يعرف له إلــَــهاَ إلا النار، وعجوز طيبة تخدم كل من حولها تقيم في كهفها الصغير بجبال الجواتيمالا، وصياد أميّ يعيش على سمكتين يوميا من ساحل دولة افريقية، و... كل هؤلاء ستدخلهم قلوبهم المتسامحة الجنة قبل كل مسلمي الدنيا.
مرة خامسة وعاشرة وللمرة السبعين اقول لكل مسلم بأنني لست مشغولا أو مهموما بأديان ومذاهب وعقائد الآخرين، لكنني مشغول بصدقهم وتسامحهم وإنسانيتهم.
أنا مسلم يؤدي شعائر دينيه، وأصلي وأصوم، وأديــّــت العُمرة مرتين، لكنني لست أفضل، ولو بمقياس شعرة، من غيري، والحُكم في الآخرة لله، ولن أدهن قلبي باللون الأسود لأقنع نفسي أنني سقطت من بطن أمي مسلما، فأصبحت موعودا بالجنة والمغفرة، وغيري قضى تسعة أشهر في رحم أم لا تعتنق ديني، فيعاقبها العلي القدير.
أنا راض عن إسلامي، فأرجوكم لا تحاولوا الغوص في كتاب الله للبحث عن أدلة تُشعرني أنني أفضل وأعلى وأقــَـوَم، فكلها مصادفات أرحام تسكنها أجنة تسعة أشهر ولا تعرف لونها وشكلها ودينها ومذهبها.
توقفوا عن الكبرياء والغطرسة والغرور الديني فمهما فعلتم سيتلذذ بكم دود الأرض في وليمته الكبرى، أما في الآخرة فستقفون أمام العزيز الوهاب تقرأون كتابكم الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وتبحثون عن البطاقة الشخصية ففيها خانة الديانة، ولن تعثروا عليها.
من يدري فربما يكون مصير أكثر المسلمين في نار جهنم!
توقفوا، رحمكم الله، عن الزعم بأنكم تشاركون مالك المُلك عملية الفرز بين من يدخلون جنته، و.. من يُلقــَـوّن في الجحيم.
في يوم الحشر نأتيه كلنا فرداً، ولا تسمع إلا همساً، وتشهد لنا أو علينا قلوبنا، ولا يحق لأحد أن يقوم بعملية الفرز في الدنيا أو في الآخرة.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق